العملية البرية.. أبعد من تفكيك بنية الحزب

سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8117 - 2024 / 10 / 1 - 18:59
المحور: القضية الفلسطينية
    

ربما يتصور المستوى السياسي والعسكري لدى الكيان الصهيوني والعدو الأول للأمة الولايات المتحدة، أن هذه اللحظة هي الأكثر ملائمة لإعادة ترتيب المنطقة بما يظنون أنه يخدم نظرية التفوق المطلق للكيان الصهيوني ليس على قوى المقاومة وحسب، وإنما على كل دول المنطقة، وربما كان تصريح نتنياهو وهو يستشعر حالة انتشاء مبالغ بها كما نعتقد، جراء استهداف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عندما قال إن يد الكيان قادرة على أن تصل إلى أي مكان في العالم.
وما تبجح به نتنياهو بالطبع رسالة لجميع دول وشعوب المنطقة سواء .كانت مطبعة أو غير ذلك، من أن هناك قاعدة جديدة يجب على الجميع أن يعيها، وهي أن الكيان برعاية واشنطن هو مركز القرار في الشرق الأوسط وعلى الجميع أن يكونوا أطرافا يدورون في فلكه.
ومن أجل تأكيد ذلك لابد من إعادة ترتيب الجنوب اللبناني، ظنا منهم أنهم قادرون على تفكيك بنية حرب الله التحية في الجنوب، كون الحزب يمثل العمود الفقري لمقاومة المشروع الصهيوني والنفوذ الأمريكي في المنطقة، وأن الكيان وواشنطن سيحققان الأمن للمستجلبين اليهود في شمال فلسطين المحتلة.
وهو ما ما اتفق عليه وزير الحرب الأمريكي لويد اوستن مع نظيره الصهيوني يواف غالانت خلال مكالمة هاتفية عندما شددا على ضرورة تفكيك ما سموها البنية التحتية الهجومية لحزب الله، على طول الحدود لضمان عدم تمكن الحزب من شن هجوم على شمال الكيان الصهيوني، على غرار "هجمات 7 أكتوبر".
والحديث هنا يدور حول البنية التي قد تكون قريبة من الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، بهدف تأمين عودة 60 ألف مستجلب يهودي من العودة إلى المستوطنات في الشمال الفلسطيني، بعد هروبهم منها منذ العام الماضي.
لكن يبدو أن هناك قصورا في استيعاب أن السبب في هروب المستجلبين ليس البنية العسكرية الهجومية لحزب الله.في ذاتها،. وإنما الذي يجعل هؤلاء اليهود الغزاة يهربون هم الرجال الي يستطيعون بناء هذه البنية وإدارتها، وهم سيفعلون ذلك في كل مرة .. سيما وأن الجنوب اللبناني ليس قطاع غزة المحاصر من جهاته الأربع، ذلك أن له امتداده داخل لبنان وإلى جانبه أيضا سوريا، وهو يستطيع ان يعيد تشكيل بنيته بما في حال جرى التعرض لها.. .
ومن جانب آخر فإن الصورايخ البعيدة والطائرات المسيرة تستطيع أن تستهدف الكيان وبنيتة ومستجلبيه من أي مكان في الجنوب اللبناني قريب من الحدود أو بعيد عنها، وإلا كيف يستهدف الحوثيون الكيان بالصواريخ والمسيرات وهم على بعد آلاف الكيلومترات، وكذلك تفعل المقاومة العراقية ؟
وهاهو حزب الله يعلن في ظل ما كشف عنه جيش الاحتلال من أنه شرع في عملية برية ربما تثلج صدور الصهاينة العرب دولا كانوا أو أشخاصا ممن اختاروا أن يكونوا صدى لجرائم الكيان في لبنان وفلسطين وسوريا في سياق نداء لبيك يا نصر الله"، إطلاق صليات صاروخية من نوع "فادي 4" على قاعدة "غليلوت" التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية "8200" ومقر "الموساد" الإسرائيلي في ضواحي "تل أبيب".
ومن ثم لا يجب أن يغيب عن الذهن أن الكيان الصهيوني يريد مما أعلنه عن عملية برية هو تحقيق هدف دعائي تعبوي نفسي يرمم من خلاله ما أصاب نظرية الردع لديه بعد 7 أكتوبر من تآكل، وهو من جانب آخر يحاول طمأنة جمهوره اليهودي ويقول لهم، إنني دخلت لبنان وفككت بنية حزب الله ما بين الليطاني والحدود. وهو من جانب آخر يهدف إلى زعزعة الثقه في الحزب لدي جمهوره وفي الفضاء العربي والإسلامي الذي يعتبره رمزا، وأخيرا يريد أن يوصل للفلسطينيين رسالة مفادها أنكم لن تجدوا بعد الآن من ينتصر لكم..
ولكن يجب التنبه والالتفات لدروس التاريخ كفلسطينيين من أنه مع كل ما يمكن أن يقال حول تأثير غياب نصرالله وما يمكن أن يجري في جنوب لبنان، وما جرى في غزة وفي الضفة.. فإن كل ذلك لا يمكن قياسه بهزيمة حزيران 1967، عندما انطلقت الثورة الفلسطينية من الصفر، في حين أن حزب الله والفصائل الفلسطينية لديها ما تبني عليه لتعيد ترميم ما قد فقدته او ستفقده مستفيدة من الدروس التي مرت بها، السلبية لتجنبها والإيجابية لتعزيزها من أجل تفكيك الكيان الصهيوني، وصولا للتحريروالعودة، طال الزمان أم قصر.

#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات