|
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١٢ )
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 15:47
المحور:
القضية الكردية
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١٢ ) من وحي وعلى ضوء رسالة اوجلان بمناسبة رسالة السيد عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني ومؤسسه ، والذي دعا الى حله بكل منظماته ، وفروعه ، لابد ومن اجل اطلاع القارئ من توضيح الطبيعة الآيديولوجية – لحزب العمال الكردستاني – تركيا – وفروعه ، وشبكاته المنتشرة في كل من العراق ، وسوريا ، وايران ، فبحسب تعريف معظم اطراف الحركة القومية التحررية في تلك البلدان والتي سبقت ظهور هذا الحزب بعقود طويلة ، انه : ١ – من صنع الدولة العميقة في تركيا وعمادها منظمة – الارغنكون - ، ورعاية الأوساط العسكرية – الأمنية في البلدان الأربعة المعنية بالملف الكردي . ٢ – بمثابة – ثورة مضادة – ضد الحركة الكردية المستمرة باشكال مختلفة منذ بداية القرن التاسع عشر ذات المضمون الوطني ، والتقاليد الديموقراطية ، الساعية الى إيجاد الحل السلمي عبر الحوار للقضية الكردية على قاعدة مبدأ حق تقرير مصير الشعوب وفي اطر التعايش المشترك ، ووحدة البلدان التي يتوزع فيها الكرد بعد ان نالت الاستقلال ، ورسمت حدودها باتفاقية سايكس – بيكو ، وأقرت من هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية . ٣ – هذا الحزب وفروعه ، عبارة عن تشكيلات شبه عسكرية ، ذات نزعة مغامرة ، تمارس شتى أنواع الاعمال الخارجة على مبادئ ، واعراف المجتمع ، بمافي ذلك العنف ، والاغتيالات ، وخطف وتجنيد القصر من النساء ، وفرض الاتاوات ، وتخوين الاخر المختلف . ٤ – الوافدون من هذا الحزب الى سوريا ، جاؤوا بناء على اتفاقية مراد قرايلان – آصف شوكت لمواجهة الثورة السورية ، وتحويل القضية الكردية السورية الى مجرد استعداء تركيا ، مقابل منح الحرية لهم باستلام المدن والمناطق ، والإدارات ، ولم يكن في برامجهم ، وادبياتهم السياسية أي اهتمام بحقوق الكرد السوريين حتى سقوط نظام الأسد ، حيث شعروا بالحاجة الى – قضية – في مواجهة العهد الجديد من اجل تثبيت سلطتهم الحزبية في مناطق نفوذهم وليس في الجغرافية الكردية التاريخية . ٥ – معروف عن هذا الحزب سلوكه – المذهبي – خصوصا في مركزه – قنديل – ذلك السلوك الذي كان استجابة لرغبات – قاسم سليماني – والاوساط الحاكمة بطهران ، وقبل ذلك إرضاء لآل الأسد بسوريا عندما قدم زعيمهم – اوجلان – نفسه كشخص علوي – لجميل - شقيق حافظ الأسد الأكبر ( مؤسس جمعية المرتضى ) والمعروف بتزمته الطائفي . لاتلعبوا بالنار في سوريا ٦ - في أي بلد متعدد الاقوام ، والديانات ، والمذاهب بالعالم مثل سوريا تتصدر قضايا القوميات – الكردية خصوصا - الصدارة من اجل فهمها ، وإيجاد الحلول الديموقراطية لها ، والاستجابة لخصوصيتها القومية ، والثقافية ، والتاريخية ، وتميزها اللغوي ، وحقوقها المشروعة ، اما الأديان ، والمذاهب فليس لها طابع قومي ثقافي ، بل ان معظم المذاهب ، والطوائف في سوريا من أصول قومية عربية ، او كردية في حالة – الازيديين – وترتبط طموحاتها بحق المواطنة في ظل النظام السياسي الديموقراطي ، وحرية المعتقد والعبادة ، نعم حاول المستعمرون في العقود الماضية استغلال مسالة الأديان والمذاهب الى درجة اندراج ذلك تحت اسم – المسالة الشرقية – ولكن بنهاية المطاف وفي الظروف الراهنة كان الاستغلال الأخير باسم – الإسلام السياسي – من جانب نظام ايران بشكل خاص ، ومنظمات سياسية مثل – الاخوان المسلمين - ، اما ان يتورط – قسد – مسد – باستثمار ورقة المذاهب في سوريا ( العلوييون والدروز ) لمصالحها الحزبية الخاصة ، وسياساتها ، ويصرف الأموال المستولى عليها من عائدات النفط السوري ، على بعض متزعمي الطائفتين ، وتغطية مؤتمرات ، واجتماعات ذات الطابع المذهبي التحريضي في العهد الجديد ، فامر يناقض مصالح الشعب الكردي السوري، ومصيره المرتبط بمستقبل سوريا مابعد التحرير ، ويتنافى مع الفرص الراهنة امام السوريين لاعادة بناء سوريا الجديدة ، مهما كانت المصاعب ، بل يمكن ان يشكل دعما لقوى الردة الإقليمية ، والداخلية المتربصة العاملة الى إعادة عقارب الساعة الى الوراء ، والتمهيد لعودة نظام البعث الاسدي المجرم ، ونفوذ ولاية الفقيه . ٧ – كان الأولى بمسؤولي – قسد – مسد الذين يقودون حزب الاتحاد الديموقراطي ، والإدارة الذاتية ، ان يوافقوا على مشروع عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع كما طرح ومن دون تمييع والتفاف ، وقبول قيام اللجنة التحضيرية من غالبية وطنية مستقلة ، وصرف تلك الأموال لتغطية مصاريف مندوبي المؤتمر المنشود ، ومكان انعقاده ، من اجل إعادة بناء حركتنا الكردية ، وصياغة مشروعنا للسلام ، وانتخاب من يمثلنا على الصعيد الوطني ، للبدء بالحوار الجاد مع الإدارة الانتقالية بدمشق العاصمة ، والمشاركة في بناء سوريا الجديدة وإيجاد الحلول لجميع قضايانا المشتركة وخاصة قضيتنا المشروعة . رسالتي للسيد مظلوم عبدي ٨ – أقول لقائد قسد – مسد الأخ مظلوم عبدي ان مرحلة تصفية مكامن – الحرب بالوكالة – بدات ومستمرة ، وستليها مرحلة – الحل وسحب السلاح – وستتغير قواعد اللعبة بالنسبة لحزبكم الام – ب ك ك – الذي لفظ اليوم أنفاسه الأخيرة على يدي صانعه ، وبما انك كنت الابن المدلل للقائد ، والقائل لاحياة بدون آبو ، عليك الالتزام بكل أوامره : حل حزبك ، وتسليم السلاح للدولة السورية ، والاعتذار لاهالي الضحايا ، والالتحاق بمن يعملون على عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وكن حذرا من امرين الأول : العامل الخارجي ( الانتهازي ) لن يكون البديل للاحتضان الشعبي ، ومصالح الخارج ليست دائما لمصلحة الداخل ، ودعم الخارج وقتي ومؤقت ويتغير بأقصى سرعة ، وقد يصب عكسيا ، والامر الثاني : لايغرنك الوافدون اليك لابداء الولاء والطاعة ، فمعظمهم نفوس ميتة ، ابدوا الولاء نفسه للضابط الأمني – محمد منصورة – وزملائه في باقي المناطق .
من اجل تنفيذ أوامر اوجلان في قسمها السوري سبق وذكرت ان مااعلنه السيد عبدالله اوجلان بمثابة قرار تاريخي غير قابل للرفض من جانب المنتمين لحزب العمال الكردستاني ، في تركيا أساسا كتنظيم مسلح ، وفرعه السياسي ( حزب المساواة وحرية الشعوب – DEM PARTI ) ، وجميع تشكيلاته العسكرية والأمنية ، وفروعه المعلنة منذ أعوام بقرار مركزي في كل من العراق ( حزب الحل الديموقراطي الكردستاني ) ، وسوريا ( حزب الاتحاد الديموقراطي ) ، وايران ( حزب الحياة الحرة الديموقراطي الكردستاني ) ، كما تسري أوامر زعيم هذا الحزب بحسب نظامه الداخلي ، وطريقة ، وأسلوب ، ووسيلة ادارته كحزب عسكريتاري ، شمولي ، قائم على مبدأ – عبادة الفرد – والتضحية من اجله حتى – حرقا - ، وعلى ضوء ذلك ليس لتصريحات مسؤولي – ب ي د – الإدارة الذاتية ، قسد ومسد – بالناي عن النفس من أوامر اوجلان اية قيمة لا تنظيمية ، ولاآيديولوجية ، ولا أخلاقية ، وكل من يريد التبرؤ الحقيقي والفعلي من تلك الأطراف عن الحزب الام وزعيمه التاريخي ومؤسسه الذي مازالوا يرفعون صوره ، عليه حل الجهة التي ينتمي اليها ، وان أراد يمكنه تشكيل تنظيمات مختلفة تماما عن التركيبة السابقة بأسماء جديدة وبرامج مختلفة . تنفيذ التشكيلات السورية التابعة لحزب العمال الكردستاني – الآيل الى الحل - بكل مسمياتها ، أوامر زعيمها ، من شانه ان يغير الوضع السياسي بجانبيه الكردي ، والوطني ، والتاسيس لآفاق جديدة ، فالاقدام على حل – قسد – وتسليم السلاح للدولة السورية فانه استجابة لقرار اوجلان أولا ، ولمطلب الحكومة السورية بالعهد الجديد ، وعندما تتبدل شكل ومضمون تلك التشكيلات نحو الحالة المدنية ، ومواقع استقلالية القرار ، والتخلص من المحاور الخارجية من السهولة بمكان استجابتها لمطلب المصالحة ، ولمشروع عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع لاعادة البناء ، واستعادة الشرعية ، والمشاركة في صياغة وإقرار المشروع الكردي للسلام ، وانتخاب هيئة تمثيلية للحركة الكردية للمساهمة في بناء المؤسسات مابعد الاستبداد ، والمشاركة في القرار الوطني بدمشق ، والعمل المشترك في حل القضايا العالقة ومن ضمنها القضية الكردية عبر الحوار السلمي . قد يقول قائل ان وجود السلاح بايدي قسد ضمانة لحل القضية الكردية السورية ، والجواب هو : هل قام وتسلح قسد من اجل القضية الكردية ؟ وهل في برنامجه اية إشارة الى ذلك ؟ وهل التحالف الدولي يتعامل معه لكونه حركة قومية كردية ؟ وهل يمكن حل القضية بالكفاح المسلح والعنف ؟ وهل رفع شعار الكفاح المسلح وممارسته لاربعين عاما من جانب حزب العمال الكردستاني حقق حل القضية الكردية بتركيا ؟ سوريا الحرة وطننا لاشك ان النصر الكبير في يوم الثامن من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت بإزالة نظام الاستبداد كان بفضل نضالات السوريين ، وفعل الثورة السورية بمشاركة مختلف المكونات الوطنية ، التي امتدت لنحو أربعة عشر عاما وماقدمته من تضحيات جسام ، لذلك فان الحفاظ على هذا الإنجاز العظيم يتطلب الوحدة والتضامن بين مختلف الاطياف ، والمشاركة الفعالة والمنظمة من اجل إعادة بناء مؤسسات الدولة ، والوقوف الى جانب العهد الجديد في الحفاظ على ماتحقق ، وقطع الطريق على مصادر الردة الرامية الى خلق العراقيل ، واثارة الفتن ، وإعادة عقارب الساعة الى الوراء ، والاخطر من كل ذلك المحاولات الفئوية لاستحضار الأجنبي مثل – إسرائيل – وغيرها من جديد ليقرر مصير السوريين ، في حين ان من مصائب السوريين جميعا والكرد بينهم هو مصادرة قرارهم من جانب المحتلين ، والمتدخلين بشؤونهم الخاصة ، واستثمارهم لمصالح الخارج . نعم هناك جملة من المشاكل المرحلة من الأنظمة والحكومات السابقة ، والعديد من القضايا التي تحتاج الى الحوار والمعالجة بروح المسؤولية الوطنية وفي مقدمتها القضية الكردية ، كقضية تهم كل السوريين ، وهناك أيضا مسائل صياغة الدستور ، والعدالة الانتقالية ، وقيام السلطة التشريعية ، وحل التشكيلات العسكرية الفصائلية ، والميليشياوية ، وحصر السلاح بايدي مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية ، وجميع هذه القضايا والمسائل تحتاج الى وقت ، والى مشاركة جميع فئات الشعب بالطرق المدنية الديموقراطية ، كما تحتاج أيضا الى تشخيص أي خطأ بصورة شفافة يرتكب من جانب الإدارة الانتقالية من اجل تصويبه ومن منطلق الحرص والمصير المشترك . وفي هذا السياق وعلى صعيد الحالة الكردية الخاصة من المفيد جدا ان تتوحد الكلمة في اطار مانسعى اليه ضمن اطار المؤتمر الكردي السوري المنشود ، وعلى قاعدة التوازن بين الطموحات الكردية المشروعة من جهة ، وبين الأهداف الوطنية التي تتعلق بكل السوريين وبمصير البلاد وحريتها ، وسيادتها خاصة بعد الخلاص من النظام الدكتاتوري الاجرامي ، فالمؤتمر المنشود كفيل بإقرار المشروع الكردي للسلام ، واتخاذ الموقف السياسي الموحد حيال مختلف القضايا وخصوصا في الموقف ، وكيفية التعامل مع شركائنا في دمشق ، وهذا من شانه إزالة اللغط الحاصل في الموقف الكردي الذي لم يستقر بعد ، ويتعرض للتشويه من جانب أقلام تعود أصحابها على التمايل يمنة ويسرة ، والادمان على الروح الانتهازية ، والمزايدات الكلامية ، وحب الظهور ، ولكن لحسن الحظ فان مثل هؤلاء قد تجاوزهم الزمن ، وانكشف امرهم في الساحة الكردية السورية ، وهم لايمثلون الا انفسهم
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١
...
-
مخرجات واستخلاصات اللقاء الدوري
-
دعوة اوجلان خطوة بالاتجاه الصحيح
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
المجتمع السوري متعدد الاقوام والثقافات
-
أيها الكرد السورييون اتحدو ( ٩ )
-
مخرجات واستخلاصات اللقاء الدوري اللقاء الثالث والتسعون
...
-
من دفتر يومياتي : في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لرحيله
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ٧ )
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ٦ )
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ٣
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا - 2 -
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
-
سوريا حرة
-
مسوغات اعادة - الورقة - الفلسطينية الى الحضن العربي
-
إشكالية السياسي والثقافي في حالتنا الكردية السورية
-
اللقاء التسعون في دنكي - بزاف -
المزيد.....
-
تركيا: اعتقال أكثر من 1300 متظاهر خلال احتجاجات واسعة على سج
...
-
برنامج الغذاء العالمي: 70 ألف لاجئ كونغولي ببوروندي مهددون ب
...
-
رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: ما يحدث في غزة تصف
...
-
نقص التمويل يهدد الأمن الغذائي لنازحين ولاجئين في العراق
-
مقتل صحفيين اثنين في غارتين منفصلتين استهدفتهما في خان يونس
...
-
محاكمة إمام أوغلو تشعل الشارع التركي.. مئات المعتقلين يواجهو
...
-
نتنياهو: سندمر حماس وشريطها بشأن الأسرى حرب نفسية ومشاهدته ص
...
-
الأمم المتحدة تُعلن تقليص وجودها في قطاع غزة االرازح تحت الح
...
-
تونس تؤكد التزامها بمواصلة دعم جهود الأمم المتحدة في ليبيا
-
اعتقال مسؤولين سابقين بسوريا ولجنة التحقيق بأحداث الساحل تلت
...
المزيد.....
-
“رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”.
/ أزاد فتحي خليل
-
رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر
/ أزاد خليل
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
المزيد.....
|