محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8117 - 2024 / 10 / 1 - 22:49
المحور:
الادب والفن
روح غائبة
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف يوسف
في الزوايا الهادئة لغرفة خافتة الإضاءة،
حيث تمتد الظلال مثل أسرار هامسة،
تتجول روح غائبة،
شبح ضحك ضائع في طيات الزمن،
أصابع تتجول عبر غبار الذكريات،
كل ذرة غبار شهادة على ما كان ذات يوم.
تتنهد الجدران بهدوء،
تحمل أصداء خطوات لم تعد تطأها،
رائحة الياسمين تدوم،
تذكرنا بمحادثات أواخر الليل،
حيث نسجت الأحلام في نسيج الفجر،
وتعلقت الوعود مثل النجوم،
تلمع في شفق الآمال المشتركة.
ولكن الآن، يسود الصمت،
محيط شاسع حيث تموجات الغياب.
تخلق موجات من الشوق،
كل نبضة قلب سؤال،
كل نفس نداء للعودة،
الهواء كثيف بماذا لو و ماذا لو فقط،
وزن الكلمات غير المنطوقة يضغط على الصدر،
مثل الضباب الذي يلتصق بالروح.
هناك كرسي ينتظر،
ذراعاه ممدودتان،
حارس للحظات الضائعة،
بينما تدق الساعة بدقة لا هوادة فيها،
تعد الدقائق،
والساعات،
والأيام،
حتى تغسل الشمس الغرفة بظلال ذهبية،
ولكن مع ذلك، يبدو الأمر وكأنه ليل طويل،
الضوء لم يصل إلى القلب تماما.
الروح الغائبة لم ترحل،
بل تكونت في نسيج الوجود ذاته،
نسيج من الضحك والدموع،
وجوهرهما يقبع في الفراغات بينهما،
في الأغاني التي تدندن بهدوء في الخلفية،
في حفيف الأوراق خارج النافذة،
في دفء الكأس الفارغ،
في ما زال يحمل طعم الأسرار المشتركة.
وفي هذه العزلة،
يوجد جمال غريب،
فالروح الغائبة تعلمنا أن نعتز،
وأن نتمسك بقوة باللحظات العابرة،
وأن نرى الضوء في الظلال،
وأن نفهم أن الغياب ليس نهاية،
بل هو جسر إلى أعماق الاتصال،
وهو تذكير بأن الحب يتجاوز الجسد،
وأن الأرواح تتشابك وراء حجاب الحضور.
لذا دع القلب يتألم،
دع الدموع تتساقط كالمطر،
ففي هذا الصخب من الخسارة،
تزهر حديقة من الذكريات،
حيث تحكي كل بتلة قصة،
وكل شوكة درسا تعلمته،
والروح الغائبة،
المحفورة إلى الأبد في نخاع الوجود،
ترقص في الريح،
تهمس من خلال الأوراق،
صدى أبديا لما كان ذات يوم،
وما سيكون دائما.
المصدر:
Absent Soul , Poem Hunter, Mohammad A. Yousef, 2024
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟