|
المسجد الأقصى المبارك أمام خطر متزايد مع حلول عيد الفصح
علي ابوحبله
الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 10:45
المحور:
القضية الفلسطينية
المحامي علي ابوحبله يواجه المسجد الأقصى المبارك خطرًا متزايدًا مع حلول “عيد الفصح” العبري، حيث أعلنت جماعات “الهيكل” المتطرفة عن برنامج اقتحامات واسع النطاق، يستمر أربعة أيام متتالية من الاثنين 14 أبريل حتى الخميس 17 أبريل 2025، بمشاركة رموز دينية وسياسية وأكاديمية بارزة من اليمين الإسرائيلي المتطرف. هذه الاقتحامات لا تمثل مجرد زيارات دينية أو سياحية، بل تأتي ضمن مخطط واضح يستهدف فرض السيادة الدينية اليهودية على المسجد الأقصى، وتحويله تدريجيًا إلى موقع عبادة توراتي، في انتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم. اقتحامات على مدار أربعة أيام يقودها متطرفون ويبدأ البرنامج من يوم الاثنين ، باقتحام تقوده شخصية معروفة في أوساط “جماعات الهيكل”، وهو تومي نيساني، مؤسس منظمة “جبل الهيكل في أيدينا”، التي تنشط بشكل يومي في التحريض على اقتحام الأقصى والمطالبة ببناء “الهيكل الثالث” المزعوم. ويُعرف نيساني بخطابه العنيف وتحريضه على تغيير الواقع الإسلامي في المسجد الأقصى بالقوة. وتتواصل الاقتحامات يوم الثلاثاء 15 أبريل، بمشاركة البروفيسور دان بات، المتخصص في علم الآثار التوراتي، والذي يعمل على تزييف الرواية التاريخية للقدس من خلال مواءمة الآثار الإسلامية والمسيحية مع الأساطير التوراتية. وفي اليوم ذاته، ينضم الناشط الإعلامي المتطرف آرنون سيجال، الذي يروّج علنًا لإقامة “المذبح التوراتي” داخل الأقصى، ويُعرف بملصقاته التي تُصوّر الوزير المتطرف إيتمار بن غفير حاملاً “القربان” في باحات المسجد. أما يوم الأربعاء، فتكون الشخصية المرافقة للاقتحامات هي المستشرق الصهيوني موردخاي كيدار، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في الأوساط العربية والإسرائيلية على حد سواء. ويعتبر كيدار – كما يصفه ابحيص – “العقل المنظر لجماعات الهيكل”، لما له من دور في شرعنه رواياتهم التوراتية في وسائل الإعلام العبرية والعربية على حد سواء. ويُختتم البرنامج يوم الخميس 17 أبريل، باقتحام يقوده موشيه فيغلين، الحاخام المعروف بمواقفه المتطرفة، وزعيم حزب “الهوية”، ونائب رئيس الكنيست الأسبق. ويحاول فيغلين دائمًا فرض واقع جديد داخل الأقصى عبر إدخال أدوات توراتية وأداء الطقوس بشكل علني، بل يسعى لإطالة فترة تواجده داخل المسجد، بهدف مرافقة أكثر من مجموعة من المستوطنين المقتحمين. ويهدف هذا البرنامج المكثف ليس فقط زيادة عدد المقتحمين خلال “عيد الفصح”، بل ترسيخ وجودهم الرمزي والمعنوي داخل المسجد، وتحويله – على مستوى الوعي الجماعي – إلى مكان مشترك تتقاسمه الديانات، رغم أن حقيقته التاريخية والدينية إسلامية خالصة. ويندرج هذا المخطط ضمن إستراتيجية إسرائيلية أوسع لتغيير الواقع القانوني والتاريخي في المسجد الأقصى، وهو ما يُعد انتهاكًا مباشرًا للقرارات الدولية، خاصة قرار اليونسكو الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الأقصى هو “مكان عبادة للمسلمين فقط”. إن النفوذ المتنامي لليهود المتدينين في البرلمان والحكومة والمحاكم وأجهزة الأمن يعنى أن المسئولين يصبحون أكثر جرأة في المطالبة بالسيادة على المسجد الأقصى. كما أنه ينطوي على تساهل أكبر تجاه المتطرفين الدينيين الذين يطالبون بالمزيد من السيطرة الفعلية على موقع المسجد، بمعنى آخر يريدون تدمير المسجد الأقصى واستبداله بمعبد ثالث. لقد تحولت إسرائيل، ببطء، من مشروع استعماري ــ استيطاني ضد الفلسطينيين إلى صراع مع العالم الإسلامي الأوسع، ومن ثم فإن الصراع على القدس يقلب معادلات وجهة الصراع من صراع قومي إلى حرب دينية. إن النمو الديموغرافى للسكان المتدينين في الكيان الصهيوني ، وزراعة النظام المدرسي لإيديولوجية أكثر تطرفا تستند إلى الكتاب المقدس، واستيلاء مراكز دينية رئيسية على السلطة من قبل المتدينين، وظهور طبقة من الحاخامات ذوى النفوذ الذين يحثون على الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين والعرب قد مهدت الطريق لعاصفة كاملة في المنطقة ويعد ذبح القرابين التي ينوي المتطرفون تقديمها في ساحات الأقصى منذ احتلال فلسطين جزء من طقوسهم الإلزامية لبدء إعادة بناء ما يُسمى الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى ، ويُشار إلى أن حاخامات المستوطنين والمدارس الدينية كثفوا خلال الأيام الماضية من اقتحام المسجد الأقصى المبارك استعدادًا لتنفيذ مخططاتهم التهويدية. ويهدف الحاخامات المتطرفة التي تم ذكر أسمائهم "لإعادة بناء الهيكل الثالث اليهودي" المزعوم للتجهيز والتحضير لتقديم قرابين الدم ونثر دمائها على قبة السلسلة والذي يعني حسب زعمهم أنها بنيت لـ “إخفاء آثار المذبح التوراتي”. ولفتت “جماعات الهيكل المزعوم” إلى أن هناك تغييرًا جذريًا في مواقف الحاخامية العليا ووزارة أديان الاحتلال والحاخمين الكبيرين في الكيان الإسرائيلي بخصوص بناء “الهيكل” خصوصا بأن الظروف الداخلية والدولية والإقليمية مناسبة لهذه الخطوة. أمام هذا التصعيد الخطير، يتصدر المقدسي ون مشهد الدفاع عن الأقصى، من خلال الدعوات إلى الرباط والاحتشاد في باحاته خلال فترة “الفصح”، خاصة أن الاقتحامات تتم تحت حماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال، وبدعم إعلامي منظم. في ضوء هذا المشهد، يبرز التساؤل الأهم: هل ننتظر حتى يُفرض الأمر الواقع في المسجد الأقصى؟ أم أن الوقت قد حان لتحرّك عربي وإسلامي حقيقي، يضع حدًا لهذا التهديد المستمر ويصون هوية أولى القبلتين وثالث الحرمين؟
#علي_ابوحبله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنهاء الحرب في غزة ضمن مبادرة إقليمية ؟؟؟
-
إسرائيل متمسّكة بحصار غزه و بإدامة الحرب
-
القمة المصرية الفرنسية الأردنية ودعم فرص التوصل لتسوية في غز
...
-
اتفاق أمريكي إيراني يفاجئ إسرائيل ويُربك زيارة نتنياهو
-
في سيرة ومسيرة الكاتب والمؤلف والمحلل ( بكر ابوبكر )
-
حتى لا يتكرر خطأ تجميد قانون الضمان الاجتماعي
-
التصعيد المستمر هدفه مشروع التهجير في غزة..
-
الاعتداءات الإسرائيلية تلقي بظلالها على زيارة الرئيس اللبنان
...
-
- قرار المحكمة العليا الإسرائيلية - مخالف للقوانين والمواثيق
...
-
- قطر غيت - فضيحة تهز إسرائيل ؟؟؟ فهل يتمكن نتنياهو من النجا
...
-
إسرائيل بلا صهيونية : «أربع قبائل» تشكل المجتمع الإسرائيلي
-
عملية فرض السيادة على الضفة الغربية تتطلب تحرك دولي
-
إسرائيل تتعمد إطالة أمد الحرب عبر سلاح التجويع
-
إقالة رئيس الشباك تفجّر صراع نتنياهو والدولة العميقة ؟؟؟
-
22 عاما على الغزو البري الأمريكي للعراق .. تكشف الحقائق والأ
...
-
عيد الأم ينكأ جراح الأم الفلسطينية
-
مخطط التهجير أحد أهداف تجدد الحرب
-
نتنياهو يهدد السلم والأمن الدوليين
-
الحرب مجددا على غزه ؟؟؟ ماهي دلالات التوقيت والأهداف
-
إسرائيل تستخدم سلاح الحصار والتجويع لتحقيق أهداف الحرب
المزيد.....
-
زاخاروفا ترد على تصريحات زيلينسكي حول -استعادة- شبه جزيرة ال
...
-
مراسل RT: تبادل لإطلاق النار في طرابلس إثر محاولة توقيف أحد
...
-
أوكرانيا -قد تضطر- للتخلي عن أراضٍ لصالح روسيا وترامب يؤكد أ
...
-
مجلة أمريكية تطلق عدًا تنازليًا لانتهاء ولاية ترامب.. ما الق
...
-
-دون شروط- - واشنطن تفرج عن 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية ل
...
-
مناورات جوية واستثمارات ضخمة .. رسائل من مصر والصين لترامب؟
...
-
ترامب: ويتكوف عقد -اجتماعا جيدا- في الكرملين
-
ترامب: تحدثت مع نتنياهو وطلبت منه -الترفق- بقطاع غزة
-
مستشار الخارجية الأمريكية الأسبق: زيلينسكي لن يغتنم فرصة الس
...
-
-جيش- من البعوض يغزو طائرة بأكملها! (فيديوهات)
المزيد.....
-
سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية
...
/ سمير أبو مدللة
-
تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل
/ غازي الصوراني
-
حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية
/ فتحي كليب و محمود خلف
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
المزيد.....
|