أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - حروب المصالح















المزيد.....

حروب المصالح


أسماء عيسى سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 8117 - 2024 / 10 / 1 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن كنا نريد فهم ما الذي يدور في العالم، يتوجب علينا أن لا نرى حدثا بشكل منفرد وإنما أن ننظر اليه بشمولية في إطار الوضع الدولي العام و، الإقليمي المحيط بمكان الحدث، وأيضا الوضع الداخلي الخاص.
بهذه المكونات الثلاثة وعلى أسس من التفكير العلمي السليم نكون قد بدأنا في فهم الحدث وتجلياته وأسبابه وتبعاته ونكون أيضا قادرين على استخلاص العبر والنتائج بعد إنتهاء الحدث والبناء عليها للمستقبل.
ذلك ينطبق على ما حصل ويحصل في قطاع غزّة وأيضا على الساحة اللبنانية -إن كان الحديث عن منطقة الشرق الأوسط - وينطبق أيضا على ما حدث ويحدث ما بين روسيا وأوكرانيا، وكل الأحداث التي يتم "طبخها" على "نار هادئة" في القارة الإفريقية وغيرها من قارات العالم.
وكثيرا ما نسمع عن مصطلح الدول الخمس دائمة العضوية في الأمم المتحدة وفي مجلس أمنها ولكن أغلبنا لا يعرف لماذا سميت بهذا الاسم، رغم أننا نستطيع أن نردد أسماء هذه الدول وهي روسيا وأمريكا والصين وبريطانيا وفرنسا. هذه الدول التي خرجت(منتصرة) من الحرب العالمية الثانية، كانت العظمى بانتصارها، ولكن هل بقيت العظمى حاليا؟ وهل وحدها العظمى؟
لا شك أن هناك أيضا مجموعة أخرى من الدول المتقدمة صناعيا ورأسماليا ومن بينها اليابان وتكتل دول الإتحاد الاوروبي الذي تعصف به الأزمات بين الفينة والأخرى ما يهدد وجوده على المدى البعيد.
ولو دققنا مليا في تاريخ العالم المعاصر وخاصة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية ودحر النازية، لوجدنا أن كافة الصراعات والنزاعات بين هذه الدول، وكافة التكتلات والتوازنات بل وكافة الحروب التي إفتعلتها ودعمتها هذه الدول بشكل منفرد أو مجتمع كانت لا تتم على أراضيها وإنما على أراضي الدول أو الدويلات التابعة والتي تعرف بدول " العالم الثالث".
فهل شهد التاريخ المعاصر حربا إندلعت على الأراضي الأمريكية أو اليابانية أو الصينية أو الفرنسية وحتى الحرب الدائرة حاليا بين روسيا واوكرانيا ؟ فهي تجري على الأراضي الاوكرانية، وعندما تجرأت القوات الأوكرانية ومن يقف خلفها على التوغل لكيلومترات في الأراضي الروسية نالها ما نالها من تصفية بشرية مؤلمة جدا. ناهيك عن اقتتال الدول على الأراضي السورية.
إذا، فإن هذه الدول كل على إنفراد يهمها بالدرجة الأولى الدفاع عن مصالحها وموقعها الاقتصادي والسياسي على الخارطة الدولية، ولن تدخر جهدا أولا في الحفاظ على هذه المصالح، وثانيا تعزيزها حتى لو إضطرت الى إستخدام القوة بل استخدام القوة المميتة المدمرة.
وتلجأ هذه الدول الى مجموعة من التحالفات الاستراتيجية الدائمة أو المؤقتة بين الفترة والأخرى وفقا لمجموعة من التجاذبات والتطورات لكنها لا تتخطى الحدود الحمراء فيما بينها والتي تعني
- إن تم تخطيها - اللجوء الى القوة النووية المدمرة للعالم برمته.
ومن الواضح أن هذه الدول لا تنظر فقط الى الثروات الطبيعية والمقدرات الموجودة داخل حدودها فهي مضمونة لها بحكم السيادة على أرضها وإنما يهمها نهب ثروات ومقدرات دول"العالم الثالث".
ومن هنا ننطلق الى بداية التحليل، فإذا ما اتفقنا أن دولة الكيان هي رأس حربة متقدم للامبريالية في المنطقة، فمن البديهي أن الأخيرة لن تتركها وحيدة في الميدان عند احتدام وتيرة المقاومة من قبل شعوب وفصائل المنطقة.
وهذا بالفعل ما حصل في الميدان وعلى امتداد الأحداث منذ بدء القضية الفلسطينية الى الان، وقد تراوح دعم هذه الدول لدولة الكيان ما بين الدعم الواضح والمباشر والعلني كما أمريكا على سبيل المثال لا الحصر والسكوت الخجول لبعض الدول كما روسيا حاليا ونحن نعلم أن " السكوت علامة الرضا"، مع التذكير للتاريخ أن أمريكا كانت أول دولة اعترفت بدولة الكيان وقت النكبة وتلاها فورا الاتحاد السوفياتي التي كانت روسيا إحدى جمهورياته.
وعلى امتداد تاريخ "إستقلال" دول "العالم الثالث" الشكلي وخروح الاستعمار من هذه البلدان بشكله التقليدي القديم المتمثل في التواجد الفعلي على الأرض والسيطرة على مقاليد الحكم ودخوله الى هذه "الدول المستقلة من الشباك" بالاستعمار غير المباشر، سعت الدول الرأسمالية الى الحفاظ على ركائز لها في كل منطقة متمثلة بالأنظمة الحاكمة والجيوش والأجهزة الامنية المكرسة لقمع الشعوب وليس للدفاع عن الوطن واستقلاله وسيادته.
وفي خضم ذلك كله تسعى بعض الدول الى أن يكون لها "بصمة" في الخارطة السياسية والاقتصادية الدولية في مواجهة الدول التي تعتبر من ركائز الدول العظمى، وخير نموذج على ذلك الجمهورية الايرانية التي تحاول تحت مسميات وتوصيفات مختلفة، جزء منها عقائدي ديني أن تتبوأ مكانة موازية منافسة للدول الركائز للرأسمالية في المنطقة، حيث نشطت في المجال النووي وأوجدت أذرع ضاربة لها في دول الجوار المحيطة، بغية أن تجد الدول الرأسمالية نفسها "مضطرة" للتعاطي معها والتفاوض والوصول الى تفاهمات وتوازنات تضمن الأمن الاقتصادي لجميع الأطراف ورمي "الفتات" لمن رفع رأسه مع الإحتفاظ "بالكعكة الكبرى".
وفي ذات المشهد الإيراني حاليا، وبعد دعوة الرئيس الأمريكي نظيره الإيراني لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، هل ننظر غورباتشوف إيران؟ الرئيس السوفييتي الذي قاد تفكيك الاتحاد السوفييتي برعاية أمريكية، وبات نجماً لإعلان عن البيتزا هت الأمريكية.
تأسيسا على كل ما ذكر أعلاه، أستطيع القول أنه مع إنعدام وجود دولة أو دول في العالم تتبنى توجها ينتصر للشعوب وحركات التحرر وتؤمن بعدالة توزيع ثروات الكرة الارضية فإن ميزان القوى العالمي ليس مطلقا في صالح الشعوب وحركات التحرر بل وفي تراجع مستمر ويخدم الاحتكارات العالمية والرأسماليين وقطاع الخدمات ويتغول على قطاع الإنتاج ويغرق الطبقات الدنيا في دوامة الديون للمصارف وتأمين قوت العائلة اليومي ويختزل الأحلام الى الأحلام الفردية والعائلية الضيقة المتمثلة في تأمين مقومات الحد الأدنى للعيش الكريم.
ذلك لا يعني الاستكانة والقبول بسياسة الأمر الواقع" بل بحاجة لمواكبة كل تلك الأحداث بطريقة تفاعلية جديدة، بعيدا عن التقليدية التي عفى عليها الزمن، كما أننا بحاجة لتأسيس الأجيال القادمة على فهم تلك الصراعات وتركيبة العلاقات القائمة على المصالح، إلى جانب استنهاض الفكر وتنويره بحقيقة ما يجري من أحداث على الساحة الاقليمية والدولية، وتجنيبه الوقوع في فخ ما يتم ترويجه عبر وسائل الإعلام.



#أسماء_عيسى_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية العلاقة بين ايطاليا والبرازيل
- الشرف العسكري
- الوقاية لا التحليل
- من وحي المونديال
- مونديال قطر 2022..حقائق لا نقاط
- هواجس من المعركة


المزيد.....




- شاهد عيان: نيران الغارة الإسرائيلية على غزة -التهمت الناس قب ...
- قاآني ومن قبله.. سر الاختراقات الاستخباراتية -المزمنة- في إي ...
- عقوبات أوروبية على إيران على خلفية تزويد روسيا بصواريخ بالست ...
- برلين تطالب إسرائيل بتوضيح ملابسات قصف قوات يونيفيل بلبنان
- غارة إسرائيلية جديدة تدمر منزلاً في شمال لبنان
- الإعلام العبري يسلط الضوء على القوات الجوية المصرية
- الأولى منذ 23 عاما.. الرئيس الجزائري يستقبل رئيسة الهند في ز ...
- إسرائيل تعلن موعد نشر منظومة -ثاد- الأمريكية
- وزير الدفاع الروسي: التعاون العسكري بين روسيا والصين عامل ها ...
- بكين لن تتسامح أبدا مع محاولات تايوان عزل المضيق


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - حروب المصالح