|
مسرحية الاغتصاب للكاتب السوري سعد الله ونوس
نصار يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 14:26
المحور:
الادب والفن
"يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس" إنجيل متى. كم يكون العريُ مختلياً بنفسه عن الأقنعة.. قصقصْ "رؤاكَ" في مسرح الحياة دون خشبات معلقة، فاضتْ تراجيديا الاحزان، تروي ظمأً، لعلها تغادر الحدادات التي تستطيل. (راحيل) تصغي لصرخات المعذبين تحت سياطهم في تلك السراديب.. يلملم جراحه (اسحق)، يحاول التوبة عبثأً، يطلق عليه (مائير) الطلقة الاخيرة..أمه التي تشارك الجنازة، صامتة هكذا يريد "الرب" وهكذا هي نبوءات داود حامل السيف.. (اسماعيل) يصرخ ويتأوه.. يرى (دلال) زوجته تُغتصب أمامه، من أنياب تلك "المفترسة" قلوبهم..تنتصب بعبادة ذكورية، تنفرد لها العذارى والشطّار من الالهة والصامتين خلفهم.. لم يكن يتوقع (اسحق) انه بفعلته تلك، كان أيضاً قد خصى نفسه نفسياً؟ يذهب الى منزله -متزوج من سنة ونصف ولديه طفل- يلتقي بزوجته راحيل، يداعبها، تداعبه..عبس وتولى "عضوه الذكري" حزين على صاحبه هناك، كفكفه بضعة أصابع، راحيل تنحني إليه..لا يلتفتْ..مكفّهر..ينكفئ،..يهربُ إلى "جحره"..تصرخ راحيل..يصرخ إسحق..!! إسحق يعترف أمام الدكتور: " كان يجب أن نكسرَ خصيتيه تماماً، وضعت قدمي بين فخذيه، ورحتُ أضغط وفق طريقة تعلمناها من مائير.."؟ مائير "البابا" من أعطاه "الدرس" في كيفية ان يكون "القضيب" محض قناة للبول..يقولون انه سيصبح "مخنث"؛ المخنث يفقد هويته بين الذكورة والانوثة، يصبح محض جسد، يتقبل عبوديته بكل "رحابة صدر". ربما في ذاكرتهم العدد الذي لا يحصى، لدى تاريخ الملوك والخلفاء والسلاطين عن هؤلاء المخنثين، الذين باتوا خدم في أجنحة الحريم والجواري.. هي شخصيات مسرحية الاغتصاب المؤلفة من حكايتين: سِفْر الاحزان الفلسطينية. سِفْر النبوءات الاسرائيلية. حكايتان، راوية وراوي، الفارعة تروي سفر الاحزان، الدكتور ابرهام منوحين يدون سفر النبوءات. ستكون شخصيات أخرى من الجانب الاسرائيلي هم زملاء اسحق ومع "البابا" مائير: جدعون وموشي.. مما لا مندوحة منه العودة إلى الأصل :القصة المزدوجة للدكتور بالمي/ الكاتب الإسباني بويرو باييخو. سنتعرف الى فارق مهم -قبل ان ندخل في سياق الاقتباس- أن بويرو باييخو (1916-2000) كان قد تعرض للاعتقال السياسي مع بداية انتصار فرانكو عام 39. بقي سبع سنوات لعام 46. كان محكوما عليه بالإعدام، بقي ثمانية أشهر وهو ينتظر دوره في الذهاب إلى المقصلة.. وكأن دوستويفسكي كان حاضرا، هو أيضا وقف مع صف الإعدام..نجا بصدفة من "الغفور الرحيم" القيصر الروسي.. أيضاً فعلها فرانكو، كان قد أتته المغفرة باعتباره "جبارٌ عظيم" فخفف الحكم الى المؤبد، سرعان ما قرر بعد سبع سنوات العفو العام، عن "الهراطقة المهزومين". أما كاتبنا سعد الله ونوس، فلم يتعرض للاعتقال.. هل لهذا الاختلاف رأيه في المعالجة المسرحية؟ دعونا الان من هذه الاجابة لنتركها مع بعض بين المتاح والممتنع عليه في صحباتنا الحوارية. وننتقل الى بداية الرحلة، وكيف حصل "التعارف" بينهما؟ يصمتُ سعد الله ونوس عشر سنوات (1979-1989) عن الكتابة المسرحية، يطوي الصفحة، تعاودُ سيرته "القومية" بالظهور والاهتمام، إثرَ الانتفاضة الفلسطينية السلمية (انتفاضة الحجارة عام 87). على حد تعبيره: " في لحظة السبعينات وصلنا الى لحظة يأس عدمية، بدأ فيها التاريخ فظاً وفظيعاً..كانت وقفة تأملية، انقطعت عشر سنوات عن كتابة المسرح.." صلاح ابو دياب / سعد الله ونوس الحضور والغياب. لم يذكر الانتفاضة تلك، أشار لبعض العوامل الداخلية للواقع المحلي حيث اشتداد الأزمات الداخلية..ربما كان من المسكوت عنه، تلك الحالة السورية التي اشتد عودها، نحو الاستبداد المعمم. لكن ما يسكن الكاتب وكثير من جيله المسألة الفلسطينية، و استغراقها باستعصاء الحلول الممكنة، تأتي انتفاضة الحجارة، ترمي حجراً ما في مياه راكدة.. يجدُ ضالته في مسرحية الكاتب الإسباني بويرو باييخو: القصة المزدوجة للدكتور بالمي. في مقدمة الاغتصاب ينوه الى ذلك ومن اين اقتبس نصه: "في بناء الحكاية استفدت من مسرحية القصة المزدوجة للدكتور بالمي..كان مشروعي أن أعد النص للعرض المسرحي..لكن عدلت الفكرة مؤثراً كتابة نص جديد حول الصراع العربي الإسرائيلي..". هل علينا أن نذكر معه مسوغات ذلك؟ يعاود التذكير: "إلهام المسرح الحقيقي لم يكن يوماً الحكاية بحد ذاتها، إنما المعالجة الجديدة التي تتيح للمتفرج تأمل شرطه الوجودي والتاريخي..". من هنا نبدأ ونسير معه في ممكنات هذه المعالجة، نحو صياغة أخرى حيث الاضافة: باتت المسرحية عبارة عن حكايتين فلسطينية وإسرائيلية.. هناك في الأصل الحكاية اسبانية بامتياز، داخل زمان ومكان غائبان، لاعتبارات تتعلق بسلطة فرانكو القائمة آنذاك، بصيغتها الدكتاتورية المطلقة (1939-1975). بعد وفاته تظهر بعض نسمات الحرية، غداة انزياح الرماد عن جوف الأرض الاسبانية.. كتب بويرو باييخو مسرحيته عام 68. ولم تزل القبضة الحديدية تراقب وتعاقب حتى فسحة الهواء، سنجد تأثير ذلك من اللحظات الأولى لقراءة النص -المترجم صلاح فضل يذكر أنه حتى عام 74 لم تعرض المسرحية هناك..عُرضت في انكلترا.. قلق بويرو باييخو، من السياط آنذاك، جعله يخاتل النص والجمهور الذي يحضر أو يقرأ؛ لطالما كانت جنازير فرانكو، تطال الحروف في صمتها. يبدأ بالتعريف من خلال افتراض شخصيتين هما من قصة اولى -اثنين من مرضاه- على اعتبار النص تعبيرا عن قصة مزدوجة. يخاطبان الجمهور: “تدور أحداث المسرحية في سوريليا وهي بلد بعيد في عصرنا الحاضر، على اليمين والشمال من المشاهد". ثم تأتي النصيحة الأهم: أن لايصدقوا ما يقال لهم، فهو كذب أو مبالغة.." نحن نعرف القصة التي سيحكونها لكم..هي زائفة أو مبالغ فيها كثيراً..ربما تحدث في بلاد بعيدة، مازالتْ في مرحلة همجية.." وفي ختام العرض يظهران أيضاً، يكرران الكلام نفسه؛ "وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين". قد يفترض البعض هنا أن بويرو لجأ لحالة من التغريب البريختي، كي يكسر الايهام، أو التماهي الذي يسكن المشاهد والممثل. خاصة وأنه تأثر كثيراً ببريخت، حيث قام بترجمة مسرحية الأم الشجاعة لبريخت عام 66. لكن مترجم النص (صلاح فضل) يقول هنا: " بريخت بالنسبة له لعبَ دور الإلهام والإيحاء..".. يلعب الدكتور بالمي دور الراوي الرئيسي تشاركه سكرتيته، عبر مدونات مرضاه، هو طبيب نفسي، سيكون كما "بيت الاعتراف الديني".. على الخشبة تتزامن الامكنة بين عيادته، وسراديب الأمن القومي/ القسم السياسي (المخابرات)..هل يفيدنا ذلك بأنه في جوانبها المباشرة هي تسليط الضوء على أساليب التعذيب للمعتقلين السياسيين بخاصة، حيث الضابط أو العنصر يتدرب قبلها على "القضائيين" في مراكز الشرطة، عندما ينضج، يغدو مؤهلا لهذا القسم، هذا ما حصل مع دانييل أهم شخصيات المسرحية، كذلك ستكون نفس التعاليم أو الخبرة في مسرحية الاغتصاب مع اسحق.. الشخصيات هنا: باولس "البابا" كبير المحققين. دانييل، زوجته ماري، تلميذتها لوثيلا زوجة المغدور مارتي والتي سَتغتصبْ، وتكون حاملة الاشارة الاولى لمعلمتها ماري بكشف الغطاء، عن أساليب التعذيب التي تمارس هناك في سراديبهم.. الجدة والدة دانييل، الصامتة والتي ترى وتعرف ما يحصل، لكنها لاتعبر الا بعد مقتل دانييل، سمعها ضعيف. هناك شخصيات أخرى ضباط زملاء دانييل وتحت سلطة باولس. دانييل كما أباه يحب الرسم والكتابة، يكتب للمجلة الخاصة بجهازهم الأمني..اسحق في الاغتصاب يعزف على الكمان، يهوى الموسيقى كذلك أبيه. كانت الحياة تسير "سمن وعسل" بينهما الزوجين العاشقين دانييل وماري.. بدأ العطب الجنسي، كلاهما لم يستدركا الأسباب؛ قبل سويعات يغادر عمله، بعد أن أجهز على (مارتي زوج لوثيلا) قام بخصيه، بناء على أوامر القائد باولس، عندما عجزت كل اساليب التعذيب كي يعترف مارتي، كانت دون جدوى؛ ربما لا يمتلك المعلومات التي يريدونها. يقول الآمر باولس: "لا أؤمن إلا بهذه الوسائل الفعالة، أما التيارات الكهربائية وغيرها من الكلام الفارغ لا قيمة له..الرجل لا يَهزه إلا ما يمس رجولته (خصيه)..هذه حقيقة لا تخطئ أبداً.." -نفس العبارات يستخدمها مائير (الاغتصاب) ويوجهها إلى اسحق كي يفعل ذلك مع اسماعيل- الدكتور بالمي أينما توجهت على خشبة المسرح وطيات النص، تجده مصغيا، يرى ويسمع ثم يدون، كي لا تبقى الذاكرة رهينة التداول اللفظي الشفوي. إنما ماري صاحبة الضمير العالي، رفضت في البداية ما تقوله تلميذتها لوثيلا، رمتها بكلام تكرره أبواق السطان ومتابعيه: أنتم تكذبون..دانييل وزملاءه لا يأخذون الناس خبط عشواء.. خفا الصوت، باتت أوراق شجر البيت في حيرة من أمرها.. يأتيها كتاب من مرسل مجهول -ربما من لوثيلا- يحمل عنوان: تاريخ موجز للتعذيب السياسي/ مؤلف أجنبي؛ ومن يجرؤ من أهل البلد!؟ تقرأ وتخاطب دانييل "حبيب قلبها": هل تتصور ملايين من المعذبين..خوازيق منصوبة..عيون مفقوءة..ليس بهدف إجبارهم على الكلام إنما لمجرد العقاب..ماذا تفعلون في مقر رئاستكم؟ إلى أي إله تقدمون القرابين؟.." دانييل يزور الدكتور بالمي تبدأ الاعترافات، يكشف الغطاء عن تلك الأساليب، خاصة فقدان رجولة البعض..يتوتر دانييل، ويريد أن يتهم الدكتور وكأنه يستنطقه ليتم فضح أساليبهم لغاية أخرى ليست مهنية..يخشى الدكتور من "هيبة الخصيّ"، تسكنه المخاوف -خاصة بعد أن قال له: أنا لا أقبل هذه الأساليب من اي نظام- " أعترف بأنني لم أكن حكيماً..ساورني القلق أن تستدعيني المخابرات..".. كانت إحدى دوافع دانييل لزيارة الدكتور، هي الأمل بالخلاص من وضعيته عاجزا عن "الانتصاب"، رغم رفضه في البدء عندما اقترحت عليه ماري ذلك. بعد الغوص والاستدراج من الدكتور، يطلق العنان للاعتراف الكامل: أنا من نفذَ العقوبة بخصيّ العنيد مارتي. كان سؤال الدكتور بالمي -كذلك يفعل الدكتور منوحين في الاغتصاب- هل شعرتَ بالندم والغثيان؟ دانييل: ولمَ أشعر بالندم، كنت أقوم بواجبي..!! ليتكَ شعرتَ.. / الندم والشعور بتأنيب الضمير، هل يبعد سلطة الأنا الأعلى من ممارسة العقوبة؟ لربما هنا الكاتب بايرو يأخذ بتلك الآلية التي عالجها سارتر بمسرحيته الندم تُختتم الزيارة لهذا النص (القصة المزدوجة للدكتور بالمي)، بالالتفات إلى نهاية دانييل. حيث مصير البطل التراجيدي (دانييل) هو القتل كذلك مصير إسحق. ماري في حالة توتر؛ تشعرُ أنها أُنتهكت من نفس الجلادين.. تخاطبه بحدة: "عد إليهم..فأنتَ ستعود معهم دائماً..يقترب منها..تصرخ لا تتقدم..تطلق الرصاص..يقع دانييل وهوشبه باسم..يقول لها: شكراً..تعود ماري لتجهز عليه..تنطق الام لاول مرة بصوت عالٍ: ولدي دانييل..تجهش بالبكاء..". باسماً كان لحظة وفاته؛ لُقبَ بالضاحك منذ طفولته الاولى. لا أعرف مدى الدلالة التي سترتبط بينه واسحق، حيث هذا الأخير في السردية التوراتية: اسحق الذي يضحك، هكذا دعاه ابراهيم؛ حينما أتتْ البشارة لإبراهيم، أنه سيأتيه ولد من زوجته سارة العاقر، ضحك وضحكتْ سارة.. -لكن المخرج انزوى مكتئباً- "من أين الطريق إلى نوافذ" الاغتصاب؟ في المقدمة عرجتُ على بعض الشذرات.. الآن نحن بصدد الوقوف مع النص، مع التأكيد أن النص المسرحي لا يمكن فصله عن العرض، عبر جسد حضور الخشبة بشتى مفرداتها. لكن لابد من التعامل مع النص بصفته منطوقا لفظياً، استقى نفسه من منطوق آخر، مع تبييئه في بيئة محلية (فلسطين/ إسرائيل). الاغتصاب اعتمدت عنوانين رئيسيين: سفر الأحزان الفلسطيني بمقاطع خمسة، وحضور دلالي، أخذ طابع الإيحاء والتكثيف. سفر النبوءات بمقاطع تسعة عن الحالة الاسرائيلية..والدخول إلى سراديب التحقيق -كما القصة المزدوجة- والتعذيب؛ آلية دفاعية تستحضر الجانب السادي لدى المسيطر، حتى يتم الاعتراف الكامل بسيادته، باعتبار الآخر (الفلسطيني)، محض "ارهابي" يريد النيل من الحق بالوجود التاريخي لأصحاب السردية تلك.. في سياق ذلك يحضر الراوي الدكتور ابرهام منوحين، بصفته سارداً ومدوناً، كما الدكتور بالمي الإسباني.. قبل السرديتين، تبدأ المسرحية بتقديم: ترتيلة الافتتاح؛ لاحظ دلالات الكلمات من اللحظات الاولى للكلمات الناطقة.. الترتيلة الاولى هي تعريف بالشخصيات الإسرائيلية اركان المسرحية، سنرى غياب إسحق وزوجته راحيل عن المشهد، الأم (والدة اسحق) هي من ينوب.. رُفعت الستارة: الدكتور ابراهام منوحين: هذه مملكة العصاب والجنون، الرأس كله مريض.. الأم: كل مكان تدوس بطون أقدامكم يكون لكم..مأثور توراتي-تلمودي مائير: وإما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً، فلا تستبق منها نسمة ما..أيضا مأثور توراتي-تلمودي.. يدخل جدعون بأنياب شرسة ومعه موشي..هما ضباط امن.. -عبر المقاطع التسعة لسفر النبوءات، مائير يستعير اللاهوت التوراتي، مع حمولة التأسيس لعودة المتخيل في "أحقية المكان" فلسطين.. في حين الام -والدة اسحق- لايهمها سوى بعض أسفار التوراة التي تحرّض على العنف والسيف. على العكس من القصة المزدوجة..المقتبس عنها..هنا تعريف بالمشهدية بصيغة الصدمة، رغم وجود الدكتور منوحين الذي يظل يحمل هماً إنسانيا مختلف عن الجميع.. بهذه الترتيلة، يريد ان يقول لنا سعدالله ونوس عن مفارقته عن باييخو الاسباني، وأن الاستعصاء هنا وفي هذا المكان هي الحالة التي تتماهى مع العنوان: الاغتصاب..انطلاقا من الذاكرة العربية الجمعية التي تعّرف فلسطين: فلسطين المغتصبة..ثم بناء "الدولة"..بطبيعة الحال الاغتصاب محمولا بصفته السادية العنيفة مابين الانوثة (فلسطين) والذكورة (الصهاينة).. ستكون الاضافة هنا لتلك الدلالة، حالة واقعية حصلت وتحصل داخل الاقبية من اغتصاب حقيقي وليس رمزي. يصبح العري حاملا مباشراً للقضيب المنتصب (جدعون) أحد الضباط الساديين؛ لم يكتفِ باغتصاب دلال زوجة اسماعيل الفدائي "المخرب"، أيضا يصل انتصابه، إغتصاب راحيل زوجة اسحق زميله الضابط الامني.. -خففْ من تدخلاتكَ..اترْكها لمكان آخر..أحد الحاضرين قبل العرض وأثناءه..- بدأ المشهد الأول؛ الوجوه مشدوهة بعد تلك الترتيلة. سِفر الاحزان والراوية الفارعة الشخصية الفلسطينية، ترتبط بالمنظمات الفلسطينية: تحمل رضيعاً.. "هم يَذبحون ونحن نتوالد..هم يَنسفون ونحن ننهض من بين الأنقاض.." إلى جانبها دلال زوجة اسماعيل.. تسألها لمن هذا الرضيع؟ طفل يبدأ حياته بدون مأوى..أمه في المشفى بعد أن رأت منزلهم يتهاوى..أبوه حيث يجب أن يكون.. اسماعيل عندهم في السجن، قد مضى على زواجهما ثلاثة أشهر..تهمس بصوت حفيف دلال: لم يخبرني شيئاً، لم أعرف أن له حياة سرية هي الاغلى.. يدخل جدعون حاملاً بندقيته ومعه رهط..يريد أن يعتقل دلال.. تُعتقل دلال..يتبين لاحقا من اجل الضغط على اسماعيل هو لا يعترف كما (مارتي) في القصة الأصل..ستتعرض للاغتصاب، يتناوبون عليها..أول المقتحمين كان جدعون.. الفارعة تحكي حكاية للرضيع، أسمته وعد؛ ليس عبثاً التسمية..حكايتها مأخوذة من قصة البيت للكاتب السوري زكريا تامر: "الدجاجة لها بيت (القن). الأرنب له بيت (الجحر)..أما الفلسطيني لا بيت له، له الخيام، بيته يحيا به عدوه.." في الجهة المقابلة وفي مشهد آخر من سفر النبوءات (المقطع الثاني)، تحكي الام لحفيدها ابن اسحق وراحيل حكاية مغايرة (مسكونة بالسردية التوراتية): تحكي حكاية داود.."نظر جوليات داود فاستخف به لأنه غلام أشقر صغير..أخذ داود حجر وقذف بالمقلاع جوليات فأصابه." تعترض راحيل على تكرار هكذا حكايات لطفلها الصغير.. تتصاعد الاسفار بين سفر الاحزان وسفر النبوءات..في المقطع الخامس تنزوي الحكاية الفلسطينية..تغيب نرى صداها باستمرار سفر النبوءات (الحكاية الاسرائيلية). مائير "البابا" -الحفاظ على نفس التسمية للنص الأصل (باولس البابا)- نتعرف على علاقة سفاحية بينه وبين الأم، يستدرجها ابنها اسحق؛ انتابه القلق حول قصة مقتل أبيه المغدور، الموسيقي الذي رفض فكرة "، الحق التاريخي"، وكان يرى أنّ للفلسطيني حقوقٌ مشروعة.. تلك الأفكار أودت بحياته.. مائير ترهبن جنسياً كما عذارى الأساطير القديمة حيث يهبن أنفسهن للاله الفحل، هنا يهبْ نفسه للإله الجديد (الدولة) ينتشي حين المشاهدة المباشرة لامرأة عدوه تُغتصب أمام عينيه؛ ربما تنتابه لحظات استهام جنسي، بأن يتخيل نفسه المغتصَب، حيث اللذة تختلج مع ازدياد شدة الاذى للمغتصب..قد تصل الحالة لتماهي مازوخي يرى بنفسه الجسد المستباح -رمزياً- للفكرة (الدولة): "أسرتنا العائلية هي الدولة، من أقواله المشهورة أمام ضباطه.." حالة من الغلو والتطرف، تتداخل حالة اللاشعور الفردي مع الجمعي وفق مسّوغ اعتقادي، يضفي على المنتمين صفات أنهم الوحيدون "سيف الله والحق والدولة".. عند مشهدية اغتصاب دلال، يعلو صوت مائير، موجها حديثه لاسحق:"..لا أدري إذا كان بوسعكَ أن تفهم يا بني هذه الحفلات -تعذيب واغتصاب- تثير في نشوة تكاد تكون دينية..نعم..دينية.."؛ تكرار لاستدعاء "المقدس الديني". شخصية مائير تترك بصماتها بحدة من خلال علاقته بالام، المسكونه بالزمن التوراتي كما يروى لها..هي لن تذرف الدمع حين يُقتل وحيدها اسحق على يد مائير، لانه يُعاود التشكيك كما أبيه، عندما يرفض أساليبهم، يقول لمائير صراحة، بعد أن وصفه بالعنين: "..تظن أننا لا نرى عَنتكَ؟..تلك العّنة التي تتلألأ خلف أقنعة الترفع والعزلة والقسوة.." يريد حياة أخرى بعيدة عن هذا الضغط.. يخبرها مائير عن مقتل اسحق: "كان ثمرة فاسدة يا حبيبتي .. الأم: " وقطعتَ الثمرة؟ لم يكن هناك مجال.." -في مسرحية الكترا (سوفوكليس)، الام كانت تحاول التخلص من طفلها اورست مع عشيقها ايجست بعد أن قاما بقتل الأب أجاممنون- {يختلي بنفسه الدكتور ابرهام منوحين، بعد أن عرف وسمع ما يحصل هناك في تلك الأقبية السرية والعلنية: " ويلٌ لي يا أمي لأنكِ ولدتني إنسان خصام ونزاع للأرض كلها..لم تزرعي في قلوب أبنائكِ إلا الكبر والكراهية.."}.. الدكتور ابرهام يلتقي مع راحيل قبل مغادرتها إسرائيل بعد مقتل اسحق زوجها..كان قد دون كل شيء..يعطيها الأوراق..يوصيها: " لا ينبغي أن نيأس..انشري القصة على أوسع نطاق..لن نتواطئ معهم..لن نسمح لهم بمصادرة المستقبل..". انتهى العرض المسرحي، لم يتقدم الممثلون والمخرج كي يُحييون الجمهور..تساءل الحضور؟ أحدهم قرأ النص (الاغتصاب). أخبر الحضور هناك سِفر آخر: سفر الخاتمة. يصعد سعدالله ونوس الى الخشبة، يلتقي بالدكتور ابرهام..يبدأ السِفر: " حوار محتمل بينهما..من أين استقيتَ ملامح شخصية الدكتور ابراهام؟ في البدء كانت أمنية..لكن مواقف وشهادات بعض اليهود الشجعان أكدت لي أنها ممكنة..هل تعتقد أن بوسعي أن أكون نزيها إلى هذا الحد؟ سعدالله: من اختار الولاء للعدالة لابد أن يكون نزيهاً.." الجمهور ينبهر بالحوار..البعض امتعضَ ربما حاول أن يرمي سعدالله ومعه الدكتور ببعض "الحصى المدخنة"ّ!! -وحدهما على الخشبة، المخرج نزل الى خلف الجدار الرابع- قبل هذا السؤال من الدكتور الى سعدالله..:أن قد ذكر ارميا وهو من حمل الجرأة، في مواجهة الخطأ..كان دائما يقرأ في سفر ارميا.. الدكتور: من أصغى إلى إرميا؟ سيأتي وقت يصغون.. يعترضه الدكتور: الشجاعة وحدها لاتكفي..انتَ لا تعرف القوة الروحية التي يحتاجها أمثالي كي يكونوا يهوداً، ومعادين للصهيونية.. سعدالله: " كان ينبغي أن أتخطى الكثير من الحواجز..الريبة التاريخية التي تمنع الاعتراف بوجودك..الغوغائية السياسية التي تحول دون تمييزك..وخوف المهزوم من الخديعة..".. هنا زادت الهمهمة بين الكراسي خلف الاقنعة..كانوا مبتهجين بفضحه لاساليب التعذيب داخل أقبيتهم..خاصة مائير وجدعون الساديان..تأثروا بموت إسماعيل تحت التعذيب..أوشكوا أن يشاركوا في دفنه..البعض اقترح صلاة الغائب على روحه.. الآن اختلفت الحكاية.. عاد الصمتُ يسكن الخشبة بسؤال مفاجئ من الدكتور: وماذا عن السجون؟ ركزتَ على السجون هنا، وتجاهلتَ ما يحدث في السجون العربية.. -اكفهرت وجوه الصالة، ابتعدوا عن الخشبة..بعضهم وضعَ قطناً في أذنيه، ثم حاول الهروب..- سعدالله: ترددتُ طويلاً قبل أن أكتب هذا العمل..لأنه قد أُفهم ضرباً من المراوغة..نعم يا سيدي يجب أن تكون النزاهة متبادلة..يجب أن نعترف أن السجون على ضفتنا ليستْ أكثر رأفة، ولا أقل وحشية..". هل علينا هنا أن نحاوره في البوح عن هواجسه؟ سعدالله ونوس يريد من الحضور والقراء، أن يكونوا مشاركين في "نبش"، وظهور الكائن خلف الاقنعة. وخُتم الحوار بينهما، بقول الدكتور: كيف تتخيل خاتمتي في هذه المسرحية؟ من الملف أن سعدالله يستعير حالة ارميا: " فأمر الملك صدقيا أن يودع ارميا في دار السجن..إنهم يأتون بلطف..يبتسمون..يحشرونكَ في القميص..ثم يمضون بكَ إلى إحدى المصحات.. وأنت ماذا ينتظركَ؟ سعدالله: العداوة من الطرفين (الصهاينة الاسرائيليين والصهاينة العرب). يقترب الدكتور: "دعنا نتبادل الاشفاق..وربما الأمل.." قبل الخوض ببعض الدلالات، حول علاقته الاستعارية بالموروث التوراتي -على لسان الحكاية الاسرائيلية- لابد من المرور المهم حول رأيه: أن المعالجة الجدية لاي نص أو عمل مسرحي، يكمن في طريقة المعالجة، مما سيجعل المسرح يختلج الحوار بصفته ممارسة للحرية.. يتوضح أيضاً أنه لايملي علينا كقراء أو من يحضر، رأيه وقناعاته الخاصة عبر الساردين: منوحين والفارعة..بهذا المعنى نشاركه ممارسة الحق في البحث عن الدلالات التي أوحى لنا بها نصه.. في البدء، أهمية السؤال عن اختيار الاسمين اسماعيل وإسحق؟ اسماعيل ابن الجد ابراهيم للمسلمين، الذي لا تعترف به التوراة إلا ابنا يطرد هو وأمه هاجر بعد أن رزقت بطفلها إسحق.. سارة أم إسحاق باتت ترى باسماعيل خطرا على ابنها، وطلبت من ابراهيم طرده وأمه.. سنجد في المأثور التوراتي غياب لذكر إسماعيل: أنا إلهك إله ابراهيم وإله إسحق وإله يعقوب.. أما اسلاميا فهو البكر وهو الأحق بحمل النبوة من بعد أبيه إبراهيم، لكن القرآن لا ينكر وجود إسحق وولده يعقوب (سورة البقرة): "..إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي قالوا نعبدُ إلهكَ وإله آبائكَ إبراهيم وإسماعيل، وإسحاق إلها واحداً ..". تلك الإشكالية التاريخية في المأثور الديني بشكل عام (يهودي- إسلامي) حول المحكى السردي للتأسيس، ربما حجزتْ مقعداً لها في النص. قد يعلق الكثيرون حول هذا الاستحضار، حيث العلاقة بين الأخوة، أبناء أب واحد (ابراهيم). في الحدث الراهن -الاغتصاب- اسماعيل الفدائي الذي يأبى الخنوع، صاحب الحق الشرعي لارض اغتصبتْ، يقدم نفسه قربانا لقضيته.. اسحق الضابط الذي يعتبر نفسه هو الاصل كما التوراة، يدافع عن "أحقيته" لكنه لم ينتصرْ، إنما أيضاً قبل أن يُقتل على يد مائير كان قد فقد رجولته كما اسماعيل.. هل الصدفة جمعت ان قاتلهما واحد هو مائير؟ -يُترك الجواب لما بين السطور- لماذا تمرد اسحق؟ إذا عدنا للنص الأصلي -القصة المزدوجة..- المقتبس عنها، نجد أن دانييل المقابل لاسحق، أيضاً قد تمرد على السلطة الممثلة بباولس، بعد أن عجز عن تجاوز فقدان فحولته؛ حيث التماهي مع المخصي من قبله.. البنية الأوديبية كتعبير عن علاقة ثلاثية الاب، الام، الابن؟ دعنا نتفق هنا أن هذه العلاقة الثلاثية، هي من طبيعة استيهامية (تخييلية) أكثر منها واقعية..ما يهم هنا عقدة الخصاء التي ابتليا بها، دانييل (القصة المزدوجة) وإسحق (الاغتصاب).. بكلا النصين هناك الكثير من الشخصيات السادية في صفوف الجلادين، خاصة جدعون في الاغتصاب. اختيار اسمه ليس عبثاً؛ في التوراة هو حاطب أو قاطع بشدة.. لماذا اقتصر الخصاء على دانييل ثم إسحق؟ بالعودة للنصين تتضح تلك البنية الأوديبية..ستكون بارزة أكثر بالثلاثي مائير، الام، إسحق.. من البداهة بمكان أنه ليس هدف القراءة هنا الغوص مع التحليل النفسي، الذي عالج الاشكالية بدقة -عقدة الخصاء- خاصة فرويد "القلق والخوف من فقدان القضيب"، حيث العضو الذكري هو مثال للسلطة والتفوق..مع الخصاء رمزيا يغدو المرء عديم الاهمية..يحتاج الى الحفاظ على ذاته، من الخضوع لسيطرة شخص آخر، أو شيء ما.. كيف انتقل الخصاء الواقعي إلى النفسي، بين اسماعيل وإسحق؟ اسماعيل يُخصى فعليا بضغط من قدمي إسحق..لا ينتبه إسحق ماذا حصل معه. انتشى للحظات أنه حقق الانتصار "التاريخي الرمزي بين مخيال جمعي ترك آثاره في اللاشعور الديني، حيث اسماعيل (النبي) كان يهزأ من إسحق الاخ الاصغر..تنتقم له حينها أمه سارة..لكن الان يتداخل المخيال الرمزي مع حدث واقعي حقيقي..تتناوب العقوبة هنا بينهما الضحيتين: (اسماعيل/ اسحق)..علما أنها كانت جلاد / ضحية.. طال الكلام واستفاض يا صاحبي؟ هذا لسان البعض.. فقط بعض كلام خاتمة؟ تلك الإرشادات المسرحية التي أكد عليها سعد الله ونوس في مقدمته: "أحلمُ بأدائين متميزين، أداء يميز الحكاية الإسرائيلية ثم الفلسطينية..إني أحذر من أي ميل لتقديم الشخصيات الاسرائيلية بصورة مضحكة أو فجة..كما أحذر من المغالاة أو عجز الممثل عن ضبط عدائيته للدور الذي يؤديه.." على المستوى الفلسطيني: " أتصور الأداء مبنياً على البساطة ونوع من الغنائية المضمرة..بعيداً عن الخطابية..". هل هي إرشادات مسرحية فقط، أم محاولة تأسيس خطاب مغاير، ينطلق من الرغبة بإيجاد صيغة تأويلية مسكوت عنها طيلة زمن مستدام ومستباح.. هل كان بإمكانه زعزعة اليقين الذي استرخى على عرشه؟.
#نصار_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية الذباب / الندم/ جان بول سارتر
-
-ماذا وراء هذه الجدران-.. قراءة في رواية راتب شعبو
-
حوار منمنمات بين أطياف -شرّاقة- سعاد قطناني
-
كتاب توقاً إلى الحياة/ أوراق سجين. عباس عباس
-
رواية أحقاد رجل مرهوب الجانب / الكاتب منصور منصور
-
انقسام الروح/ وائل السواح
-
على أوتار الطوفان يعزف غسان الجباعي، أنشودة مدينة ثكلى، صدأت
...
-
دردشات مع روايتين: نيغاتيف، روزا ياسين حسن/ خمس دقائق وحسب،
...
-
قراءة على رواية الشرنقة/ حسيبة عبد الرحمن
-
من الصعب / بدر زكريا
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
-
رحلة تحت ضوء الغسق إلى قصر شمعايا/ رواية علي الكردي
-
رواية الحي الشرقي / منصور منصور
-
حوار المساء مع رواية القوقعة/ مصطفى خليفة
-
قراءة لرواية وليمة لاعشاب البحر للروائي حيدر حيدر
-
هي مديح الكراهية / خالد خليفة
-
شذرات.. مع جورج طرابيشي
-
منمنمات تاريخية للكاتب السوري سعد الله ونوس
المزيد.....
-
أضبطه الآن .. تردد قناة Fox Movies لعرض الأفلام الأجنبية الا
...
-
20 مليون دولار ضاعت على الغناء.. موظفو حملة هاريس مهددون بعد
...
-
حرب الروايات.. هل خسرت إسرائيل رهانها ضد الصحفي الفلسطيني؟
-
النسور تنتظر ساعة الصفر: دعوة للثوار السنوسيين في معركة الجب
...
-
المسرح في موريتانيا.. إرهاصات بنكهة سياسية وبحث متواصل عن ال
...
-
هكذا تعامل الفنان المصري حكيم مع -شائعة- القبض عليه في الإما
...
-
-لا أشكل تهديدًا-.. شاهد الحوار بين مذيعة CNN والروبوت الفنا
...
-
مسلسل حب بلا حدود الحلقة 40 مترجمة بجودة عالية HDقصة عشق
-
“دلعي أطفالك طوال اليوم” اضبط الآن تردد قناة تنه ورنه 2024 ع
...
-
-لوحة ترسم فرحة-.. فنانون أردنيون وعرب يقفون مع غزة برسوماته
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|