أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - -نورسة الحياة: أنشودة الحزن في صباح بلا ألوان- قراءة في قصيدة : نورسة هذا الصباح – للشاعرة : سونيا عبد اللطيف – تونس . بقلم : كريم عبدالله – العراق .














المزيد.....

-نورسة الحياة: أنشودة الحزن في صباح بلا ألوان- قراءة في قصيدة : نورسة هذا الصباح – للشاعرة : سونيا عبد اللطيف – تونس . بقلم : كريم عبدالله – العراق .


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


"نورسة الحياة: أنشودة الحزن في صباح بلا ألوان"
قراءة في قصيدة : نورسة هذا الصباح – للشاعرة : سونيا عبد اللطيف – تونس .
بقلم : كريم عبدالله – العراق .
تتجلى في قصيدة "نورسة هذا الصباح" للشاعرة سونيا عبد اللطيف معانٍ عميقة للحزن والوحدة، حيث تُصوِّر الشاعرة حالة من الكآبة التي تسيطر على "نورسة الحياة". يبدأ النص بتشديد الشاعرة على غياب الفرح والحركة المعتادة، ما يعكس شعور الفقد والحنين.

الإيقاع والموسيقى
يستهل النص بعبارات تشي بالحنان الذي تفتقده النورس، مثل "لم يخفُق لها قلبُها كالمعتاد" و"لم يُصفّق لها جناح"، مما يخلق صورة حزينة للحياة التي تعاني من الفتور. تبرز الشاعرة في هذا السياق العناصر الموسيقية، مثل استحضار أغاني فيروز، التي تعكس الأمل والفرح، لكنها تنقلب إلى مشهد من الصمت.

الرمزية
تمثل "نورسة الحياة" رمزية للروح البشرية التي تبحث عن الفرح والأمل، لكنها محاصرة بأحزانها. تكرار "حزينة، حزينة" يُعزز هذا الإحساس، مما يُعمق الشعور بالثقل والعجز. كما أن "جيفة الأسماك" و"جثث الأموات" يرمزان إلى الفقد واليأس، ليجسدوا معاناة الوجود.

البحث عن الخلاص
تنتهي القصيدة بتعبير عن الرغبة في التخلص من المعاناة: "تشتهي كأس دهاق، تشتهي كأس حنظل". هذه الرغبات تشير إلى حاجة ملحة للتخلص من الألم، رغم أن الاستجابة لذلك تظل غامضة. تعبر الشاعرة عن حلم بإنهاء "مصير عالم حزين" لتفتح الأبواب أمام شمس جديدة.

والان , مع قراءة معمقة في قصيدة "نورسة هذا الصباح" - سونيا عبد اللطيف
العنوان: "نورسة هذا الصباح"
العنوان يُهيئ القارئ لمناخ من الحزن والحنين. "نورسة" ترمز إلى الرغبة في الحرية والسمو، لكن إضافة "هذا الصباح" تبرز حالة خاصة من الكآبة والتعاسة، مما يلفت الانتباه إلى التباين بين الأمل والحزن.

المقطع الأول: استحضار الغياب
في بداية القصيدة، تفتتح الشاعرة بعبارات تؤكد على غياب الفرح:

"لم يخفُق لها قلبُها كالمعتاد" تشير إلى عدم وجود الحياة والحركة.
"لم يُصفّق لها جناح" تعكس شعور العزلة.
استحضار أغاني فيروز، مثل "صباح الخير" و"يا طير"، يُضيف بعدًا ثقافيًا ويعزز من حالة الفقد. الأغاني تمثل الفرح والبهجة التي غابت، مما يُعمق الشعور بالتراجع إلى حالة من الصمت والظلام.

المقطع الثاني: الألم الداخلي
في هذا المقطع، تُعبر الشاعرة عن الألم الذي يعتصر القلب:

"وَجيف قلبِها صراخ" يشير إلى صراع داخلي يتجاوز مجرد الحزن، إلى صراخ يفتقر إلى مستمع.
"دموعها تذروها على ضفاف البحر" توحي بالتخلي والضياع، حيث يُعتبر البحر مكانًا للشفاء في كثير من الثقافات، لكنه هنا يصبح موقعًا للحزن.
الصور القاسية مثل "جثث الأموات" و"جيفة الأسماك" تُستخدم لتجسيد قسوة الحياة، ما يُظهر أن المعاناة ليست فردية بل تتعدى إلى المجتمع ككل.

المقطع الثالث: العجز عن الفرح
يتواصل الحديث عن العجز والوزر الثقيل:

"كيف تفكّ أزرار قلبها للفرح" توحي برغبة في التحرر من القيود النفسية، لكن العجز يسيطر.
"خصرها عبء ثقيل" يُظهر كيف أن الأحزان تؤثر على الجسد والعقل، مما يُعزز شعور الإحباط.
كما أن "موصدة كل السّموات" تعكس انغلاق الأفق، مما يُجسد فقدان الأمل.

المقطع الرابع: الرغبة في الخلاص
تتجلى الرغبة في الهروب من الألم في الأسطر الأخيرة:

"تشتهي كأس دهاق، تشتهي كأس حنظل" تُعبر عن البحث عن أي شيء يُمكن أن يخفف الألم، حتى وإن كان ذلك يُشير إلى مرارة الحياة.
"تسكُبها جميعا، في ثانية" يعكس تلهف الشاعرة لتجربة أي شيء لتحسين وضعها.
الصورة النهائية لأخطبوط كبير تُشير إلى مشاعر مُعقدة؛ حيث تُحاول الشاعرة أن تخرج من المآسي التي تُحيط بها، لكن يبدو أن ذلك مُستحيل.

الخاتمة: الأمل في الانبعاث
تتساءل الشاعرة في نهاية القصيدة عن إمكانية ولادة جديد: "كيْ تتفتّحَ شمس وتزهر حياة". هذا التغيير يُعبر عن الأمل الكامن رغم الألم. في النهاية، تُبرز الشاعرة أن النور قد يُشرق يومًا ما، وأن الحياة قادرة على التجدد رغم الألم.

التأملات الأخيرة
تُعد هذه القصيدة تأملًا عميقًا في تجارب الألم والفقد، مُعبِّرة عن واقع إنساني عالمي. من خلال استخدام الصور الحية والموسيقى الشعرية، نجحت سونيا عبد اللطيف في تجسيد مشاعر معقدة بوضوح، مما يجعل النص يحث القارئ على التفكير في دور الأمل والتجدد في خضم المعاناة.
القصيدة :
نورسة هذا الصباح

نورسة الحياة
لم يخفُق لها قلبُها كالمعتاد
لم يُصفّق لها جناح
لم تغنّ لها فيروز :
"صباح الخير"
لا "يا طير"
أو "أعطني النّاي، وغنّ"
لا حتى "كلمات"
لم تسمعْ "لُولا الملامهْ يا هوى.. "
لم تهبَّ من حولها طيور
تحاصرها من كل صبّ
غيوم... غيوم
*
نورسة الحياة
حزينة، حزينة، هذا الصّباح
وَجيف قلبِها صراخ
صدى صمتِها نواح
دموعها تذروها على ضفاف البحر
للأصداف
لجيفة الأسماك
تشربُها جثثُ الأموات
لم يُشفِ غليلها ترانيمُ عودة السفن
لم تُبهرها رقصاتُ مواكب المدن
*
نورسة الحياة
حزينة، حزينة ، هذا الصباح
كيف تفكّ أزرار قلبها للفرح
كيف تزيح عن صدرها وزرها
كيف تُشفى من فواجعها
لا شيء، لا شيء يهزّ للرقص
خصرها
عبء ثقيل يكبّل أقدامها
تخنقها العبرات
موصدة كل السّموات
طائفة من النّجوم تحوم
في صمت، في سكات
والنّور في سبات
*
نورسة الحياة
وحيدة ، وحيدة ، حزينة
تشتهي كأس دهاق
تشتهي كأس حنظل
تشتهي كأس مرار
تسكُبها جميعا، في ثانية
على جسد أخطبوط كبير
لتنهكَ مساعي سرطان خطير
لتنهيَ مصير عالم حزين
كيْ تتفتّحَ شمس
وتزهر حياة
وتزهو نوارسُ الصّباح

بقلم : سونيا عبد اللطيف



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكريات المكسورة: قراءة في قصيدة ميدوسا وتجليات الحزن والأم ...
- قراءة تحليلية في قصيدة الشاعرة - منيرة الحاج يوسف : ملاذي من ...
- سيّدةُ النرجس البريّ
- قراءة تحليلية في جماليات القصة القصيرة : اللعنة..- للكاتبة : ...
- قراءة وجودية في : مشاعر الوجود والغياب وتأملات عميقة في معنى ...
- الرمزية، اللغة، و الموضوعات الرئيسية في قصيدة : من أغاني الش ...
- قراءة تحليلية في نصّ الشاعرة : ليلى غبرا – سوريا- أنا وأنت . ...
- قراءة في قصة -ذاكرة من ألم- (الجزء الثاني) للشاعرة : فاتن حس ...
- قراءة وتحليل في قصة الكاتبة – ليلى المرّاني - جرحٌ في أمومتي ...
- الوجود و الموت في قصيدة : جنائزُنا تبكي علينا – للشاعر : وعد ...
- سيّدةُ الخوف المتوحشة
- سيّدةُ المعجزات
- ما بين الألم والأمل قراءة معمّقة في نصّ : يقرصني الوجع – للش ...
- سيّدةُ البحر
- سيّدةُ أزهار الكون كاميليا
- سيّدةُ الانتظار
- قراءة في نصّ الشاعرة : رشا السيد أحمد - وأمرّ بالأيام –ألمان ...
- سيّدةُ الحبّ الخالد
- الضعف الإنساني والأمل في قصيدة : ليلة ليلاء – للشاعرة : جميل ...
- الموسيقى الشعرية في قصيدة : أحتدُّ غيظاً لأجل الحياة – للشاع ...


المزيد.....




- فتح باب الترشح لـ جائزة كتارا لشاعر الرسول لعام 2025
- الدفن عمل شاق.. تراجيديا الكتابة عند الحاجز في رواية -عبور ش ...
- أضبطه الآن .. تردد قناة Fox Movies لعرض الأفلام الأجنبية الا ...
- 20 مليون دولار ضاعت على الغناء.. موظفو حملة هاريس مهددون بعد ...
- حرب الروايات.. هل خسرت إسرائيل رهانها ضد الصحفي الفلسطيني؟
- النسور تنتظر ساعة الصفر: دعوة للثوار السنوسيين في معركة الجب ...
- المسرح في موريتانيا.. إرهاصات بنكهة سياسية وبحث متواصل عن ال ...
- هكذا تعامل الفنان المصري حكيم مع -شائعة- القبض عليه في الإما ...
- -لا أشكل تهديدًا-.. شاهد الحوار بين مذيعة CNN والروبوت الفنا ...
- مسلسل حب بلا حدود الحلقة 40 مترجمة بجودة عالية HDقصة عشق


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - -نورسة الحياة: أنشودة الحزن في صباح بلا ألوان- قراءة في قصيدة : نورسة هذا الصباح – للشاعرة : سونيا عبد اللطيف – تونس . بقلم : كريم عبدالله – العراق .