سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 15:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ينظر نظام الملالي الى الانتفاضات الشعبية التي إندلعت بوجهه بمثابة مساع عملية من أجل السعي لإسقاطه، لکنه ظل وسيظل يعتبر إنتفاضة 28 ديسمبر 2017، الاخطر والاکثر تأثيرا عليه من بين کل الانتفاضات التي إندلعت طوال ال45 عاما الماضية، حيث إن منظمة مجاهدي خلق کان ورائها تخطيطا وتنفيذا وقيادة، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل إن هذه الانتفاضة أسفرت أيضا عن تشکيل وحدات الانتفاضة وذلك كجزء من حركة المقاومة المنظمة بتوسيع نشاطاتها. لقد لعبت هذه المراكز دورا أساسيا في تنظيم الاحتجاجات في نوفمبر 2019 وانتفاضة 2022 من خلال تحركات منسقة.
هذه الوحدات التي تقوم بممارسة نشاطات تعبوية وعمليات ثورية ضد النظام، أصبحت رمزا معنويا وعامل تحفيز لمقاومة ومواجهة الدکتاتورية الدينية وممارساتها القمعية التعسفية، ولذلك صارت تشکل مصدر خوف وهلع للنظام ويحاول بشتى الطرق المختلفة من أجل مواجهتها والقضاء عليها ولکن وکما تٶکد التقارير الخبرية الواردة من داخل إيران، فإن النشاطات النوعية المختلفة لهذه الوحدات مستمرة وهي تدك مراکز ومٶسسات النظام بقوة معلنة إنها تنفذ إرادة الشعب الايراني من أجل التسريع في عملية إسقاط هذا النظام الرجعي اللاإنساني.
والملاحظ إنها وفي عملياتها الأخيرة، بما في ذلك في ذكرى انتفاضة كانون الأول والاحتجاجات الواسعة في نوفمبر وديسمبر، كانت لوحدات الانتفاضة تأثير كبير في إضعاف النظام وزيادة معنويات القوات القمعية. رسوماتهم وعملياتهم الرمزية تمثل إرادة وعزيمة شباب إيران في السعي للتحرر من الاستبداد.
وإن الهزائم الاستراتيجية للنظام في المنطقة، خاصة سقوط بشار الأسد، حليفه الاستراتيجي، وجهت ضربة لا يمكن تعويضها للنظام القمعي المعادي للإنسانية أصلا. وهذه الهزائم لم تضعف فقط معنويات عملاء النظام، بل زادت من حماسة وأمل الشعب الإيراني. الآن، كل عملية لوحدات الانتفاضة داخل البلاد لها تأثير مضاعف في تعزيز الحركة الشعبية وإضعاف معنويات القمعيين.
ومن دون شك فإنه وخلال الفترات الاخيرة وبالاخص بعد العمليات الثورية التي قامت بتنفيذها وأثبتت قدرتها بتمکنها من الوصول الى أماکن مهمة وحساسة للنظام، فقد أکد خطباء الجمعة الذين يعتبرون کببغاوات للملا خامنئي على خوفهم وذعرهم من نشاطات هذه الوحدات ومن إنها قد باتت تلفت أنظار الشباب الايراني وتبعث فيهم معنوية غير عادية من أجل العمل لإسقاط النظام الکهنوتي، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد أشار إمام جمعة رشت إلى القلق من توجه بعض الأفراد نحو مجاهدي خلق وحاول تشويه الحقائق لإثناء الجمهور عن الانضمام إلى هذه الحركة الشعبية.
من دون شك، فإن المحاولات التي يقوم النظام ببذلها من أجل العمل على القضاء على هذه الوحدات أو على الاقل الحد من دورها وتأثيرها، هي محاولات محکوم عليها بالفشل، ذلك إن الارضية والاجواء کلها تخلق أجواءا أکثر من مناسبة لهذا النوع من النضال وإستمراره.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟