أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟















المزيد.....


العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8278 - 2025 / 3 / 11 - 18:49
المحور: حقوق الانسان
    


لا يمكن بناء بلد عريق بحضارته , غزير بثروته , عزيز بناسه حسب مواصفات قادته الجدد والذين اتخذوا من الشيشاني و الأردني و التركستاني والمصري و الأذربيجاني دروع لهم . الأوطان تبنى بيد ابناءها لا بيد أجانب لا يعرفون منه شيء الا البطش باهله والقتل على الهوية . جميع السوريون متساوون بالحقوق والواجبات , واذا كان الرئيس بشار الأسد قد استعمل العنف مع شعبه , فانه استخدم هذا العنف مع جميع أبناء شعبة الرافضين لطريقة حكمه . لقد كانت هوية المعارضة من الدروز والعلويين والمسيحيين والشيعة والسنة , ومن العيب ان يستفرد جلاوزة النظام الجديد بأبناء الطائفة العلوية بجريرة ان رئيس البلاد المخلوع من طائفتهم . نحن لم نعيش في زمن الملل والنحل او زمن الملاحم والفتن . نحن نعيش في عالم ينظر الى المواطن الى لكفاءته و استقامته وخدماته لا الى دينه او مذهبه او لونه او جنسه . القران لم يفرق بينهم , فلماذا يفرق بني البشر , وخاصة في منطقة الشرق الأوسط , وخاصة في البلدان العربية حيث ما زالوا يفرقون بين هذا و ذاك على أساس الدين والمذهب والقومية , والحقيقة نحن خلقنا ونحن نرث ما كان عليه ابويانا , ان كانوا علويين نكون علويين وان كانوا مسيحيين كنا مسيحيين . لقد استخدمت نظم سياسية في المنطقة الطائفية والقومية وما جنوا منهما الا الخسران المبين . اتركوا الخلق للخالق ولا تتدخلوا في شأنه . ما ذنب بشر يحرم من وظيفة او منصب بسبب هويته الدينية او القومية ؟ مثل هذه النظم تتساقط ولا تبكي عليهم الأرض ولا السماء.
ما ذنب اكثر من 1000 مواطن سوري يقتلون (البعض وضع العدد 4000 ضحية)بسبب هويتهم المذهبية على يد ناس موتورين تنشر طريقة قتلهم للأبرياء على مواقع التواصل الاجتماعي ؟ ليس هذا فقط , وانما كانوا يقتلون الضحايا بدم بارد مصحوبة بكلمات توخز الضمير . من جملة الضحايا عوائل بكاملها , وحتى الأطفال بعمر السنتين . هل سمعتم نداء الفنان السوري القدير بشار إسماعيل وهو يخاطب احمد الشرع بوجع عن قتل 15 من معارفه, منهم فتاة بعمر السنتين ؟ لقد كان يدخل المسلح الى بيوت ناس عزل ويقتل كل من فيه . احد المسلحين قبض على أطفال ثلاث بعمر سنتين وثلاث وخمسة قائلا لهم من يريد ان يذبح أولا , فذبحهم جميعا . لماذا هذه الغلظة مع شعب رحب بالتغيير وعاش ساعات وهو يحلم بمستقبل احسن , واذا برجال التغيير تنقلب على من صفق لهم بوحشية ضارية . اليس من العيب ان لا يستطع الجيش السوري الجديد دخول المحافظات الجنوبية والتي استولت عليها إسرائيل بحجة حماية المكون الدرزي ؟ اليس من العيب على القيادة الجديد السكوت على إسرائيل التي تقضم ارض الشام الحبيبة قطعا قطع وتضيفها الى أراضيها ؟ الا تختزي هذه القيادة من تصريح رئيس البرلمان الإسرائيلي الذي يريد نزع سلاح سوريا مثل ما فعلت بالأردن؟ لماذا تصبحون اسودا على شعبكم الذي لم يذق طعم العافية طيلة الخمسين عاما الماضية ؟
قادة النظام الجديد وانصارهم من هذه الامة بدأوا يوجهون أصابع الاتهام مرة الى إسرائيل ومرة الى الحشد الشعبي العراقي ومرة أخرى الى ايران و حزب الله . ما علاقة هذه الجهات بما حدث في الساحل ؟ وماذا يتوقع القادة الجدد بعد ان سرحوا اكثر من 250 الف عسكري. هؤلاء رفعوا السلاح غضبا على انقطاع ارزاقهم , وهو متوقع . جميع الدول بضمنها العراق وحزب الله وايران تمنوا للنظام الجديد التوفيق و حماية البلد من التقسيم. ولكن استمرار القادة الجدد على هذا النهج لا يؤدي الا الى تقسيم حقيقي الى سوريا . العلة بالنظام الجديد , النظام الجديد اذا أراد الاحترام واراد بقاء سورية موحدة عليه ان يغير أسلوب طريقة حكمة . الاغتيالات اليومية وسجن المشكوك بولائهم لا تؤدي الى استقرار نظام سوريا الجديد .
شهداء يوم الجمعة , وفي هذا الشهر الفضيل , شهر رمضان , يؤشر حجم الحقد الذي يحمله القتلة على المكون العلوي , وبالتأكيد نفس هذه الوحشية سوف تشاهدها بقية مكونات الشعب السوري اذا سمح المجال لمسلحي النظام مرة أخرى . هؤلاء القتلة تعودوا على اكل لحم الأبرياء وشرب دمائهم , وسوف لن يردعهم دين لا الوحدة الوطنية . الرئيس السوري يدعي , ان " الثورة خرجت من المساجد فلا خوف على سوريا". أقول ان الذي يقتل الأبرياء بدم بارد لم يتخرجوا من جامعة السوربون الفرنسية ولا من جامعة هارفارد الامريكية , ولا من مدرسة الاقتصاد الإنكليزية , ولا من مسجد لفقراء باب الدروازة في بغداد , الإرهاب وقتل الناس على الهوية تخرج ناسه من مسجد ضرار , الذي امر الرسول محمد بهدمه.
ومهما يكن , فان المسجد لا يمنح كارد التقوى والزهد والمحبة , ما لم يكن المؤمن بالأساس حاملها . المساجد هي التي خرجت أسامة بن لادن , أبو مصعب الزرقاوي, أبو بكر البغدادي , وأبو عمر المصري , وعشرات من هؤلاء التي تلطخت ايدهم بدماء مئات الالاف من الأبرياء . من الذي دمر أفغانستان , ومن يعطل التنمية الاقتصادية في باكستان , ومن قتل عشرات الالاف من العراقيين غير الذين تخرجوا من المساجد ؟
لا يستطع رئيس البلاد احمد الشرع رمي ما حدث في الساحل على عاتق دول خارجية , ولا ينفع بإدخال ايران في الاحداث الدموية , لان الجميع اتفقوا على ان ما جرى في الساحل ما هي الا جريمة جرت على يد مجاميع إسلامية متطرفة , والمسؤول عنها رئيس البلاد . الجريمة كانت واضحة وضوح الشمس وسط النهار , خرج مسلحون يقال انهم من قوات الجيش السابق وقتلوا خمسة عشر من القوى الأمنية الجديدة , فما على أئمة المساجد السوء الا التكبير والدعوة الى " الجهاد" , , في حالة غير إسلامية ولا إنسانية , فخرج المسلحون التابعون لأحمد الجولاني يقتلون كل من يجدوه في الشارع , ولما لم يكتفوا بذلك هجموا على الاحياء السكنية مثل حي القصور فقتلوا أهله .
مجزرة العلويين لا تحتاج الى تشكيل لجنة للتحقيق , المقتول معروفا والقاتل معروفا . المقتول لم يكن لبنانيا من حزب الله ولا إيرانيا من فيلق القدس , ولا عراقيا من الحشد الشعبي , المقتول سوريا ومن اهل تلك المناطق , والقاتل هو الذي صاح بأعلى صوته انا القاتل من خلال نشر صور طريقة القتل والتعليق عليها . التحقيق لا يحتاج ثلاثون يوما كما أراده الجولاني احمد . اذا أراد احمد الشرع ان ينصف ذوي الشهداء من الطائفة العلوية , عليه بطرد هؤلاء المجرمين من حوله بعد محاكمتهم . لوكان القاتل من اهل سوريا فيمكن لأهل الضحية نسيان جراحاتهم , ولكن القاتل غير سوري , جاء مع الجولاني من اجل " تحرير " الشعب السوري كما يدعون.
وكلمة أخيرة لأصحاب اللحى من صدح صوته عبر مكبرات الصوت على المآذن , وهم ينادون ب " الجهاد", الجهاد على من ؟ على شعبكم ؟ أهذا الذي وصآكم رسول الله في خطبة الوداع وهو يقول حرمة دم المسلم مثل حرمة بيت الله الحرام ؟ واذا كان الجهاد طريقكم , فلماذا لا تدعوا الناس الى جهاد الكيان الصهيوني الذي جثم على بعد بضع كيلو مترات من عاصمتكم ؟



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟
- حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟


المزيد.....




- تركيا: اعتقال أكثر من 1300 متظاهر خلال احتجاجات واسعة على سج ...
- برنامج الغذاء العالمي: 70 ألف لاجئ كونغولي ببوروندي مهددون ب ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: ما يحدث في غزة تصف ...
- نقص التمويل يهدد الأمن الغذائي لنازحين ولاجئين في العراق
- مقتل صحفيين اثنين في غارتين منفصلتين استهدفتهما في خان يونس ...
- محاكمة إمام أوغلو تشعل الشارع التركي.. مئات المعتقلين يواجهو ...
- نتنياهو: سندمر حماس وشريطها بشأن الأسرى حرب نفسية ومشاهدته ص ...
- الأمم المتحدة تُعلن تقليص وجودها في قطاع غزة االرازح تحت الح ...
- تونس تؤكد التزامها بمواصلة دعم جهود الأمم المتحدة في ليبيا
- اعتقال مسؤولين سابقين بسوريا ولجنة التحقيق بأحداث الساحل تلت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟