|
من الرمزية إلى السوريالية: قراءة في قصص -الحصان الأبيض- لصلاح هاشم
حكمت الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 18:47
المحور:
الادب والفن
وسيبقى الحصانُ أبيضَ دائماً.. قصص صلاح هاشم القصيرة بين الرمزية والسوريالية
بقلم: حكمت الحاج*
.. بعد مرور أكثر من أربعين عاما على صدور "الحصان الأبيض" لصلاح هاشم*، يمكن القول أن هذه المجموعة القصصية الرائدة لا تزال صالحة للقراءة والتأمل والنظر النقدي حتى يومنا هذا، بل وربما تكون أكثر أهمية في وقتنا الحالي. ذلك أن القضايا التي تتناولها، مثل البحث عن الهوية، والخوف من الموت، والاغتراب الإنساني، والقلق الوجودي، لا تزال قضايا حاضرة بقوة في واقعنا العربي المعاصر، بل وقد ازدادت حدة وتعقيدًا. علاوة على ذلك، تمتاز قصص "الحصان الأبيض" بخصائص فنية تجعلها قابلة في كل مرة للدرس النقدي واستكناه طرائق الكتابة القصصية، اذ تتناول قضايا إنسانية عميقة كالبحث عن الهوية والمعنى في الحياة، والعلاقة بين الحلم والواقع. وتقدم رؤية فنية متطورة باستخدام تقنيات سردية حداثية كاللغة الشعرية والرمزية والبناء اللاخطي. مما يجعلها نصوصًا لا تقادم زمني يقع عليها بسهولة. وعلى الرغم من طابعها التجريبي في معظم الأحيان، إلا أن القصص في هذه المجموعة لا تنفصل تمامًا عن الواقع المعيش، بل تعكس تجربة إنسانية صادقة، مما يجعلها قابلة للقراءة والربط بتجارب القراء المعاصرين. لقد كان واضحا منذ القراءة الأولى للمجموعة إن قصص "الحصان الأبيض" تتسم بالحبكة المشوقة والأجواء الكابوسية التي تستحوذ على انتباه القارئ. مما يجعلها قادرة على جذب القراء الجدد والأجيال المتعاقبة المتمرسة بالقراءة. إن قراءة "الحصان الأبيض" اليوم تتيح لنا فهم السياق الثقافي والفكري الذي كتبت فيه هذه القصص، ورؤية كيفية تعامل الكتاب المصريين تحديدا مع التحديات التي واجهتهم في تلك الفترة. وهذا بحد ذاته، كما أرى، أمر مهم لفهم تطور الأدب العربي المعاصر بشكل عام. حيث تفتح القصص في "الحصان الأبيض" المجال واسعًا للتأويل والقراءات المتعددة، بفضل رمزيتها وغموضها، مما يجعلها أعمالاً سردية حية تتفاعل مع القراء في أزمنة متعاقبة، مع إمكانية اكتشاف طبقات جديدة من المعنى مع كل قراءة جديدة.
# الملمح التاريخي:/ يمكن اعتبار مجموعة "الحصان الأبيض" للكاتب والإعلامي والسينمائي المصري صلاح هاشم جزءاً من موجة الستينات في القصة القصيرة المصرية، التي تميزت بالتجديد والتجريب والخروج على التقاليد الأدبية السابقة، حيث شهدت القصة القصيرة المصرية خلال تلك الفترة تحولاً كبيراً نحو السوريالية والرمزية والاهتمام بالعوالم الداخلية للإنسان، وهي السمات التي تبدو جلية في قصص هذه المجموعة. هذه الفترة، التي أُطلق عليها أحياناً "أدب الستينات"، يقول بعض الباحثين، ومنهم د. غالي شكري والناقد عبد الرحمان أبو عوف، أنها جاءت كردة فعل على الهزيمة فيما سمي بنكسة 5 حزيران يونيو عام 1967، وتركت أثراً عميقاً على جيل الكتّاب المصريين الذين سعوا للتعبير عن أزمات الهوية والغربة والتمرد على الواقع. وفي "الحصان الأبيض"، تتجلى هذه الملامح من خلال أسلوب صلاح هاشم الذي يعتمد على الرمزية والتركيز على تشظي الذات والبحث عن المعنى في عالم يملؤه اللايقين. وكما هو الحال في جل أعمال كتّاب الستينات، تبرز مشاعر الاغتراب والصراع النفسي بوضوح، مع اهتمام بالغ بطرح تساؤلات حول جدوى الحياة، وقسوة المجتمع، ومصير الإنسان. يوظف صلاح هاشم أسلوباً تجريبياً وسرداً يعتمد على التداعي الحر للأفكار، ما يتناسب مع التوجه السائد في أدب الستينات للتعبير عن القلق والتشتت. إن اندراج هذه المجموعة القصصية ضمن موجة أدب الستينات ليس مرده إلى السمات الأسلوبية والتعبيرية فحسب، بل أيضاً من حيث الروح النقدية والرغبة في التمرد والانعتاق من القيود، وهو ما جعل هذا الجيل يحقق نقلة نوعية في الأدب العربي، والمصري منه بشكل خاص.
# الملمح الرمزي:/ إحدى الميزات القوية في "الحصان الأبيض" هي تنوع الشخصيات التي تخلق عوالم مختلفة داخل القصص. تظهر شخصيات من خلفيات اجتماعية مختلفة، تشتبك مع واقعها وتقاوم التحديات بطريقتها الخاصة. فالشخصيات تمثل طيفًا واسعًا من المجتمع المصري، من العمال البسطاء إلى المثقفين والنساء المهمشات، مما يعزز الإحساس بالتنوع الذي يعكس بدوره تعقيد الحياة الاجتماعية في مصر. تحمل المجموعة القصصية دلالات رمزية متنوعة، إذ يُستخدم الحصان الأبيض في القصة كرمز للأمل والتطلع للحرية والخلاص. يُظهر الحصان الأبيض، في سرد صلاح هاشم، كائنًا طليقًا، يمثل أحلامًا كبيرة وطموحات إنسانية تسعى للتحرر من القيود المجتمعية والواقعية القاسية. كما يرمز الحصان إلى التمرد ضد الظلم والقهر، وإلى التطلع لتحقيق الذات في وجه صعوبات الحياة التي تبدو أحيانًا وكأنها غير قابلة للتجاوز. على الرغم من أن الحصان الأبيض يبدو رمزيًا، إلا أن القصص في المجموعة تحتفظ بالواقعية في تصوير معاناة الشخصيات التي تواجه تحديات يومية قد تبدو غير قابلة للتجاوز. لذا، تتوازن القصص بين الرمزية والواقعية، مما يجعلها قابلة للتأويل على مستويات عدة، سواء أكانت على مستوى الفرد أم المجتمع. يتعمد المؤلف صلاح هاشم إظهار التفاوت الطبقي والنفسي بين الشخصيات، ويبرز تأثير الظروف الاجتماعية والاقتصادية على تفكيرهم وسلوكهم. ومن خلال حواراتهم وتفاعلاتهم مع العالم من حولهم، يظهر كيف يمكن للتفاوتات الاجتماعية أن تولد مشاعر متباينة، تتراوح بين الأمل واليأس، التمرد والخضوع، مما يجعل الشخصيات ليست مجرد أدوات في السرد، بل كيانات حية تعبر عن نبض المجتمع وتحدياته. أما من جهة اللغة، فإن صلاح هاشم يستخدم أسلوبًا سرديًا بسيطًا لكنه ذو قوة تعبيرية واضحة. يتميز سرده بالوضوح والدقة في نقل التفاصيل الحياتية التي تبدو بسيطة لكنها تحمل في طياتها دلالات عميقة. كما يعتمد في بعض القصص على الأسلوب الرمزي المكثف، الذي يجعل القارئ يغوص في معاني النصوص للبحث عن الرسالة العميقة التي يريد الكاتب إيصالها. والملاحظ أن اللغة المستخدمة تساهم في تعزيز الطابع الرمزي للمجموعة، إذ تجمع بين الشعرية والمنطوق اليومي، مما يضفي على القصص طابعًا واقعيًا ويتناسب مع خلفيات الشخصيات المختلفة. تبدو اللغة أحيانًا قاسية لتعبر عن واقع الشخصيات، وأحيانًا أخرى شاعرية تعكس الحنين أو الطموح إلى الحب. هذا التنوع في الأسلوب السردي يمنح القصص عمقًا إضافيًا، ويجعل القارئ يتفاعل مع الشخصيات بشكل أكبر، سواء على مستوى العاطفة أو الفكر. وعلاوة على الجوانب الاجتماعية والسياسية المذكورة، تحمل قصص "الحصان الأبيض" بعدًا فلسفيًا وإنسانيًا. فالشخصيات في القصص ليست مجرد أدوات لطرح قضايا المجتمع، بل هي كائنات حية تسعى لفهم نفسها والعالم من حولها. وتطرح القصص أسئلة وجودية حول معنى الحياة، والبحث عن الذات، والقدرة على التغيير نحو الأفضل.
# الملمح السوريالي:/ تمتاز مجموعة "الحصان الأبيض" القصصية لصلاح هاشم بأسلوب فني بارز، يعتمد على توظيف الرؤى السوريالية والمشاهد الرمزية، مما يخلق عالماً غير مألوف يمزج بين الحلم والواقع. تبرز القصص بملامح فنية تتجلى في أسلوب لغوي مشحون بالرمزية والإيحاء، حيث يستخدم الكاتب لغة شاعرية تتخللها تعابير فلسفية عن الحياة والموت والحب والغربة. تتناول القصص الصراعات الداخلية للإنسان في مواجهة عذابات النفس والواقع، مستندةً إلى أسلوب تأملي وذاتي يكشف عن عمق التجربة الإنسانية. ولو كانت "الواقعية السحرية" معروفة حينها لدينا في دنيا العرب لقلنا بكل ببساطة إن صلاح هاشم من أهم كتاب هذا التيار في قصصنا العربي المعاصر. تتجلى السوريالية في مجموعة "الحصان الأبيض" لصلاح هاشم في استخدام الكاتب للصور والمشاهد التي تتجاوز الواقع المألوف، فهناك اندماج بين الحلم والواقع، كما تُبنى الأحداث على رؤى وأفكار خيالية تُعبر عن مشاعر القلق، الاغتراب، والرغبة في الانعتاق من قيود الواقع. يركز هاشم على تصوير العقل الباطن وأحلامه وهواجسه، مما يظهر في المشاهد الحلمية التي تجمع بين الغرائبي واليومي. من القصص التي يمكن وصفها بأنها سريالية بامتياز هي القصة التي تحمل نفس عنوان المجموعة، "الحصان الأبيض"، والتي تدور حول رمز الحصان كدلالة على الحلم والتحرر، حيث يعكس الكاتب من خلالها حالة من السعي نحو الانعتاق والهروب من القيود المجتمعية. تبرز السوريالية في هذه القصة من خلال ظهور الحصان كرمز غامض لا يرتبط بأي دلالات مباشرة، لكنه يعكس رغبة بطل القصة في التحرر. كذلك، تأتي اللغة الحلمية والأجواء الكابوسية كعناصر تضفي على القصة طابعاً سوريالياً، حيث يبدو الحصان وكأنه كائن أسطوري يتجاوز كونه مجرد حيوان، ليصبح رمزاً للتحرر والتمرد على القيود النفسية والاجتماعية. وتستحق قصة "بئر يوسف المجنون: رؤيا من الزمان القديم" الانتباه النقدي بامتياز ضمن هذه المجموعة. في هذه القصة، يمزج صلاح هاشم بين الرمزية والسوريالية وشيء من الواقعية، حيث يعتمد على شخصية يوسف كرجل يُعاني من صراعات داخلية ويعيش في عالم من العزلة والهواجس. تتناول القصة فكرة السعي الوجودي للإنسان للبحث عن ذاته وسط عالم ضبابي مليء بالخيالات والأشباح، حيث ينغمس البطل في تخيلاته حتى تبدو هذه الهواجس كأنها جزء من واقعه. تتميز القصة بأسلوبها المكثف والصور العميقة التي تربط يوسف بالبئر كرمز للغوص داخل النفس البشرية والتجارب المؤلمة المكبوتة. توحي القصة كذلك بقسوة المجتمع وتهميشه للمختلفين في نسيجه، أو لأولئك الذين يخرجون عن المعايير التي يفرضها، مما يمنحها عمقاً فكرياً ويجعلها مادة غنية للتحليل النقدي. في قصة "بئر يوسف المجنون"، يظهر الرجال الثلاثة الذين يطلبون من بطل القصة أن يقف حارسًا طوال الليل كرموز للأدوار أو القوى الاجتماعية التي تضغط على الفرد. يمكن تفسيرهم كأشخاص يمثلون السلطة، أو المجتمع، أو الحتمية الاقتصادية، حيث يطلبون من البطل أن يؤدي وظيفة حراسة بلا هدف أو معنى واضح، وهو ما يعكس فكرة العبث واللاجدوى التي كثيرًا ما نجدها في أدب الستينات. هؤلاء الرجال يبدون كأنهم يمارسون دورًا سلطويًا أو يعبرون عن المجتمع الذي يفرض قيودًا شكلية وقسرية على الأفراد، حتى على من لا يجدون فائدة في ما يقومون به، ما يدفع البطل للدخول في حالة من القلق والتساؤل عن معنى وجوده. أما البئر في عنوان القصة، فهو ذو دلالة رمزية عميقة. البئر هنا يمثل الغوص داخل الذات أو العقل الباطن، حيث يرتبط بالبطل "يوسف" الذي يشعر بالعزلة وربما بالجنون بسبب ضغوط المجتمع. قد يُشير البئر إلى تجربته النفسية في البحث عن نفسه أو في فهم عمق مشاعره ومعاناته. كما أن البئر في التراث يرمز أحيانًا للحبس أو الإخفاء، وهو ما يعكس حالة من الاغتراب والاحتجاز الروحي الذي يعاني منه البطل، ليصبح البئر رمزًا للمأزق النفسي العميق أو ربما الأمل البعيد الذي يصعب الوصول إليه. بهذا التصور، تطرح القصة تساؤلات عن معنى الحياة في ظل ظروف قاسية وضغوط تفرض على الإنسان أن يعيش دون إرادته، ليحمل البئر في النهاية معنى الخلاص المفقود أو الرحلة النفسية التي قد لا تكون واضحة النهاية. ويبدو جليا أن هناك صلة رمزية واضحة بين اسم يوسف في القصة وبئر النبي يوسف كما ورد في التراث الديني. في القصة، يظهر البئر كرمز يحمل العديد من الأبعاد التي قد تشير إلى محنة البطل وتعمقه في رحلته الداخلية. فقصة النبي يوسف عليه السلام، كما ذُكرت في الكتب المقدسة، تحتوي على موضوعات الخيانة والعزلة، إذ قام إخوة يوسف بإلقائه في البئر بنية التخلص منه، ولكنه في النهاية يجد الخلاص عندما تعثر عليه قافلة. هذا البئر، إذن، ليس مجرد مكان للعزلة، بل رمز للمحنة والاختبار الذي يسبق النجاة، حيث يخرج يوسف لاحقًا من هذا المأزق ليحقق مصيره ويصبح ذا شأن كبير. وهنا قد يوحي صلاح هاشم عبر هذه الصلة بأن بئر يوسف ليس نهاية المطاف، بل قد يحمل إمكانية للخلاص أو للانعتاق، لكن البطل، كحال النبي يوسف، يحتاج إلى "قافلة" أو قوة خارجية تنقذه من هذا الوضع.
# الملمح الطقسي الشعائري:/ ولنعد الآن مرة أخرى إلى قصة "الحصان الأبيض" التي أخذت المجموعة القصصية منها عنوانا لها. فبما أن الحصان الأبيض يظهر وكأنه بعيد المنال، فهو يمكن أن يمثل مثلاً أعلى يسعى إليه البطل أو رغبة في التحقق الكامل للذات، على غرار الشخصيات الدينية التي تسعى للخلاص الروحي أو التطهر التعبدي. وبذلك يكون الحصان رمزًا لتحقيق الذات المتعالية، مثل الرحلة الروحية التي تهدف إلى اللقاء الإلهي، أو لفهم أعمق للوجود. إذن، فإن الحصان الأبيض في قصة صلاح هاشم يتجاوز كونه مجرد عنوان، ليصبح رمزًا يشير إلى محاولة البطل التماهي مع دلالات دينية وروحية حول النقاء والخلاص، بحيث يجسد رحلةً بحثيةً عن المعنى وسط عالم يموج بالعذاب والضياع. كلمة "الحصان الأبيض" تُذكر في بعض الترانيم المسيحية المستوحاة من "سفر الرؤيا" في "العهد الجديد" من الكتاب المقدس، حيث يرتبط هذا الرمز غالباً بمجيء المسيح المنتظر وانتصاره على الشر. في "سفر الرؤيا"، يظهر "الحصان الأبيض" في سياق النبوءات المتعلقة بيوم القيامة، ويرمز إلى النصر والقداسة والعدل. وبالتالي، الترانيم التي تذكر "الحصان الأبيض" تستلهم هذا الرمز لتشير إلى مجيء المسيح كملكٍ منتصر يملأ الدنيا عدلا بعد أن ملئت جورا. من زاوية أخرى، فالحصان الأبيض هو رمز قوي في الأدب العالمي، وقد ظهر في العديد من القصائد الكلاسيكية والمعاصرة، حيث يحمل دلالات متنوعة تشمل النقاء، القوة، الروحانية، التحرر، والانتصار. القصائد التي تتناول هذا الرمز غالباً ما تستند إلى ثقافات أو خلفيات تاريخية تعطي "الحصان الأبيض" معاني رمزية معقدة مثل قصيدة "الحصان الأبيض" لـ وليم بتلر ييتس (Yeats)، اذ استخدم في قصيدته رمزية الحصان كدليل على عالم الأرواح والأساطير الأيرلندية. يرتبط الحصان الأبيض بالروحانية، خاصةً في التراث السلتي الذي يرمز فيه الحصان إلى الانتقال بين العالمين المادي والروحي. وكذلك هو الشأن مع قصيدة "الحصان الأبيض في الحقول" لـ تيد هيوز (Ted Hughes) حيث ، يتناول الشاعر الإنگليزي العظيم في هذه القصيدة صورة الحصان الأبيض كرمز للحرية والطبيعة القوية. الحصان هنا يمثل العنصر البري في الإنسان، وكيف يمكن لهذا العنصر أن يستمد قوته وجماله من الطبيعة. - الحصان الأبيض في رواية "دون كيشوت" لسرفانتس يرمز إلى الخيال والرومانسية. - الحصان الأبيض في رواية "مزرعة الحيوانات" لجورج أورويل يرمز إلى الثورة والتحرر. - الحصان الأبيض في رواية "الحرب والسلام" لتولستوي يرمز إلى الأمل والخلاص. - في الأساطير اليونانية، كان الحصان الأبيض مرتبطًا بالإله بوسيدون، إله البحر، وكان يُنظر إليه على أنه رمز للقوة. - في الديانة المسيحية، يرمز الحصان الأبيض إلى السيد المسيح، ويُنظر إليه على أنه رمز للخلاص والنقاء. - في الإسلام، يرمز الحصان الأبيض إلى البراق، وهو الحصان المجنح الذي حمل النبي محمد إلى السماء.
# مقتبسات من قصة "الحصان الأبيض":/ - كانت هذه هي المرة الاخيرة التي ترى فيها الحصان الأبيض؟ - أحب الثيران البيضاء التي تحمل أجراسا من فضة وتذهب إلى النبع، قل لي ألم تلتقِ به مرة تانية، الحصان الأبيض؟ - في هذه المرة كان الطفل يرقد إلى جواري، فوق رمال الشاطئ الممتد الطويل، كانت الشمس حمراء في األفق ملتهبة، وكنت أخاف كثيرا على الطفل، لكنني لم أكن أدرك على الإطلاق الق، لماذا تركه الناس جميعا ومضوا، كل إلى بيته. - زحفت على الرمال الناعمة والرصاصات المجنونة تنطلق فوق رأسي في كل مكان حتى وصلت إليه، رأيت وجهه في المرآة ذلك الصباح. كان يجلس القرفصاء يحدث نفسه ويبكي، وكانت الشمس حمراء بلون الدم، أمسكت به وأخذنا نعدو. أحسست بأنهم يريدون أن ينتزعوه مني.. الغربان السوداء، الرصاصات المجنونة، عويل الذئاب. أخذت أمواج البحر السوداء المتالطمة تضرب صخور الشاطئ بشدة ونحن نعدو فوق الرمال، نلهث، العرق، التعب، الموت يحاصرنا في كل مكان إلى أن سقط الطفل بعد أن أصابته رصاصة مجنونة، سقط فوق الرمال السوداء يتدفق الدم غزيرا من جرح في جبهته. كنت خائفا، تركته وأخذتُ أعدو حتى صعدت الجبل.. وهناك.. كان الحصان الأبيض واقفا، سقطت إلى جانبه وأنا ألهث من التعب ثم رحت في سبات عميق. - قرأت مرة أن أحلى القبلات ما كانت في الخفاء. - وعندما استيقظت.. - كان هناك قصر أبيض من البلور، وكانت مياه البحر زرقاء.. شديدة الزرقة، وكنت أرقد فوق رمال الشاطئ الصفراء المتوهجة أفكر في الطفل الصغير. كنت حزينا أنني لم أدفنه في الرمال.. فكرتُ كثيرا في الغربان السوداء التي كانت تحوم فوق المكان وهي تنعق. قلت في البد أنها ستنبش قبره لتنهش جثته القليلة اللحم، وتخيلت الغربان وهي تتخاطف وجهه الصغير، لكني سمعتُ صهيل الجواد الأبيض في أذني، ورأيته هناك شامخا كالجبل، وفوق سرجه الأحمر المطرز بالترتر والخرز الملون حطت حمامة بيضاء. (انتهى الاقتباس).
# هامش ضروري:/ هذا المقال بمناسبة قراءتي لمجموعة "الحصان الأبيض" القصصية للكاتب المصري صلاح هاشم في طبعتها الثانية الصادرة عام 2017 عن دار إيزيس للنشر بالقاهرة. وكنت كتبت مقالا مماثلا في سنوات الثمانينات ونشرته في بغداد عند قراءتي للحصان الأبيض" في طبعتها الأولى الصادرة عن دار "الثقافة الجديدة" بالقاهرة عام 1976، ولكن المقال الأول ذاك ضاع فيما ضيعه مني الزمن والشتات والمنفى، فعسى أن يجد هذا الأخير الطريق الى قراء صلاح هاشم وعشاق فن القصة القصيرة عند العرب.
#حكمت_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أربع قصائد من نوفمبر
-
دورة اللولب
-
حسين علي يونس: الشاعر السوريالي المحلق بمراوح السخرية السودا
...
-
على نهر البلاد جلست وبكيت
-
انفعالات، استعارات، تروبيسمز، مدارات استوائية: عمل متأرجح ما
...
-
من الرمز إلى العاطفة: مفهوم نقدي جديد لسيمياء الأهواء
-
نقد عربي جديد بلا معاطف أو قفازات
-
أربع هايكوات وتانكا..
-
النقد المتأني كطريقة للنظر في النصوص الأدبية
-
إلى أين أنت ذاهب أيها الربُّ
-
في البحث عن طوق نجاة.. كتاب مشترك جديد
-
القصائد-النثر العشر الطوال
-
البحث عن طوق نجاة
-
غرناطة
-
سبعة هايكوات
-
سيمون فايل، من الماركسية والمجالسية إلى التصوف والروحانية: ت
...
-
سيمون فايل، من الماركسية إلى التصوف: تحولات فيلسوفة أناركية
...
-
ليلة في قصر الحلوف..
-
بيانات، وحديث البدايات والنهايات..
-
القصة القصيرة حديث المصعد، أو القصة في دقيقة..
المزيد.....
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
-
”أحـــداث شيقـــة وممتعـــة” متـــابعـــة مسلسل المؤسس عثمان
...
-
الشمبانزي يطور مثل البشر ثقافة تراكمية تنتقل عبر الأجيال
-
-رقصة الغرانيق البيضاء- تفتتح مهرجان السينما الروسية في باري
...
-
فنانون يتخطون الحدود في معرض ساتلايت في ميامي
-
الحكم بسجن المخرج المصري عمر زهران عامين بتهمة سرقة مجوهرات
...
-
بعد سحب جنسيتها .. أنباء عن اعتزال الفنانة نوال الكويتية بعد
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|