|
عن ( حالة عصبية / نور التقوى / المستبد والآثار )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 16:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول : ارجو ألّا تذكر اسمى . انا هادىء جدا لكن تيجى لى حالة عصبية لما اسمع حاجة تنرفز فاغضب ولا استطيع التحكم فى كلامى ، وساعات اقع فى مشاكل واكتسب عداوات ودائما ضميرى يعذبنى وحاولت أصلّح نفسى لكن مفيش فايدة . اعمل ايه ؟ إجابة السؤال الأول : من تجربتى الشخصية من فترة الشباب ، وبعدها أقول لك : 1 ـ السخرية أو التهكم متأصّل فى شخصيتى . وفى فترة المراهقة كانت طبعا غالبا . وسببا لغضب كثيرين . عوّدت نفسى أن أتحكم فى كلامى ، فليس كل ما يخطر على البال أقوله ، وليس كل ما أسمعه أبادر بالرد عليه . ونجحت بالصبر والتصميم . وحتى الآن أتذكر بكل ندم وأسف بعض ما قلت . يعنى تستطيع بالتصميم وبالعزم والصبر إصلاح نفسك بنفسك ، ولتبدأ بالاعتذار لمن أسأت لهم . الإعتذار دليل على كرم الأخلاق . 2 ـ فى ستينيات القرن الماضى كنت طالبا فى معهد الزقازيق الثانوى ، وأسكن فى ( حىّ كفر النحّال ). فى أول الشارع الذى كنت أسكن فيه كان يوجد مسجد . الخطيب فيه يقرأ الخطبة من ورقة ، ويستعين بنظّارة سميكة لا يستطيع القراءة إلا بها . كان متهورا سريع الغضب ، وإذا غضب ( يضيق صدره وينطلق لسانه بالسبّ والشتم ) . جعله هذا عُرضة للسخرية . وصلت الى درجة أن بعض الشباب عرف أين يخفى نظارته ، وكان يخفيها فى ركن من المنبر . عثر عليها وأخفاها . صعد الشيخ الى المنبر وبدأ خطبته بالمقدمة المحفوظة ، وأخرج الورقة التى سيقرأ من الخطبة الجديدة ، وبحثت يده عن النظّارة فلم يجدها . ظل يبحث فى توتر وغضب ، يئس فاضطر لأن يخطب مرتجلا غاضبا ساخطا ، وبدأ يدعو على من سرق النظارة ، ثم أخذ يصرخ : يا ابن آدم تسرق .؟ يا ابن آدم تقتل ؟ يا ابن آدم تزنى ؟ يا أبن آدم .. يا ابن آدم يا ابن آدم يا ابن الكلب .. ضج الحاضرون بالضحك . إعتزل بعدها الخطابة فى المسجد واعتكف فى بيته . بالمناسبة كان يردد فى خطبه قولهم المأثور : (إذا قلت لصاحبك والامام يخطب ك أنصت فقد لغوت . ومن لغا فلا جمعة له ) وكان يتخذ منها حصانة له لأن يقول ما يحلو له شتما أو سبّا . 3 ـ تحضرنى واقعة حدثت عام 2002 ، بعد مجيئى لأمريكا . سكنت فى شقة متواضعة مع بعض الشباب المصريين . كان منهم شاب نوبى طيب القلب ، ولكن سريع الغضب . قلت له يوما أمازحه : " أصل انتم يا نوبيين بتاكلوا بهايم " . ثار وصرخ غاضبا ، واستمعت له بهدوء حتى سكت ، ثم قلت له : وأنا كما بآكل بهايم . بهايم يعنى لحمة يا صبرى . فتنبه وفهم وابتسم واعتذر . قلت له إسمك صبرى ، ومفروض تتعلم الصبر ياصبرى . السؤال الثانى : قال الله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) الحديد ) وما معنى أن من يتقى يجعل الله سبحانه وتعالى له نورا ؟ إجابة السؤال الثانى : 1 ـ النور المقصود ليس حسّيا ماديا ، بل هو معنوى . هو نورالهداية لمن يتقى ربه جل وعلا ، ويظهر هذا حين يوسوس له الشيطان فيتذكر ربه جل وعلا فيبصر بنور الهداية ، هذا فى الوقت الذى يسيطر فيه الشيطان على أتباعه ويكونون أخوة الشياطين ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (202) الاعراف ) . 2 ـ هذه هى الحياة الحقيقية فى الدنيا لمن يتقى ربه ، بينما العُصاة يسيرون فى غفلة وموات . قال جل وعلا : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الأنعام ). السؤال الثالث : شاهدت مسلسل ( المال والبنون )، وهو يدور حول يوسف شعبان الذى عثر على كنز فرعونى ، ورفض صديقه أن يشاركه فيها واعتبره من الحرام الاستحواذ عليه ، ولا بد من تسليمه للحكومة . تناقشنا فى هذا أنا وأولادى ، وهم يرون أن الدولة مجموعة حرامية ، وهم بالفعل يقومون بسرقة الآثار وبيعها ، وهذا معروف ومشهور . هل لو أنا عثرت على آثار أو كنز يجب على تسليمها لموظفين فى الدولة وهم حرامية ؟ أم تكون مملوكة لى ، وممكن أن أدفع عنها زكاتها ؟ وفى هذه الحالة ما هو مقدار زكاتها ؟ إجابة السؤال الثالث : 1 ـ المستبد يؤمن بأنه يملك الأرض ( الوطن ) وما عليه وما فى جوفه ، ومن عليها من دواب وبشر وحجر وموارد . هذا يخالف شرع الله جل وعلا الذى جعل موارد الأرض ( سواء للسائلين ) . قال جل وعلا : ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) فصلت ). أى إن موارد الأرض حلال مباحة لمن يسعى للحصول عليها وإستثمارها . وفى وجود دولة ديمقراطية توجد قوانين تنظم الاستثمار وإستغلال الموارد ، وهى قوانين جاءت بمجلس تشريعى منتخب من الشعب ، وتنفذه سلطة تنفيذية منتخبة من الشعب ، ويحكم فيها قضاء مستقل ، وكلهم خدم الشعب ، وفى مناخ من الشفافية وحرية الاعلام وحرية التعبير ، يحاصر الفساد ويكشفه بحرية وبحماية القانون . دولة المستبد يملكها ، ويتصرّف فيها كيف يشاء ، سلبا ونهبا وبيعا وقتلا وتعذيبا . فى دولة العسكر ـ الذى يحتل مصر من عام 1952 ـ وصل لحكم مصر الآن ـ بكل تاريخها ومكانتها وثرواتها ـ أسوأ فرعون . باع ما تبقى من أنقاضها ، وممّا باعه أجزاء من الوطن ومؤسسات ، وإستدان ، بما يجعل الأجيال القادمة تسدد ديونا لا شأن لها بها . هذا الفرعون القزم يسلب الحاضر والمستقبل ، ثم هو يسلب الماضى ، أى آثار مصر ، يسرقها ويبيعها . 2 ـ لهذا فإنه يحرم على من يجد آثارا أن يتنازل عنها للمستبد الحرامى لأنه يعينه بهذا على ظلمه وإجرامه فيكون شريكا له فى ظلمه وإجرامه . 3 ـ من المباح البحث عما فى الأرض من ثروات ومن آثار . ومن يعثر على آثار عليه أن يُحفى أمرها ، وأن يُخرج عنها الزكاة المالية ، على الأقل 10% . يعطيها للمستحقين من الفقراء والمرضى والمحتاجين ، وما أكثرهم فى هذا الزمن الردىء . إذا ضبطوه وتعرض للأذى والسجن فليحتسب أجره عند الله جل وعلا ، والله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخليل بن أحمد العبقرى العربى مبتدع علمى النحو و العروض
-
عن ( الظلمات والمادة المظلمة / الهيم / الزواج من مسيحية / ال
...
-
الاسرائيليون واليهود
-
الاستعمار والاستحمار
-
عن ( حسن نصر الله ولبنان وسوريا / موعد الزكاة المالية ليس بن
...
-
عن ( بغير عمد ترونها / عذول لائم / القتل تعزيرا فى السعودية
...
-
عن ( شر الدواب / تسجيل الحلقات / عيسى ابن مريم )
-
لمجرد التذكير : مقدمة تاريخية عن نشأة علم النحو
-
عن ( يزول يزال / شقى / استغفار النبى لذنوبه / حاصب وحصب )
-
عن ( محمد / عيسى وموسى / شوب / مدخل صدق ومخرج صدق )
-
عن ( تعلم التكنولوجيا / الاستحسان / يطمثهن / الصدع والصداع /
...
-
فى بيتنا ( مطلب )
-
عن ( محدث / أرجه / عادين / كسفا / بتاع وباتع / لا يرجعون / ب
...
-
إبن خلدون .. والعسكر
-
عن ( ولأضلنهم ولأمنينهم / ولم أكن بدعائك ربى شقيا )
-
عن ( خسروا الدنيا والآخرة )
-
شخصية موسى عليه السلام فى تدبر قرآنى :
-
عن ( العسكر والأوقاف / النحس والعذاب )
-
عن ( سؤالان / الاختيار والاختبار / جبار / البخت والحظ )
-
معانى ( كان ومشتقاتها ) وتنوع زمنها بما يخالف قواعد النحو (
...
المزيد.....
-
صار عنا بيبي صغير ??.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي
...
-
-الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط-.. منظمة ألم
...
-
تفاصيل الجلسة المغلقة لمجلس الشورى الاسلامي بحضور اللواء سلا
...
-
حميدو الولد الشقي.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر
...
-
من بينهم باسم يوسف وإليسا وفضل شاكر.. هكذا علّق نجوم عرب على
...
-
أردوغان بعد سقوط نظام بشار الأسد: نقف إلى جانب السوريين بكل
...
-
اسلامي: إيران تحظى بقدرات متكاملة في صناعة الطاقة النووية
-
ما هو موقف حركتي الجهاد الاسلامي وحماس من تطورات سوريا؟
-
القيادة العامة للفصائل السورية تعلن القبض على أشخاص ينشرون ا
...
-
ثبت تردد قناة طيور الجنة الان على القمر الصناعي وفرجي أطفالك
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|