صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8279 - 2025 / 3 / 12 - 17:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تستعد جميع القوى لخوض انتخابات شكلية جديدة، والتي من المزمع اقامتها بداية تشرين الأول من هذا العام، القوى المطرودة والقوى الخاسرة والقوى التي تتسيد المشهد السياسي، جميعها تبدي استعدادها وتهيئ جماهيرها واتباعها لخوض الانتخابات، وتكاد تجمع الآراء ان الانتخابات القادمة ستكون مفصلية وستغير من واقع البلد.
السؤال هو هل يمكن اجراء تلك الانتخابات؟
المشهد اليوم يبدو قلقا جدا، فالسيناريوهات كلها متوقعة، الدول الكبرى والإقليمية ترسم خارطة جديدة، خارطة سياسية وجغرافية، واقع الاحداث يؤكد ذلك، تهجير وطرد السكان من غزة، احتلال جنوب لبنان، واحتلال أراض واسعة من سوريا من قبل إسرائيل وتركيا، هذا من جانب؛ قيام سلطة إسلامية متطرفة في سوريا، وكأنها توازي السلطة في بغداد، استهلت حكمها بأعمال إجرامية طائفية، من جانب اخر؛ ثم لا يمكن نسيان ملف إيران، فهو الأكثر خطورة على المنطقة.
بغداد ليست بمنأى عن تلك الصورة، فما يجري في سوريا انعكس بشكل واضح على العراق، وبدأت الابواق الطائفية تصدح.
أمريكا، الرسام الأساس لخريطة المنطقة، هي غير راضية عن حكم بغداد، وهي اليوم أكثر جدية في ترتيب سيناريوهات متعددة، قطعا هي لا تريد ان تفرط بمنظومة الحكم هذه، فأين تجد خدما أكثر ولاء منهم، لكنهم أيضا يرون ان هناك فصائل وميليشيات خرجت عن طوعهم، لهذا فهي تفكر بإقصائهم، فهل تثق بالانتخابات كوسيلة اقصاء؟
هي تدرك جيدا ان الانتخابات عملية تجديد لقوى الإسلام السياسي، وهذه القوى لن تبعدهم اية انتخابات، تعرف ان هذا مجرد هراء؛ طيب هي تريد ان تتحرك ضد إيران، سواء كان تحركا عسكريا او اقتصاديا، وإيران لها أذرع في العراق، فما الذي تفعله؟
قد تذهب أمريكا للسيناريو الأسوأ بالنسبة لها، من الممكن اسقاط العملية السياسية برمتها، خصوصا وأن هذه العملية السياسية مكروهة من دول المال "الخليج"، لهذا لا يمكن التنبؤ بحدوث انتخابات قادمة على وقع احداث متلاحقة وغير سارة للعملية السياسية، التي يتأزم وضعها يوما بعد آخر.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟