أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - خطاب المالكي الأخير ومأزق حكم الطائفية السياسية في بلد تعددي متنوع














المزيد.....


خطاب المالكي الأخير ومأزق حكم الطائفية السياسية في بلد تعددي متنوع


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8242 - 2025 / 2 / 3 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء خطاب رئيس الوزراء الأسبق وأبرز زعماء الائتلاف الحاكم "الإطار التنسيقي" نوري المالكي، جاء ليؤكد مجددا أن شجرة الصفصاف لا يمكن أن تطرح تفاحاً. فالطائفي الانعزالي سيبقى طائفيا انعزاليا ولن يكون سياسيا وطنيا ديموقراطيا مهما لطخ وجهه بسخام الشعارات لأن ذلك يعني أنه سيخرج من جلده وينتحر سياسيا! لنقرأ هذه الفقرات من خطابه أولا، ثم نعود إليها محللين: "حول سوريا، أشار المالكي إلى أنه تم استهداف أتباع أهل البيت ويوميا نشاهد مقاطع فيديو عن مجازر تطالهم"، مبينا أن "الاخوان في سوريا يبعثون فيديوهات يستنجدون.. أين شيعة العراق والحشد الشعبي وإيران وأين العشائر". ثم يضيف وبلهجة تحريضية رخيصة بأن المعتدين "لم يسفكوا الدماء فحسب، بل اعتدوا حتى على الأعراض"، متسائلا: أليست هذه فتنة كبرى.. إن لم نقف أمامها ستعم هذه الفتنة حتى العراق". وأخيرا يهدد المالكي بامتشاق السلاح فيقول إن "الطائفيين والبعثيين" بدأوا يتحركون في غفلة من الأجهزة الأمنية، لكنه أضاف: "مادمنا موجودين والسلاح بيدنا، فسيندمون". ماذا يمكن أن نستنتج من هذا الكلام؟ نستنتج الكثير ومن ذلك مثلا:
1- إن رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وزعيم التحالف الحاكم اليوم، يستقي معلوماته من فيديوات على شبكة الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي وليس من مصادر أمنية رسمية أو من وكالات أنباء رصينة وهذا يعطينا فكرة واضحة عن نوعية الساسة العراقيين في الحكم اليوم.
2- من الواضح أيضا أنه يتكلم باسم طائفته الشيعية ويحرض الساسة والناشطين المنتمين إليها على نجدة أمثالهم في سوريا وهذا يعني أنه لا يمثل العراق ولا شعبه وما كان ينبغي السماح له بأن يحكم العراق التعددي المتنوع. ولكن حكام العراق كلهم ينطقون بأسماء طوائفهم وإثنياتهم ويصلون الى الحكم بصفاتهم الطائفية هذه بموجب الدستور المكوناتي النافذ وليس بفضل كفاءتهم ومواهبهم فهم لا يملكون من المواهب إلا موهبة الخمط بالجملة والمفرد!
3- يتضامن المالكي مع ضحايا المجازر والاعتداءات الطائفية والتكفيرية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد الاستبدادي ووصول جماعات المسلحين التكفيريين إلى الحكم، ولكن ليس كمواطنين سوريين في بلد شقيق مجاور بل كـ "أتباع آل البيت". هنا يسطع الفرق بين السياسي الطائفي المعبأ بالفتن والأوهام والمجازر وبين السياسي الوطني الديموقراطي الحقيقي! علما أن المتابع لما يحدث في سوريا يعلم أن الضحايا السوريين ليسوا في غالبيتهم من طائفة الشيعة الإمامية كما يوحي كلام الملكي بل من طائفة أخرى.
4- يركز المالكي على خصمه ومنافسه على كرسي الحكم والذي يعشعش في وعيه ولا وعيه أي شبح حزب البعث العراقي. وهذه المرة لا يستخدم المالكي فزاعة البعث كما اعتاد أن يفعل في الموسم الانتخابية بل للتحريض والتحشيد الطائفي والتخويف، تخويف العراقيين الشيعة تحديدا.
وهذا يعني أن المالكي ونظام الحكم القائم على المحاصصة الطائفية فشل في القضاء على هذا الحزب بعد ربع قرن تقريبا من الإطاحة به. المالكي لا يريد أن يفهم أن العراقيين في غالبيتهم الساحقة لا يؤيدون البعث حبا في سواد عينيه، وهم لم ينسوا يوماً جرائم البعث ومقابره الجماعية، بل لأنهم يبحثون عن بديل لجحيم حكم الطائفية السياسية الفاسد التابع للأجنبي، وخصوصا في ظل انعدام أي معارضة شعبية ديموقراطية حقيقية، وبعد أن تفسخت الشخصيات والجهات الانتهازية التي استولت على تراث انتفاضة تشرين المجيدة أثناء حكم مصطفى الكاظمي.
إن المالكي بنظام حكمه الفاسد هو المسؤول عن إعادة إحياء جثة البعث إن حدث وعادت فعلا إلى الحياة بفسادهم وبقضائهم العنيف على بديل البعث وبديلهم حين قتلوا المئات من شباب العراق في انتفاضة تشرين 2019.
5-المالكي يلوح بسيف القوة، ناسياً أنه كان القائد العام للقوات المسلحة والجيش الذي شكلته له واشنطن في عهد أوباما وكيف هزم في معركة كاريكاتورية أمام مئات السيارات الداعشية ذات الدفع الرباعي وخسر العراق حينها ثلث مساحته. وهو يتحمل شخصيا ما حدث بعدها من مجازر وخراب في مقدمتها مجزرة سبايكر التي ستظل ملتصقة بجبينه إلى أبد الآبدين! المالكي يراهن مجددا على هبة شعبية تنقذ نظامه مثل هبة التطوع الشعبي في صيف 2014 وهذا رهان فاشل فالشعوب تتعلم من دروسها وحتى لو انتفض العراقيون مجددا بذلك الحماس والاستعداد المذهل للتضحية من أجل العراق – وليس من أجل ديوك الطوائف - فقد يبدأون بمحاصرة وتفكيك حكم المحاصصة الطائفية والعرقية أولا!
6-كان ينبغي أن تتحفظ حكومة بغداد وتتريث في تعاملها مع الحكم الجديد في دمشق منذ البداية، خصوصا وأن رأس النظام الجديد أبو محمد الجولاني - الشرع - شخص تكفيري معروف لها جيدا ومتهم بارتكاب المجازر بحق العراقيين. ولكن الحكومة أوفدت وفدا بقيادة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري فاستقبله الجولاني حاملا مسدسه البائن خلف سترته، وكأنه يقول له ولحكومته ها أنا ذا لم أتغير كثيرا معكم!
7-إن المالكي وأمثاله ونظام الحكم القائم على أساس الطائفية السياسية والتوافقية بين الفاسدين يحمل الفتن كما تحمل السحب الصواعق وإن العلاج الوحيد والممكن هو تفكيك هذا النظام واستعادة استقلال وسيادة العراق وليس في إطلاق المزيد من التهديدات بفزعة طائفية أو عرقية أو عشائرية.
*رابط لتوثيق خطاب المالكي: المالكي يتحدث عن «استنجاد» شيعة سوريا بالعراق ومحاولات لعودة «الفتنة»
https://al-aalem.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%AF-%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة الوحدة الإبراهيمية: حول الفرق بين إبراهيم التوراتي وإ ...
- ثلاثة قوانين في سلة برلمانية واحدة نصب واحتيال
- رجل السلام يهدد بإحراق العالم وعلاجه الوحيد المقاومة
- التطبيع مع الطائفية السياسية كالتطبيع مع الصهيونية
- العدو لم ينتصر والمقاومة لم تُهزم
- الطائفي المقنع أخطر من الطائفي الصريح!
- صعود الهويات الفرعية الطائفية في ظل الهيمنة الغربية
- زنوبيا في المصادر التأريخية القديمة والأدلة الأركيولوجية
- العلم السوري في مراحله التأريخية وتحولاته الثمانية
- يزورون الجولاني بوفد حكومي ثم يعتبرون زيارته وصمة عار!
- الحدث السوري: حين يتحول الباحث الرصين إلى محرض بائس!
- رداً على مزاعم الجولاني في لقائه مع (بي بي سي)
- أبو محمد الجولاني -أحمد الشرع- في سطور: قتال العراقيين زعيما ...
- الحدث السوري في سياقاته التأريخية: فلسطين قدر سوريا!
- الحدث السوري والأمل أقوى
- قائد معارض سوري مسلح: نسعى إلى السلام مع إسرائيل وممتنون لها
- ترامب؛ ملاكُ سلامٍ في أوكرانيا وشيطانُ جحيمٍ في فلسطين!
- البلدوزر الصهيوأميركي قادم على الجميع: إسرائيل تلوح باحتلال ...
- استشهاد نصر الله وقيادات المقاومة والخرق الأمني المعادي
- حول الاعتراض على عبارة -المعارضة السورية المسلحة-


المزيد.....




- متوعدًا بالرد على الرسوم الجمركية.. ماكرون لترامب: الاتحاد ا ...
- ترامب يصف كندا بأنها دولة غير قادرة على الاستمرار
- حرب الرسوم الجمركية المتبادلة بين بكين وواشنطن تدخل حيز التن ...
- أردوغان يرى أنه لا داعي لبحث خطة ترامب عن غزة أو أخذها على م ...
- إسرائيل تنسحب بالكامل من محور نتساريم الفاصل بين شمال وجنوب ...
- انفجارات في مخيم نور شمس قرب طولكرم.. إسرائيل توسع عمليتها ا ...
- طلاب صربيا يحيون ذكرى مرور 100 يوم على حادث انهيار سقف في مح ...
- الداخلية السعودية تُفكك 3 شبكات إجرامية متخصصة في تهريب المخ ...
- اختراق الهاكرز المصري للتلفزيون الإسرائيلي يثير تفاعلا
- الجيش الإسرائيلي: استهداف نفق يجتاز من سوريا إلى لبنان


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - خطاب المالكي الأخير ومأزق حكم الطائفية السياسية في بلد تعددي متنوع