|
مباحثات نتنياهو وترامب!
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 20:47
المحور:
مقابلات و حوارات
ما أهداف مباحثات نتنياهو وترامب في واشنطن يوم 4-2-2025م؟! هذا السؤال هو الأكثر طلبا في وسائل الإعلام بكل أنواعه. سيبرز نتنياهو للرئيس الأمريكي أولا نجاح جيشه في هزيمة سبعة جيوش بما في ذلك داعم الجهات السبعة، وهو دولة إيران! سيركز نتنياهو على ملف إيران أولا للحصول على الدعم العسكري لإسرائيل، وهو الملف المطلوب لتنفيذ عملية عسكرية على المفاعلات النووية، ولا سيما أن نتنياهو يسعى لضمان مشاركة أمريكا في أية عملية عسكرية ضد إيران، وبخاصة دعم إسرائيل بالقنابل من زنة ألفي باوند الخارقة للأعماق، ودعم الطائرات المخصصة لقصف تلك المواقع لأنها بحاجة إلى التزود بالوقود في الجو! انشغل الباحثون الإسرائيليون بالإجابة عن السؤال، وهو؛ ماذا في جعبة الرئيسينِ؟! ولعل الصحفية، مايان هوفمان المحررة في صحيفة، ذي ميديا لاين تمكنت من ترتيب أولويات المباحثات بين الطرفين بدءا بالعقوبات قالت: "سينفذ دونالد ترامب قطع المعونات عن وكالة الأونروا، بالإضافة إلى طريقة تجاوز فشل إقرار قانون فرض العقوبات على محكمة الجنايات الدولية في الكونجرس، لأن محكمة الجنايات أدانت نتنياهو ووزير دفاعه، يوآف غالانت بارتكاب جرائم حرب"ّ! أورد محللون إسرائيليون عقوبات كثيرة ضد كثير من البلدان، منها فرض العقوبات على اليمن، لا لأنها تقصف السفن في الخليج فقط، بل لأنها ترسل المسيرات المفخخة لتنفجر في إسرائيل، وأن إسرائيل ستقدم لأمريكا ملفا استخباريا حساسا عن مواقع الأسلحة، وعن زعماء شخصيات الحوثيين المنفذين لتلك الهجمات! ومن هذه العقوبات فرض الجمارك على بضائع الدول الأجنبية، وإعلان الرئيس ترامب عن إعادة سيطرة أمريكا على كثير من الأقاليم، مثل كندا وبنما والمكسيك، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين! اشتد الطلب على محاولة الإجابة عن السؤال الأول في بداية المقال، ولا سيما حين أعلنت إدارة ترامب عن إيقاف الدعم المالي والسنوي لجمهورية جنوب إفريقيا وحرمانها من المنحة السنوية التي مُنحت لها عام 2023م وهي 440 مليون دولار، بادعاء أن هناك تمييزا عنصريا في جنوب إفريقيا لأن الحكومة تصادر أملاكا وأراضي مواطنيها بغير وجه حق! أما المفاوضات بين الاثنين حول التهدئة والأسرى في غزة، فهي في الغالب لا تقع في أولويات المباحثات حسب تحليل كثير من المحللين الإسرائيليين، فهي ملف ثانوي يقع على عاتق فريق المفاوضين الأقل مرتبة من الرئيسين، مع أن هذا الملف هو الملف الأكثر شعبية في الإعلام العربي، وهو الذي يشغل محللينا الفلسطينيين والعرب! هناك تحليلات إسرائيلية أخرى تُشير إلى أن الإدارة السابقة فشلت في إدارة ملف الشرق الأوسط وتحقيق السلام، لهذا فإن نتنياهو سيشكر إدارة أمريكا الجديدة وعلى رأسها، الرئيس دونالد ترامب على إدارته للملف من جديد، وتجاوز إخفاق الرئيس السابق، جو بايدن! وهذا يتطلب شكر الرئيس ترامب على تعيين السفير الأمريكي، أو (القسيس الإنجيليكاني) مايك هوكابي وهو حاكم ولاية أركنساس السابق سفيرا لأمريكا في القدس، وهو من أبرز زعماء المسيحانيين الصهاينة، وهو خليفة سفيره السابق، (الحاخام) ديفيد فرديمان. قال مايك هوكابي المسيحاني الصهيوني لراديو الجيش في شهر نوفمبر 2023م: "إن ضم الضفة الغربية لإسرائيل سيحدث في عهد الرئيس دونالد ترامب"! مع العلم أن السفير السابق، ديفيد فردمان، طلب التخلص من قضية فلسطين بإنشاء صندوق للإعمار والإنقاذ من الفقر، يشبه صندوق الجنرال، مارشال الذي اعتمدته أمريكا في أربعينيات القرن الماضي عقب الحرب العالمية الثانية لإنقاذ أوروبا، لغرض تمكين أمريكا من ريادة العالم وقيادته! هناك أيضا محللون إسرائيليون اقترحوا أن يقوم نتنياهو بالتركيز على ملف القرن وهو تحقيق التطبيع مع المملكة العربية السعودية، وهو الملف المطلوب لتحقيق السلام وفق زعم هؤلاء المحللين، مع العلم أن شروط التطبيع لن تتحقق بسرعة، لأن المملكة العربية السعودية ستظل متمسكة بحل الدولتين، بينما حكومة نتنياهو ترفض حل الدولتين رفضا مطلقا، وهذا قد يؤخر ملف التطبيع بين البلدين مدة طويلة! لأن حل الدولتين سوف يمنح حماس الانتصار، فهو بالنسبة لإسرائيل مكافأة على إرهابها يوم السابع من أكتوبر عام 2023م! كما أن حل الدولتين من وجهة نظر إسرائيل يعيد حكم السلطة الفلسطينية، وهذا غير مقبول إسرائيليا! كذلك فإن نتنياهو سيضع خطوطا عريضة أمام الرئيس ترامب بشأن شروطه ومطالبه من المفاوضات بين ترامب والزعماء العرب، ممن ىسيلتقي بهم ترامب في الأيام المقبلة! ولا سيما مشروع تقليل عدد سكان قطاع غزة، أي التهجير الزاحف بفتح الحدود في اتجاهٍ واحد، وكيفية تنفيذ هذا المشروع بدون أن تكون له مضاعفات سياسية كبيرة! هناك ملفات أخرى عديدة وشديدة الأهمية سيبحثها نتنياهو مع المنظمة اليهودية ذات النفوذ الواسع، وبخاصة زعماء الإيباك، وكثير من أعضاء الكونغرس في أمريكا، أبرزها الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، بالإضافة إلى محاولة إقناع هذا اللوبي اليهودي بالاستعانة بما يحمله نتنياهو من وثائق وصور وأفلام عديدة ليُثبت أن ما قام به جيش الاحتلال في غزة ليس سوى ردٍ واجب وضروري، وتصوير غزة كأنها موطن الإرهاب، وأن ما قام به الجيش ليس سوى رد إسرائيلي بالنيابة عن العالم لتحقيق السلام في غزة!!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزب الذبابة!
-
نحلة طالبان اليهودية!
-
نزوح بسبب قنبلة!
-
من هي جان دارك دونالد ترامب؟!
-
قصة جاري الحمار!
-
شمال إسرائيل، أم جنوب لبنان؟
-
طاحونة والدي!
-
لماذا اختارت الحكومة العميقة ترامب؟
-
جنازتان لم أحضرهما!
-
لا تحولوا إعلام الكوارث إلى إعلام تسلية!
-
كاوبوي البورصات، وأبطال الصناعات!
-
مولودة في خيام النازحين!
-
هل خسائرنا تكتيكات؟!
-
الاغتيالات في إسرائيل!
-
دفنوها في حضن قبر أبيها!
-
مصادر قوة نتنياهو السرية!
-
القبض على مياه المطر!
-
استطلاعات الرأي سلاح خطير!
-
اصطياد الإنترنت على شواطئ غزة!
-
هل أزالت حرب إبادة غزة (ديموقراطية) إسرائيل؟
المزيد.....
-
سمية الخشاب وجومانا مراد في مسلسل -أم 44- في رمضان
-
فيديو مذهل لتدفق الحمم البركانية وسط الثلوج من قمة جبل إتنا
...
-
أثناء ذهابهم لأداء طقوس دينية.. تدافع مميت في محطة قطارات با
...
-
-نمو نفوذ- السعودية ومدى تأثير محمد بن سلمان على ترامب؟.. مح
...
-
أمن الانتخابات .. كيف تواجه المانيا المخاطر والتهديدات الإلك
...
-
ألمانيا.. مناظرة رباعية بين المتنافسين على منصب المستشار
-
تزامنا مع احتجاجات أنصار -حزب الله-.. فيديو قديم لنصر الله ي
...
-
ملياردير أمريكي: المنظمات الغربية تغذّي الفساد في أوكرانيا
-
مسؤول روسي: وعود زيلينسي بتقديم معادن أوكرانيا النادرة لواشن
...
-
لماذا يصعب مقاومة الحلوى بعد الوجبات؟.. دراسة تكشف السر
المزيد.....
-
تساؤلات فلسفية حول عام 2024
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
المزيد.....
|