العاطفة في المجموعة الشعرية -ترانيم في ليل المهجر- للمحامي والشاعر، مارتن كورش تمرس لولو

مارتن كورش تمرس لولو
(Martin Lulu)

الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 15:25
المحور: مقابلات و حوارات
    

العاطفة في المجموعة الشعرية "ترانيم في ليل المهجر"
للمحامي والشاعر، مارتن كورش تمرس لولو
_____________________________
الناقد، عبدالحميد آلـ كلود
11/04/2025
الشاعر مارتن كورش. تولد 1953. يعمل محاميًا ومستشارًا قانونيًّا. عضو نقابة المحامين العراقيين منذ 1980. عضو الاتحاد العام للأدباء. عضو اتحاد الأدباء السريان. عضو اتحاد الأدباء السويديين (Sveriges Författarförbund). أحد مؤسسي رابطة الكُتّاب والأدباء الأَشُّوريين. محاضر في شؤون الأسرة والطفل . كتبَ العديد من المقالات الأدبية ولا زال مواظبًا على رفد المواقع بمقالاته. صدرَت له عدَّة مجموعات قصصية. صدرت له قصص قصيرة في أدب الأطفال بعدة لغات هي العربية، الأَشُّورية، الإنگليزية والسويدية .يكتب باللغة العربية ثم يترجمها إلى بقية اللغات مجموعة من المترجمين بدون مقابل.
الترنيمة هي أشبه بمقطوعة موسيقية تهدف الى خدمة دينية، والترنُّم هو ترجيع الصوت والتغني بهِ في طربٍ وتحنن، الترانيم تعني الأناشيد ومفردها ترنيمة، الترانيم هي عملية القاء الكلمات والأشعار بِغض النظر عن القافية، هي وسيلة للتعبير عن التأمل فهي نابعة من العاطفة الوجدانية، وُفِّقَ الشاعر في أستخدام هذه المفردة التي تفيض بالعاطفة والروحانية؛ تألَّفت المجموعة الشعرية من (205 ص) ضمت بين جوانحها (34) نصًّ شعريًّا، جاءت عناوينها دالة على الغرض الشعري الذي كُتِبَت من أجله. نذكر منها: إنذار. الوطن. التشرد. الرَّبُّ يشفي. عدتُ طفلًا. لن نفترق. المؤرخ أبونا. أبي گورگيس. الوجع العراقي. نازحون… إلخ) .
العاطفة في الشعر هي تيار انفعالي يدور في فكرة القصيدة فهي عبارة عن خليط من المشاعر الممتزجة مع بعضها البعض. يُقال أن العاطفة تختص في شعر الحب وشعر الغزل وأنا ضد هذا الرأي لأن العاطفة مصطلح شمولي لا يختص في الحب فقط، فهي تدخل في الكثير من المشاعر التي تنتاب النفس البشرية، هي تظهر في الفرح والحزن والحب والكره في التعاسة والألم... إلخ. فلا يصح أن نربط العاطفة بوجود المرأة في النص ونغفل عن بقية أماكن وجودها .
مُحامينا الشاعر سيطرت على نصوصه الشعرية العاطفة في أغلب حالاتها، مستعينًا بأنواع متعددة من العاطفة في تجسيد تجربته الشعرية، وأُعزي ذلك إلى انتمائه إلى المدرسة الرومانسية وروحه الشفافة المسالمة والمُحبة لكل ما هو جميل، لقد استطاع الشاعر في الكثير من نصوصه الاعتماد على أسلوب المقارنة وهو أسلوب ناجع وناجح في كتابة النص الشعري لأنه يقوم على ترسيخ الفكرة من خلال التمثيل والتحليل .
يقول في قصيدته (الرَّب يشفي ص36) :
يا أمي الحنونة.. نفسي لكِ مَدِينَة.. رغمَ مرضكِ.. وهو سبب وجعكِ.. أمي مريضة.. لمن أُقدم العريضة ؟ لمن أشتكي ؟ لمن من الناس أحكي ؟ يا رَبُّ أشفي أمي.. حملت عني كل همي.. ليس لي يا رَبُّ غيركَ.. جئتُ أطرق بابكَ… إلخ القصيدة .
عندما يلتزم الشاعر بقضايا أمته يحاول جاهدًا كي يُرسخ هذا الالتزام في نصوصه الشعرية بمبدأ أن الشعر تاريخ. وشاعرنا أثبتَ ذلك من خلال الكثير من نصوصه، فهو مشارك أمته قضاياها الاجتماعية والسياسية، وقد سَخَّرَ نصوصه من أجل معالجة تلك القضايا، الحالة الوجدانية التي يعيشها الشاعر وَلَّدَت عاطفة شعرية ظهرت جليًّا في النصوص وكأنها غيمة شعرية تمطر عاطفة فمن خلال غيمته العاطفية استطاع من نقل مشاعره الى القارئ .

في قصيدته (الفَتاة ص 53) يقول :
فتاة من بلاد مابين النهرين.. شَبَّت في بلاد كَثُرَ فيها المغتربو.. بنتٌ من بنات أَشُّور في بلاد الغربة لها حضور.. تشرحُ لهم عن أصلها.. عن معنى اسمها.. عرفت قيمة الوطن أكثر.. وهي في بلاد المهجر… إلخ القصيدة .
لماذا يُقتل الشيخ والطفل ؟ لماذا يُشتت في وطني الشمل؟ وهل باسم السلام يُحلَّل القتل؟
العاطفة الشعرية لدى مارتن كورش هي حالة وجدانية تعيش في مخيلته، فهي التي اِلهَمتهُ وغذت تخيلهُ الشعري، عاطفته الشعرية هي القوة التي حركت لديهِ الشعر، استخدمها لوصف تجاربه الحياتية وما يراه في منظوره اليومي، عاطفته هي ليست زخارف وكلام مُنمق بل هي وسيلة للتعبير عن ما يدور ويؤثر في روحه ووجدانه، فكل شيء شاهدهُ تأثر به عاطفيُّا، منها على سبيل المثال الأسماء، الأماكن، الأشخاص، منها جاءت قوة قصائده .
في قصيدته (دعوا الحديث جانباً ص78) :
هيا يا إخوتي.. هيا أحبوها.. بكلام الخير أذكروها.. أنها عنكاوا.. رِقةٌ.. جمال وحلاوة.. دعونا نعيش فيها بسلام.. ننسى التفرقة ونحيا في انسجام.. نشعل شمعة تُبدد كل ظلام.. نُرنم مجتمعين.. في كنائسها مُصلين.. بعضنا لبعض محبين… إلخ القصيدة .إن أهمية مكونات العاطفة الشعرية بأنواعها المختلفة تجسدت في نصوص الشاعر من خلال الأسماء والأماكن ، أستطاع مارتن كورش من إثراء تجربته الإبداعية وزاد من جماليات الخطاب الشعري. إن شاعرية الشاعر تبدو لي أنها جاءت على سجيتها مبتعدة عن التكلف والزخرفة، خالية من التصنع العاطفي فهو المُحِبٌ الصادق والمفتخر بتواضع والشاكي المتألم، لقد عَبَّرَ الشاعر عن عواطفه بطريقة تجعل المتلقي يفهمها وفي نفس الوقت تُوَلِّد في ذهن المتلقي التأمل الفلسفي والتفكير العميق.
الناقد، عبد الحميد الـ كلود

#مارتن_كورش_تمرس_لولو (هاشتاغ)       Martin_Lulu#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات