أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد أبو ختلة - الحرب على غزة تفاصيل لا تعرفها المسَيرة














المزيد.....

الحرب على غزة تفاصيل لا تعرفها المسَيرة


سعاد أبو ختلة

الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


طالت الحرب كل تفاصيل حياتنا، أصبحنا في حرب دائمة مع الوقت، مع النفس، مع المحيط، يبدأ يومنا بروتين تفقد الماء في الجرار، تأمين الخبز بعد الاطمئنان أن الطابون الذي يطهو لنا الخبز يعمل اليوم وان لم يكن البحث عن آخر في الجوار كي لا يفسد العجين ونضطر للتخلص منه واعداد غيره، العائلات التي عندها أطفال رضع تعاني الأمرين لتدبير الحفاظات والحليب لأطفالها، السعر المهول لغذاء الأطفال وانقطاعه أحياناً، معاناة يومية مع مرافقات الحياة في مراكز الايواء، حشرات بأنواع مختلفة وذباب بألوان مختلفة، يلتصق بالجلد لينهش من دم ضحاياه حتى يسبب نزفاً للدم وثآليلاً حمراء مؤلمة، وطبعاً لا ننسى الموسيقى التصويرية المواكبة للمشهد، صوت الزنانة التي تجأر أحياناً فيصيبنا الرعب من أن تلقي حمولتها من متفجرات فوق الخيام المتهالكة، أو تقتنص الصغار الذين يطيرون طائرات ورقية حول المكان، ولم نكن نستبعد أن تفعل ذلك، لكننا لم نستطع حرمانهم من متعتهم الوحيدة عقب أداء مهامهم اليومية من تعبئة مياه وطهي الخبز والركض خلف التكية للحصول على بعض الطعام الذي ميزته الوحيدة أنه ساخن... مفردات كثيرة نتمنى أن ننساها عقب الحرب، تكية، بركس، شادر، كوبونة، ليد وبطارية، شاحن وفرش وطبلية ووو قاموس خاص لحياة النزوح، نازحين نحن؟!! أم مهجرين من بيوتنا عنوة؟!! النزوح بسبب كارثة تجبر المواطنين على ترك مكانهم قد يكون سيولاً وكوارث طبيعية، وقد يكون بسبب الحروب يخاف الناس فينزحون، لكننا تلقينا الأوامر بأن نترك منازلنا وتم تهديدنا، أخرجنا قصراً، منذ بداية الحرب والحديث عن اجتياح لرفح ورفض وتنديد من قبل مصر وأمريكا وبقية الدول التي تؤمن من خلفهما، شعرنا أن رفح خط أحمر، لن يتم الاقتراب منها لأن العالم كله لن يسمح... العالم أعتقد أن العالم رفض وشجب واستنكر وعمت المسيرات المنددة شوارع أوروبا وحدثت أزمات في دول عظمى، أغلقت جامعات والحقيقة تم تفريغ كل الغضب والرفض لنبقى وحدنا، مع طول المدة تراجع الدعم الدولي وعاد العالم لحياته الطبيعية وهذا شيء طبيعي، كلما تقادمت القضية فقدت زخمها وتراجع مؤيديها، وتفريغ أزمة هنا وأزمة هناك لتحويل الأبصار عن حرب الابادة على غزة، اعلام متواطئ صور غزة التي مساحتها الكلية 360كم قارة مترامية الأطراف بها من الجبال والوديان ما يشكل قوة ردع وخزعبلات المحللين الذين مارسوا هواياتهم بعد أن سنحت لهم الفرصة لتطبيق النظريات التي تعلموها في كلياتهم النظرية ...
أم علي العجوز في مخيمنا تقول أن الحرب كان مخطط لها، وأن 7 أكتوبر كذبة رسموها وخططوا لها، وأننا شعب غبي يصدق ما يقال له، وأضافت أن انسحاب اسرائيل أحادي الجانب عام 2005 لم يكن سوى بداية الخطة، بقيت صامتة أفكر فيما تقول، وأجابتها سيدة: نحن دائما نصور اسرائيل وأمريكا قوى عظمى ونصر أن كل عمل يكون خدعة حرب ، قاطعتها أخرى لم يكن عملاً جيداً على الاطلاق، صورونا همجيين، ماذا أن تأسر عجوزاً تعاني من الزهايمر؟ قاطعت الجميع سيدة قالت كنا في بداية الثمانينات نقيم قرب السياج الحدودي وكنا نسمع اطلاق نار فجأة فتقول أمي رحمها الله لابد ان قطة اقتربت من السياج، كنا نعرف أن هناك مجسات الكترونية ولم يكن العلم والكمبيوتر بهذه القدرة، وحللت سيدة فقدنا أكثر مما كسبنا في ذلك اليوم، شبابنا كانوا فاكرين انها حرب التحرير، راحوا الشباب وصارت تبكي على من فقدتهم وأصبحنا نواسيها ونصبرها وانفض المجلس الذي كان ينقصه الدويري، بحزن ووجع يحتاج منا وقتاً كي نتخلص منه، كنت كلما اعتصر قلبي الحزن، ابحث عن صغارنا ألعب معهم وأضاحكهم كي ألقي عن كاهلي هذا الوجع الذي لا أملك له رداً، الحياة في مراكز الايواء تعني أن تكون منفتحاً على كل الأطياف، وتستوعب كل الآراء والأهواء، أن تكون مرناً ليناً لنفسك ولمن حولك، أمر واقع علينا أن نعايشه ونستوعب أن ما نمر به لن يمضي سريعاً لذلك علينا تقبل تبعاته حتى يحدث الله أمراً...
السادس من أكتوبر 2024



#سعاد_أبو_ختلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة تهجير وخيام وأرواح
- عام من الحرب على غزة
- اليوم العالمي للمرأة قراءة أخرى
- الحب في زمن الكورونا
- أماكن سياحية فاخرة.. مراتع للأمراض!
- عيد العمال يلقي قفازات آلاف العمال المتعطلين عن العمل في وجه ...
- ثقافة الاقتباس
- ثالوث الجهل والفقر والعنف أسباب معاناة النساء
- صندوق الموسيقى
- كلام في حال الصحافة الفلسطينية
- محاكمة مبارك
- العالم الافتراضي .. حيوات أخرى


المزيد.....




- بعد سحب جنسيتها .. أنباء عن اعتزال الفنانة نوال الكويتية بعد ...
- الجامعة العربية تستضيف فعاليات إطلاق الرواية الفلسطينية مليو ...
- بدء تصوير أول فيلم سينمائي روسي هندي
- -طفولة بلا مطر-.. سيرة أكاديمي مغربي بين شفافية الوصف ورومان ...
- فنانة مصرية تعلق على اتهامات بقتل زوجها
- هل العنف في الأفلام يجعلنا نعتاد المشاهد الواقعية؟ ريتا تجيب ...
- فيلم -إميليا بيريز- يتصدر ترشيحات -غولدن غلوب- بـ10 جوائز مت ...
- فنانة سورية تثير الجدل بعد إعلان شفائها من مرض السرطان
- فنانة مصرية مشهورة تعلن إصابتها بشلل المعدة
- بابا نويل الروسي يبدأ من روما بجولة أوروبية (فيديو)


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد أبو ختلة - الحرب على غزة تفاصيل لا تعرفها المسَيرة