|
مشروعنا ومشروعهم
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 21:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لجان تنسيق حراك " بزاف " مشروع حراك " بزاف " ظهر ونما خلال تسعة أعوام ، ردا على خروج معظم الأحزاب الكردية السورية عن الخط الأساسي التاريخي للحركة الكردية السورية ، وفقدانها للشرعية التنظيمية بعد العشرات من الانشقاقات ، وافتقارها الى أي مشروع قومي ووطني ، وتبعيتها للاجندات غير الكردية السورية ، وطعنها بالشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة . وقد ظهر كحاجة موضوعية ملحة لاعادة بناء الحركة السياسية الكردية من جديد عبر الوسائل المدنية الديموقراطية من خلال عقد مؤتمر كردي سوري جامع ، ولان الأحزاب السياسية المتكاثرة من المقيمة والوافدة قد ضلت الطريق ، واخفقت في تنظيم وتوحيد الحالة الكردية السورية ، فمن تحصيل حاصل ( ان كانت حريصة على مصير الشعب والحركة ) ان تفسح المجال للوطنيين المستقلين ، وشرائح الشباب ، والنخب الفكرية والثقافية لكي ينظم ذلك المؤتمر ويشرف عليه بواسطة لجنة تحضيرية مستقلة غير تابعة للأحزاب من اجل نجاح المؤتمر المنشود . في سنوات نظام الاستبداد الاسدي حاول – حراك بزاف – تعبئة الحالة الكردية ، وتصليب عودها ، وإعادة بناء الحركة في مؤتمر يعقد في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المكان المتاح حينذاك ، وقد تم التواصل لعشرات المرات مع أصحاب القرار وجاهيا ، وكتابيا ( وكل ذلك موثق وبعضه منشور) ولكن لم يتحقق ذلك ، وكان من اهداف ذلك المؤتمر بحسب مشروع " بزاف " : ١ – إعادة توحيد الحركة ، واستعادة شرعيتها وصولا الى ترسيخ النضال الكردي السوري ، ٢ – الوقوف بل الانخراط الى وفي الثورة السورية ، والمشاركة في صياغة كل من البرنامج الوطني لمرحلة التحرير ومشروع الدستور السوري الجديد ، بحيث تكون مهمة حل القضية الكردية في المقدمة بحسب إرادة الكرد السوريين ، ٣ – العمل على عودة مسلحي ب ك ك الى أماكنهم السلبقة قبل ٢٠١٢ ، ورفض الاتفاق الجديد بينهم وبين نظام الأسد الابن ٤ – تعزيز وتطوير العلاقات بين الحركة الكردية السورية الموحدة والاشقاء بإقليم كردستان العراق على قاعدة التنسيق والعمل المشترك وعدم التدخل بشؤون البعض الاخر . وبقيت الأمور على حالها بل ازدادت الازمة بشكل مضاعف حيث تابعت – مسميات ب ك ك – التواصل ومحاولات الاتفاق مع نظام الأسد ، وانحاز – المجلس الوطني الكردي – الى الائتلاف السوري المعارض ، وعجز الطرفان عن تقديم أي جديد بشان الكرد والقضية الكردية ، بل اقتصرت العلاقات على طابعها الحزبي الفئوي الضيق ، كما تعزز التمترس كل في خندقه ، ومحوره ، وكانت فرصة للتحالف الدولي لمحاربة داعش لملئ الفراغ على الأرض من خلال المسلحين المدربين الوافدين من قنديل ، بالرغم من إشكاليات مازالت قائمة بشان تعامل الامريكان مع من يصنفونهم بقائمة الإرهاب . بعد سقوط نظام الاستبداد ، وتحرير البلاد الذي تم على ايدي فصائل عسكرية اقرب الى تركيا ، وبعد حرمان الكرد السوريين من خلال الطرفين الحزبيين ( ب ي د وب د ك س ) من اية مساهمة في هذا الحدث العظيم ( سيبقى ذلك موضع تساؤل واستفهام ) ، كان من المفترض ان تكون الظروف الموضوعية مؤاتية اكثر لانجاز مهمة عقد المؤتمر الكردي السوري ، والأجواء انسب لقيام أحزاب الطرفين بمراجعة نقدية بالعمق وتقديم الاعتذار للكرد خاصة والسوريين بشكل عام لاوجه التقصير ، وابداء الاستعداد للرضوخ لارادة الغالبية الشعبية في المشاركة بالمؤتمر المنشود ، وقام حراك " بزاف " بواجبه في التواصل مع الطرفين وشرح مشروعه حول المؤتمر وهو يتركز على إعادة بناء الحركة كهدف أساس ، وبعد نحو ثلاثة اشهر من المداولات ، والاخذ والرد ظهر بكل اسف ان الطرفين ليسا بوارد التراجع عن اجنداتهما الحزبية ، وتمسكهما بعقلية المحاصصة ، واعتبارهما ان الحركة لاتحتاج الى إعادة بناء ، مع نفي وجود اية ازمة . وفي السياق ذاته ظهر نوع من – الالتفاف – التكتيكي من جانب – ب ي د – حيث اعلن بصورة مفاجئة انه بصدد عقد مؤتمر ( حتى الان لم يعرف تفاصيله ) والذي عرف عنه انه مجرد قطع للطريق امام مشروع بزاف ، وافراغه من محتواه الديموقراطي وتسويقه للأحزاب المؤتلفة معه بما فيها ( أحزاب الانكسي ) . مشروع بزاف مشروع حراك " بزاف " يهدف كما ذكرنا أعلاه تصحيح مسار ، وتوحيد ، واستعادة للشرعية ، وصياغة المشروع الكردي للسلام كل ذلك من خلال مؤتمر جامع بغالبية مستقلة ومشاركة الأحزاب ، أي بناء حركة سياسية جديدة ، وذلك من منطلق ان الحالة الكردية الانقسامية الراهنة ومرجعياتها ، ومحاورها المختلفة المتضادة ، لن تساعد ابدا في توحيد الصف والرؤا ، ولن تحقق اهداف الكرد ، ولن توفر الأرضية المناسبة السليمة للتمثيل الكردي ، كما ان طبيعة معظم أحزاب الطرفين ، وماضيها ، وممارساتها في عهد الاستبداد لن تساعد ابدا في طمأنة الراي العام الوطني ومن ضمن ذلك إدارة العهد الجديد في دمشق ، اما عن الذين اعتبروا صعوبة بل استحالة عقد مثل ذلك المؤتمر في مدة زمنية قصيرة نقول : تسعة أعوام كانت مدة طويلة جدا لعقد مؤتمرات ولكن وجود نظام الاستبداد واشكاليات أخرى حال دون ذلك ، اما مابعد سقوط النظام الم تكن مدة أربعة اشهر اكثر من كافية لعقد المؤتمر المنشود في القامشلي اذا صدقت النوايا ؟ مشروعهم غالبية أحزاب الطرفين كما ذكرنا أعلاه لاترى وجود اية ازمة بالحركة السياسية ، وتعتبر نفسها الممثل الشرعي ( واحيانا الوحيد ) ، وتتنافس على النفوذ والمصالح الحزبية ، وان الموجود على الأرض يكفي ، ومسؤولوها خاصة المتنفذون سيحاربون من اجل الحفاظ على مكاسبهم الشخصية واستمرارية بقائهم ، لذلك لاداعي لاي مؤتمر لاعادة البناء ، كل همهم هو الذهاب الى دمشق للحصول على مواقع مسؤولة في المناطق الكردية ، وان تم ذلك سيحصل التستر على كل الماضي كما يعتقد مسؤولو أحزاب الطرفين . ننتهج الحوار ، والنقاش ، والشفافية والتحليل التاريخي ، وربط الحاضر بالماضي من اجل تحقيق مشروعنا ، ولانخفي مانسعى اليه عن شعبنا ، وننبذ الإرهاب الفكري . وبالمناسبة فان حراك " بزاف " لكونه حراك فكري ثقافي سياسي ليس منخرطا في عضوية تحالفات أي من الطرفين ، وليس له مصالح خاصة مع أي منهما ، ولاينتظر اية محاصصة لا الان ولا بالمستقبل ، ولن يكون شريكا في مشروع الأحزاب ، وسيثابر في طرح ، ومناقشة مشروعه – المؤتمر الكردي السوري – حتى تحقيقه في اية بقعة من ارض الوطن بمافي ذلك عاصمة بلادنا دمشق .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة كردية سورية الى رئيس الجمهورية
-
التقرير السياسي الدوري عن اللقاء الخامس والتسعي
...
-
كل نوروز وانتم بسلام
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١٢
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١
...
-
مخرجات واستخلاصات اللقاء الدوري
-
دعوة اوجلان خطوة بالاتجاه الصحيح
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
المجتمع السوري متعدد الاقوام والثقافات
-
أيها الكرد السورييون اتحدو ( ٩ )
-
مخرجات واستخلاصات اللقاء الدوري اللقاء الثالث والتسعون
...
-
من دفتر يومياتي : في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لرحيله
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ٧ )
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ٦ )
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ٣
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا - 2 -
المزيد.....
-
ترامب يضع -شرطا- لإلغاء الرسوم الجمركية على الصين.. ما هو؟
-
صيغتان متعارضتان لاتفاق السلام بأوكرانيا.. مسؤول أوروبي يوضح
...
-
هل تستطيع الهند وقف تدفّق مياه نهرالسند إلى باكستان؟
-
ترامب يعرب عن أمله في توقيع اتفاق المعادن مع أوكرانيا بسرعة
...
-
وزير المالية السوري: نعمل على عودة سوريا إلى المؤسسات المالي
...
-
عراقجي يصل مسقط للمشاركة في المحادثات مع الولايات المتحدة
-
مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية
-
اتفاقية التجارة الحرة بين روسيا وإيران تدخل حيز التنفيذ الشه
...
-
الخارجية الفلسطينية تنعى مواطنين ليبيين قضيا أثناء جمع التبر
...
-
بوتين يلتقي ويتكوف في الكرملين
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|