شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8118 - 2024 / 10 / 2 - 01:29
المحور:
القضية الفلسطينية
ومن مهام هذه الوحدة كذلك الدخول في صورة مسجونين يسمون "العصافير" بين الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وربط علاقات معهم للحصول على معلومات مهمة منهم، مما قد يدينهم ويبرر سجنهم وسلب حريتهم.
وتسند لوحدات المستعربين مهام أخرى إضافة إلى جمع معلومات، كتصفية شخصيات مقاومة، إذ اغتالت العشرات من قيادات ونشطاء في الفصائل الفلسطينية سواء في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حركة الجهاد الإسلامي، أو حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وفصائل مقاومة أخرى.
ولاحظ باحث إسرائيلي في الشؤون العسكريّة يدعى طال زاغرابا، بعد مقابلات عديدة مع مستعربين، أنهم يعيشون حالة خوف دائمة، سواء قبل أو أثناء تنفيذ المطلوب منهم أو بعده، قد تصل إلى حد الصدمة النفسية التي جعلت كثيرا منهم يرفعون دعاوى قضائية ضد الجيش الإسرائيلي للحصول على تعويض.
وقد كشفت صحيفة "هآرتس" عن إطلاق شرطة الاحتلال وحدة مستعربين سرية جديدة بين فلسطينيي الداخل في ما يعرف بمناطق الـ48 لتأسيس بنية تحتية استخباراتية توفر للاحتلال معلومات تمكنه من رسم خطة للتعامل مع فلسطينيي الـ48، خاصة في المناطق ذات الأغلبية العربية في حال اندلاع احتجاجات ومظاهرات وغير ذلك.
وتكاثرت وحدات المستعربين ومسمياتها كـ"شمشون" بمحيط قطاع غزة، و"دوفدوفان" بالضفة الغربية، و"يمام" التابعة لحرس الحدود، وتختلف مهماتها لكن جميعها تخدم الأهداف التي يحددها الاحتلال الإسرائيلي.
وكشفت اعترافات لمستعربين اشتغلوا بوحدات الجيش الإسرائيلي أن قادتهم حولوهم إلى مجرمين، يقتلون الفلسطينيين بدم بارد، ولا يذكرون عدد قتلاهم، بينما عانى المستعربون داخل وحدة "متسادا" التي توصف "بالانتحارية" من انقطاع علاقتهم الإنسانية والاجتماعية بأقرب أقربائهم كوالديهم، حتى لا ينكشف أمرهم.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي على والديْ المستعرب داخل وحدة "متسادا" -التي قال الاحتلال إنه أوقف التجنيد داخلها في سبعينيات القرن العشرين- التوقيع على تعهد مفاده أنه ليس من حقهما حتى مجرد السؤال عن ولدهما الذي يوقع بدوره تعهدا بأنه "وهب حياته لدولة إسرائيل".
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟