|
من مؤلفي ( نظرية التغير الكلية )
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 14:02
المحور:
الطب , والعلوم
تحليل محتوى نتائج المعرفة النظرية والتجريبية
1) في العموم
ظاهره العبقرية ... بين البيولوجيا وفيزياء الكون
ليس من المستغرب أن يسخر العلماء وباحثي المجال الدقيق من عنوان كهذا ، خاصة في اطروحة محددة بدراسة العبقرية ، هذا غير الاستهجان بالجمع بين مجالين علميين مختلفين تماماً ، حتى في طبيعة المادة التي يتمحور حولها كلية المجال الواحد منهما وما تنشأ من كل واحد منهما حقول علمية دقيقة متجددة فالبيولوجيا منحصر فيما هو حي من المادة ، بينما الآخر فيما هو غير حي من المادة ، فيما هو كوني خارج عالم كوكب الأرض وما علاقة ظاهرة العبقرية بالتوسط بينهما !! .... أوضحنا سابقاً كيف أن التحول للمعرفة البشرية من الفلسفة (التي كانت تبحث في الكليات ، وتجمع الجزئيات المتصلة بها لاحقاً وفق نهج ذهني مجرد ) ، إلى العلم ، (الذي أتخذ نهجاً تجريبياً وتطبيقياً مادياً لمبحث الجزئيات التفصيلية تحت غطاء إرث الكليات السابق الذي لم يعد ذا قيمة تذكر في العلم كما كان سابقاً ، والذي زاد من حقيقة هذا الأخير من التحول بشكل المعرفة تاريخياً ، إتكاء العلوم بدرجة أساسية تحقيق المنفعة الخاصة المباشرة ، أما المعرفة لم يعد لها قيمة سوى كمرجعية نظرية (مجاليه) تخدم اعادة إنتاج تلك المنافع الخاصة أو تصحيح أدائها أو تطويرها ، تماشياً مع تطور حاجات الانسان الاستهلاكية – وهي الحقيقة الكيفية لحقيقة كل المجالات العلمية الدقيقة ، كل حقل دقيق ينتج ويتطور لتحقيق تلك الجزئية الدقيقة من المنفعة الخاصة – والذي معهن كانت قد تلاشت المعرفة كقيمة بذاتها . هذا يعيدنا لسبق طرحنا ، كيف أن العقل البشري (الحديث والمعاصر) يعاني من برقشة ذهنية معرفية ، تجمع بين الجهل والمعرفة الدقيقة في ذات الوقت ، أما على صعيد المعرفة العلمية (المجالية الدقيقة) ، كان الأنحصار في ضيق المعرفة المنتجة تجريبياً ، بقدر ما أحدثت تطوراً خطياً لتحقيق المنافع الخاصة ، بقدر ما أنتجت عقلاً (علمياً) غير متزن معرفة ، تضخمه المعرفة المجالية الدقيقه – بينما يكون متقزماً في المعرفة الكلية – حتى للموضوعة التي يدرسها في مجاليته الضيقة – ولتغطية العلماء حقيقة ما هم عليه ، منهم من يطرح ساخراً (أنا رجل علم لا فلسفة أو كلام) – وهي طرح تحقيري مرضي متجاهل عنه من قبلنا – بينما يغطي المجموع الآخر بأسقاط المعارف الدقيقة للمجال – رغم محدوديتها في حقيقتها – على الكليات ، والذي هو ليس إلاّ ضروب تخمينية ساذجة ، تدفع نحو تعميم معرفة زائفة بالمصداقية المطلقة لما يقوله أي موصف متخصص في مجال دقيق ، خاصة إذا ما دعمته السياسة والغطاء الإعلامي السائد – من هنا نكتشف ما ورائية أن يستهجن العلماء في معطى عنواننا المطروح آنفاً – فالجهل الذي يعتريهم موصول بنهج المعرفة لديهم ، وانحصارها فيما هو وظيفي نظرياً في نطاق التجريب لا أكثر ، وهو ما يفرض على عقلهم الذهني ألاّ يهتم أو يقيم يقدراً لحقائق أثبتت عبر مجالات آخرى ، من أنها ذات إتصال بمعرفته العملية المجالية الدقيقة بذاتها ، والذي هو حقيقة إتصال بدرجات متفاوتة بين مجالات المعرفة العلمية المختلفة . وقبل العود لأصل موضوع عنواننا السابق ، نرد حقيقة ملموسة لكل انسان بشكل يومي ، إلاّ أن العقل القائم – العلماء ، وغير علماء – لا تستوقف تفكيره .. كغيرها الكثير من الحقائق ، أن العامة (من ذوي الوعي الأعتيادي) يتعاملون يومياً مع صور عديدة من الحقائق (الجزئية) بصورة عفوية ، يتلائم نسبياً مع الطبيعة الأصلية لكل من تلك الحقائق الجزئية ، ولذا يكون لديه أنطباعات وتصورات وأحكام تجاهها ، بينما نجد أعتى العلماء لا يعرفون عنها شيئاً إذا ما باغتهم بالسؤال عنها ، وتفاجأ بأن استثنائية عقولهم عالية التنظيم ، تفرغ أحكاماً وتصورات تخمينية سطحية وغير سليمة قياساً بما يمكن أن يطرحه العامة ، ونجدهم بسذاجة غير متوقعة (نفعية) ، كما لو أنت قدمت لهم مواضيعاً للدراسة لم يكن لعقولهم أن يصل إليها – وهي أمور يومية تجري في كل المجتمعات – وهذا ما يدعم أحكامنا التي أوردناها اعتقاداً فيما سبق . وعودة لذي بدء ، يجب الأشارة إلى حقيقة التطور المذهل الذي اجترحته علوم الفيزياء ، وصولاً إلى الفيزياء الفضائية أو الكونية ، وهو ما لم يحدث – حتى تقارباً – مع العلوم الطبيعية التجريبية الأخرى – وهو تساؤل لم يطرحه احد .. لماذا؟ ... وذلك لأن (علوم الفيزياء التجريبية) ، منذ بدء نشوء مصدرها كعلم ، لم يحدث لها ذلك التحول القطعي الفصامي لتاريخ تطور المعرفة الفيزيائية وصولاً إلى المجالات الدقيقة جداً منها – مقارنة بغيرها من العلوم الطبيعية المجالية الأخرى – حيث ذهبت نحو أكتشاف قوانين الحقائق الجزئية ، والتي كانت تفتح مع كل معرفة جديدة تطور مجالي جديد لتحقيق المنافع الخاصة ، ويعرف المطلع من العامة ، بأن القوانين الفيزيائية المكتشفة ، كانت مقدمات اكتشافها صدفة – أما بكلام علمي مسئول ، كانت الاكتشافات وما تبعها راجع إلى حضور العقل التجريدي المشغول في كيفية اداراك الحقائق وتعليلات حدوثها معرفة ،وربطها بالملاحظة والتتبع والتخيل الافتراضي المقابل معملياً – وكان النمو العاصف المعاصر وصولاً إلى آينشتاين ، الذي معادلاً تقييمياً معدلاً لمسار علوم الفيزياء ، الذي بدأ ينضغط – كغيره من العلوم التجريبية – بقسرية نمو مسار العلم (الفيزيائي) بما هو تجريبي نفعي (خاص) مباشر – حيث اعاد آينشتاين ترسيخ قيمة المعرفة بذاتها ، بالإتكاء في خروجه في الفيزياء النظرية – المتداولة – نحو التخيل العلمي الافتراضي (الكوني) – أي عودة للكليات لدارسة الجزئيات - بما تعليل لظواهر فيزيائية أرضية (إتصلت مباشرة بمثلث أركان الفيزياء، الزمن وعلاقته بالكتله والسرعة) ، وهو ما قاد إلى عصف علمي تقني فيزيائي يخرج عن حدود عالم الانسان المسجون في الأرض ، لتولد اجابات افتراضية لأصل نشوء الكون وحركته وتمدده وإلى أين يذهب ، مع مقابلات نفعية أبعد للإنسان من العلوم الأخرى ، يتعلق منها بمستقبل الانسان في ظل كوكبه أو كواكب بديله ، وما تحققه علوم الكون من منافع خاصة ألا يتوافر تحققها في خصائص كوكب الأرض ، فكان وضعها في مختبرات فضائية – تجريبية – كمشكلات بحثية يرجى الوصول إلى حلول نتائجية إيجابية ، والذي أعتمد الأعتقاد بتوفير الخصائص الكونية – الخارجية عن نطاق الأرض – ما سجلت من المسوحات والقياسات للفضاء الخارجي ورحلات الاستكشاف إلى الكواكب الأخرى – وراهناً الشمس ، وتطويرات تنظر للذهاب الاستكشافي نحو مجرة درب التبانه ومتخيلات التصويرية للنظامية الحاكمة للمجاميع الشمسية وبينها في ذات المجرة وتلك بين المجرات ، كما وصارت تهتم الرحلات الاستكشافية بالبحث عن كواكب تقترب خصائصها الطبيعية من خصائص كوكب الأرض ، حيث كان من المعارف المتوافرة عن طبيعة ما يجري في العالم الكوني ، أن هناك إخطار مهددة بأنتهاء الحياة بما فيها نوع الانسان ، وذلك بانتهاء كوكب الأرض بحوادث تصادمية لشوارد صخرية ذات كتل كبيرة ، ووفقاً للقياس إذا ما وصل حجم تلك الكتلة إلى ربع كتلة الأرض ، فأنها ستقود إلى دمار الكوكب ، هذا غير الإشعاعات الكونية ، أو التصادمات مع كواكب قريبه إلى الأرض يصل إليها الأثر التدميري ، والكثير هناك من المخاوف ، الفارضة إستباقاً البحث عن موطن كوني آخر بديل إذا ما هددت الأرض ؟، ولم يكن للعلم والتكنولوجيا العلمية تجنيبها مثل ذلك الخطر الابادي المطلق .. ألخ ، ومن تلك المخاوف ايظاً أن توجد حضارات آخرى – صادرة عن متناقضات (التأكيد والتكذيب) حول الأطباق الطائرة – ظاهرياً اعلان نزعة التواصل السلمي معها ، وباطناً ما هو مزروع لدى الانسان بنزعتي الأنانية والقوة ، بأن تكون هناك حضارات متقدمة موسومة بذات النزوع ، حيث تكون قدرتهم الإبادية لحضارة الانسان في الأرض ، أو أستعمار الكوكب وتحويل الانسان إلى عبد (مجدداً) ، ولكنها عبودية لسلطان غير راضي – وهذا ما ترصده كثير من فنون الخيال العلمي ... (الرٌّهابي) . ولن نخوض أكثر في علوم الفيزياء والفيزياء الكونية ، فلها علماءها الذين نقف كقطره من بحر المعرفة والعلمية المجالية بالنسبة لهم ، وهناك الكثير المذهل مما هو منشور (بكل الوسائل العلمية للنشر والتوثيق ) ، لكن ما يهمنا هنا تأكيد ما ذهبنا سابقاً في اعتقادنا – بأصالة المسار التطوري التاريخي لعلوم الفيزياء في مجالاتها الدقيقة المختلفة ، حيث تسير الفيزياء النظرية (نظرة الجزئيات في محتوى الكليات) تطورياً متوازياً مع الفيزياء التجريبية (البحث في الجزئيات بمحرك المنفعة الخاصة) ، وتلتقيان بترابط عضوي غير منفصل في المسارح التجريبية للحقول العلمية المعاصرة الأكثر ضيقاً مجالياً – وهو المفقود لتاريخ مسار تطور العلوم التجريبية والتطبيقية المختلفة الأخرى ، بل أنها في رحلة تطورها المعاصر (الفضائي) تحديداً ، سحبت بيدها بعض من الك العلوم التجريبية الأخرى – المالكة رصيداً ضخماً من المعارف ، من أمثلتها البيولوجيا بمجالاتها الأكثر تطوراً على الصعيد التجريبي ، والأكثر عود للمنفعة الخاصة كالبيولوجيا الطبية والعلاجية والتاريخية منه ممثلاً بنظرية التطور ، ومثلها أيظاً الكيمياء والجيولوجيا والجغرافيا الطبيعية ، طبعاً في مجالاتها المعاصرة الأكثر تطوراً تقنياً ، وأنتجت مجالات علمية دقيقة جديدة في كل منها ، ألحق لفظ كوني أو فضائي لأصل ذلك العلم مجالياً – كعلم البيولوجيا الكونية ، علم الفسيولوجيا الفضائية – ولكنه حتى الآن لم يتم التثبيت لها من المجمعات العلمية التخصصية المجال – أي في العلوم التجريبية غير الفيزيائية – فمنهم من يضعها كموضوعة علمية بذاتها ولكن في محتوى ذات العلم – أي موضوعة الفسيولوجيا الفضائية ضمن محتوى علم الفسيولوجي – بينما يضعها بعض العلماء كعلم مجالي تجريبي دقيق قائم بذاته . مجدداً نعود لما بدأناه حول التساؤل الاستنكاري (ما علاقة ظاهره العبقرية في الفيزياء (النظرية) الكونيه ؟؟ ) – وقد بينا في الصفحات السابقة مسألة الأصالة المعرفية لتطور علم الفيزياء ، وصولاً إلى مجالاته التجريبية والتطبيقية الأخيرة ، وهو ما يمثل أرضية قياسية معرفية (غير مباشرة) لتلمس ما وراء طرحنا للعنوان الأخير من هذه الدراسة ، ودخولاً تعليلياً لصحة ذلك الدمج المعرفي المرجعي لطبيعة العنوان ، مبنياً أصلاً على نظرية علمية (أفتراضية) لنشأة كوكب الأرض ومراحل تحوله الطبيعي نحو الأستقرار – لصور المادة القائمة حتى الآن – ونشوء أشكال الحياة وتطورها التاريخي للأنواع – والتي لم ولن تضحر أبداً سوى من قبل طروحات الفكر الديني ، ومستخلص الأستنطاق العلمي المرجعي المستخرج من تاريخ النشأتين – لكوكب الأرض ولحياة الكائنات – كعلاقة تحول لصور المادة (الجامدة ، الميتة ، والعضية الحية) ، وهو نشوء مساري متحول لمنج كوني ، أي بمعنى أن الأرض بما عليها ، تخضع لأصل قانون داخلي عام يحكمها ، وهو أصل بذاته مربوط لأصل قانون كوني أكثر عمومية – أي خارجها – يحكمها بوفق متواليات قانونية تتسع أمتداداً من العلاقة بين الأرض الشمس مروراً بالقمر والكواكب الدائرة في مجموعتنا الشمسية ، إلى الأرتباط الجرمي – الممتد فضائياً – وهو ما يؤكد ذلك مسألتي المد والجزر ، واليوم وطوله أرضياً من حيث الزمن ، ودورة الخصوبة للتزاوج وهجرة الحيوانات ،؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بما فيها البراكين والزلازل والأعاصير ... ألخ من الأمور ، فكثير منها تخضع لعوامل كونية خارج قانونيات الأرض ، ومنها تتقاطع كعوامل (أرضية وغير أرضية ، أي فضائية) لحدوث نشوء الظاهرة كالتصدعات والشقوق الأرضية والحركات التكتونية (لظواهر الكوارث الطبيعية) ، وأيظاً زمنية النضج الجنسي للمناسل وفق العمر الأرضي البيولوجي للكائنات ، بينما العوامل غير الأرضية الفاعلة أكثر كقوانين طبيعية ، هي الحاكمة للسلوك لغرض التزاوج أو التغذي أو التوطن المتجدد – لأكثر من وطن واحد خلال تاريخ أستمرار النوع. وهو ما ينتج في عقلنا المشاهد المتفكر (الملامس والمجرد) تكرر أستقراء تكرر الظواهر –الطبيعية الأرضية لسلوك المواد غير الحية والمواد الحية – وتكررها سلوكياً بما هو كوني خارج عالم الأرض ، كما لو أنها جميعها تحكمها قانونيات أشد عمومية تفرض واقع التخيل الأفتراضي بذات نمطية التكرر العام تجريداً – خارج خصوصية سلوك المواد المرهونة بطبائعها الخاصة وبتوضيح مبسط مثلاً تصوير الأنسان بأربع صور من المادة (غير الحية) ، تمييز الفارق الطبائع – وذلك من زمن الفلسفة قبل ظهور العلم ، وما زال قائماً في العلوم المعاصرة ، خاصة المتعلقة مجالاً بالنفس البشرية وطبائعها المختلفة ، وهذا غير كافة الموصفات المطلقة على الأنسان ، علاقاته ، أستجاباته ، تفكيره ، مسلكه ، مواقفه ، سلوكه ، طباعه ، وتميزه بمرجعيات معرفية متصلة بما هي من لغيره من الكائنات الحية أو عناصر الطبيعة .. أم ما هو غير أرضي (أي سماوي) – وهذا حقيقة ما يميز العقل الدماغي البشري عن غيره من الكائنات ، أنه قد لا يمتلك المعرفة العميقة الدقيقة ؟؟؟؟؟؟؟ لما يستخدمه أستعارات لصور المواد الأخرى لتوصيف الأنسان بها ، أو استعارات لآليات أو مسلكيات ترتبط بطبائع مواد غير الانسان ، لتسقط على نوع الانسان ، وعاقد ذلك أن العقل البشري يمارس التعبير عن نفسه (في تميزه كدماغ مفكر غائي) بصورة عفوية (عند العامة) وبصورة علمية مدروسة (عند العلماء ومتتلمذي العلم) ، كنشاط دماغي (عامل) مفكر تجمع بين المعرفة الملموسة والتفكير المجرد ، اللذين ينصهران في وظيفية واحده من عمل الدماغ – أي التفكير – للخروج بالإستنتطاق وبناء الأحكام والمفاهيم لغرض القياس – وهذا ما يظهر حقيقة الانسان والحياة من حيث كونهما عنصراً عضوياً (طبيعياً وكونياً) واحداً بسمته الخاصة ، مرتبطاً وجوده ونوعه وبقائه وأستمراره بعناصر عضوية أخرى (حية وغير حيه) فبدونها لا يكتب له الوجود والأستمرار في البقاء ، والذي يعني حكماً أن الانسان هو كائن طبيعي وكوني في آن معاً ، أي بمعنى أنه طبيعي من حيث كونه كائن حي موسوم بنوعه الخاص ضمن صور الحياة على كوكب الأرض ، ولكونه مركب كيميائي من ذات عناصر الكوكب كيميائياً ، وهو كوني من حيث أصل الكيميائي منتج أحداث كونية قادت إلى نشوء كوكب الأرض بما يحتويه من صور المادة والطاقة ، والخصوصية طروحتنا النظرية في دراستنا هذه والتي نعتقد بها جزماً – والمتعلقة بمفهومنا للـ(العبقرية – المعجزة) أنها ظاهرة فردية استثنائية بذاتها عند أفراد ندره من البشر – يختلط فهمها – عند كافة العلماء في كل المجالات العلمية الدقيقة التجريبية والتطبيقية – أي بينها (المعجزة) وبين الأفراد النادرين من فئة الأشد ذكاءً ، وايظاً من نوعية الأفراد شديدي الندرة من ذوي الطاقات الكامنة الاستثنائية المسماه بالقدرات الخارقة ، وهو الخلط الذي تذهب إلى كنسه من أعتماده ركيزه معرفية علمية متبعة الأعتقاد والتقدير (على أساس قياسي) لدارسة دماغ الأنسان وصور تفوقه بين الندره من الأفراد ، العائد وفق تصور مسبق لفارق نشاط الدماغ ، بينما أن الأمر آخر فيما نراه ، بأن العبقرية ظاهرة أستثنائية قائمة بذاتها ، أما صورها المتعددة من فرد لآخر ، كأختلاف في نتاج العطاء الذهني للدماغ أو الشخصية فهو أمر قياسي آخر ، لذا فتوصيف صورة ذلك التفوق بين القلة من الأفراد النوعيين – إلا على قدرات ابداعية غير غيرهم من البشر – ضرباً من ضروب التخمين (الواهم) بتمييزهم بمسمى العباقرة ، وهو ما يفرض قناعات أعتقادية (متوهمة بالعلمية) ، تنثر وعياً علمياً زائفاً في مسار علمي تجريبي موسم بطبيعته المعرفية الأجرائية الدقيقة لبناء الأحكام السليمة ، بينما هي تميزات ذهنية عالية على صعيد تعقيد النظامية الدماغية ، أو ما ينتج تتجاوز ما دونهم منو فئة الأذكياء ، والتي تتكشف قياسات الفروق تخلفهم عنها في كشف الفوارق للقدرات أو الاستعدادات . ولطروحتنا حول أن (العبقرية – المعجزة) هي ظاهرة أستثنائية الوجود بذاتها في حالات فردية غير متكررة – (لا يجوز وضعها تصنيفاً ضمن مجموعة أعتيادية ، حتى وأن كانت من فئة الأشد ذكاءً أو تميزاً) – وهو ما يجعلنا في التحليل والتعليل التجريدي لبحث صحة طروحتنا هذه – أو من عدم صحتها – أن نستلهم متجه خصوصية المبحث وفق ما سقناه سابقاً على أمتداد هذه الدراسة ، وخاصة ما جاء تحت عنواننا الأخير – حتى وأن تكشفت غرائبية ما نذهب إليه عند العلماء الآخرين ، أو تلامذتهم ، فإنه أمر مردود عليه فيما اتينا عليه من قبل ، وما عليهم سوى بحث المحاجات العلمية (المجالية الدقيقة) التي تمثل قاعدة المعارف المشاركة بيننا ، إذا ما كان لديهم القدرة من دحض طروحتنا النظرية التي نعرضها هنا . فمن باب الإستشهاد المجازي المجرد – المتبع علمياً كوسيلة للتوضيح المبسط في عرض مسألة ما ، وذلك للوصول إلى الغرضية أو الهدف وراء تلك المسألة المطروحة من زاوية اعتقاد أو تصور الدارس – وذلك بوضع معادلة أفتراضية للرؤية ، موصولة باستدعاء تجريدي مقابل لظاهره طبيعية مادية ، أو أستدعاء لآلية نظامية مسكلية لها تكون محسوسة مادية توصل إلى توضيح رؤية الدارس أو موقفه الأعتقادي أو التصوري ، والذي بدون ذلك يصعب اتضاح الرؤية أو الموقف أو الهدف ، بسبب الطبيعة التجريدية للأمر المدروس نظرياً خاصة إذا ما كان الموضوع يتعلق مع ما هو مسير علمياً كأسس علمية ثابتة ومجمع عليها . وباعتماد التقنية الذهنية سابقة الذكر ، يمكننا وفق ما نطرحه أعتقااً (بظاهره العبقرية – المعجزة) ، يقابلها مجازاً مصطلح الفيزياء الكونية بمسمى (الثقب الأسود) ، فكلاهما يُعدّان ظاهرة أستثنائية منفردة بذاتها ضمن المحتوى الكوني بمسمياتها المختلفة – مجرات ، شموس ، نجوم ، كواكب ، أقمار ، شوارد شهبية ، غبار كوني ... ألخ – وحين نذهب بحثاً ناحية (أصل التكوين – أي مصدره المُكّون) ، نجد أن الثقب الأسود أصل نشوئه التكويني بأنهن كان نجماً – وفق طبائع وخصائص وسمات ومظاهر ونظامية وجود في آلية نظام كوني يحتكم إليها ، وتلعب دوراً رئيسياً في تحدد طبيعته كنجم ، وفي المقابل فالعبقرية (بمعنى المعجزة دلالة ومعنى) ، هي كظاهرة فردية أستثنائية قائمة بذاتها ، منحدرة تكويناً من أصل بشري – أي نوع الانسان – وإذا كان الثقب الأسود أصله السابق هو نجماً (كبيراً) – أي عن غيره من النجوم – والعبقرية فإن أصلها انسان بشري (مذهل) في التاريخ البشري الماضي ، ولكن لم يكن ممكناً دراستها آنذاك – مثل النجم الكبير الأصل مبني على أعتقاد نظري تجريدي (علمي) ، لكون أن الثقب الأسود لم يعد نجماً بكل المقاييس ، حيث تحول نوعياً إلى ظاهره كونية أخرى – وبتجريد مقابل أن التخريج الذهن بشري الأساطير علمت بأفراد بعينهم ، ومنهم من عُبد .. لم تأتي من فراغ ، كما أن الثقب الأسود مغاير كلياً لطبيعة وطبائع النجوم (في ذاته) – رغم نشوء التحول من نجم كبير – فهو لا يحمل في خصائص تكوينه ونظامية عمله ومسلكيته أية خصائص أو سمات منقولة من أبيه أو آبائه الأصلييين – هنا من باب المعذرة عن السهو ، بأن الثقب الأسود يمكن أن يكون أصله الأول قبل تكونه إما نجماً كبيراً بذاته أو تصادم أكثر من نجم واحد شرطاً على الأقل أن يكون واحد منهما أو منهم كبيراً ، أو من تصادم كوني أوسع محتملاً بتصادم المجرات – وذات الأمر الأفتراضي المجرد المقابل ، بأن العبقرية – المعجزة ، تأتي من آباء بشريين (وفق القانونية البيولوجية الحاكمة لأستمرار النوع) – أي من تزاوج جنسي ذكري وأنثوي – وهي تماثل بتجريد مجازي لنشوء الظاهره المقابلة لغرض الاستشهاد ، وقوه الأثر النوعي بعمل الثقب الأسود ، فإنه لا يمكن أن ينتج إذا ما كان النجم الأصل السابق أو ليس كبيراً ، أو لم يكن ناتجاً عن تصادم كوني كبير ، ولذا فالعبقرية محددة بأنسان فرد أستثنائي قائم بذاته ، فإنه مخلوق بشري يرث نظامية التوريث لأستمرار نوع الانسان ، وبما أن الثقب الأسود ظاهره أستثنائية فردية (قائمة بذاتها) – تكوينياً وطبيعة عمل وخصائص مغايرة مع أية ظاهرة كونية غير مسمى الثقوب السوداء – أي لا تشي بمورث عن أصلها المنحدرة منه – فإن العبقرية – المعجزة ، هي ظاهرة استثنائية لنوع فريد من الناس ، كظاهره فردية (قائمة بذاتها) تكوينياً وطبيعة وعملاً وخصائص مغايرة عن بقية الأفراد الآخرين من البشر ، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مغايرة مع أي نوع من الأفراد الآخرين (حتى الأذكياء) ، غير من هم من ذات النوع أو النموذج الاستثنائي البشري بمسمى العباقرة ، والتي هي – أي العبقرية- تكشف عن نفسها استنباطياً (مما سبق) أنها غير مورثة بذاتها – وهو ما سنأتي عليه لاحقاً في طروحة مغايرة لما هو متعَّد نظري شبه ثابت في أصول علم الوراثة – فإن كان الثقب الأسود معلم بطبيعته وخصائصه (المنعكسة أصلاً عن خصائص طبيعته الوظيفية بمسلكيتها المغايرة لبقية الأجرام السماوية) ، فإن العبقرية – المعجزة ، تتخذ فرادة الظاهره الفردية الأستثنائية – عن بقية البشر – بأن كافة استدلالات الصفاتية وصور القياس الاستثنائية – بناء نسيجي أو قدرات ذهنية عاكسة الاستثنائية التميز التفريقي للفرد (العبقري) بالنسبة لسواه ، إنما هي كلية موصولة أنعكاساً لتلك الطبيعة التكوينيه الاستثنائية لدماغ (العبقري – المعجزة) على كافة المنكشفة بأنفرادية مغايرة نوعاً على صعيد كلي للفرد من الناحية البيولوجية (التشريحية والفسلجية العصبية الدماغية تحديداً منها) ، وكذلك من الناحية النفسية المعلمة بطابع الشخصية (طبيعتها ، طبائعها ، وجوانبها السلوكية) ، وهو ما لم يكن ذلك ممكناً بصورة كلية – ان يتسم فيه أي فرد أنسان آخر ، حتى ممن هم أشد ذكاءً أو مهارةً أو نبوغاً . ومثل ما يعد حقيقة ملموسة على الصعيد الكوني بتولد فجائي – كما يظهر لنا بوعي اعتيادي لمكوِّن منفرد بذاته كظاهره تميز من خلالها دون سواه (أي الثقوب السوداء) ، فإن العبقرية لا يمكن استيعاب فهمها أو أدراكها ما لم توضع نوعياً في خانتها النوعية من الفرادة . فالثقب الأسود في نشأته التكوينيه منتج عن إنهيار مادة النجم الكبير أو النجوم أو المجرات المتصادمة – أي تلاشي الكتلة المادية – والتي ينتج عنها تولد طاقات عظيمة تكافوء معدلات تلك المتلاشية للنجم الكبير أو المتصادمات ، مضافاً إليها الطاقات المتولده عن متصادمات الكتل المادية خلال عملية ذلك الإنهيار أو التحليل لكامل الكتلة – وهي الطاقات (بكل أنواعها) المنسحبة لمركز الثقل للمكوِّن الفضائي المتولد (أي الثقب الأسود) ، والموسومة بطبيعتها النوعية الجديدة بقوة جذب هائل لأي جرم سماوي في أتجاه مركزه ، وبطاقات استثنائية منفردة ، تظهر الثقب الأسود قادراً على أبتلاع جرم سماوي يزيد حجماً عنه بأضعاف – أي قوة الجذب لمركز الثقب الأسود أعلى بكثير من قوة الجذب لمركز نجم يفوقه بأحجام متضاعفة – وتحلل أي جرم سماوي يسقط في قوة جذب الثقب الأسود ، يمثل حالة أبتلاعية تقود إلى نمو النقب الأسود حجماً وقوة جذب مركزي أعلى من حالته السابقة . مما سبق نستخلص – فيما يعنينا – أن نبحث فيه هو كيف أن الظاهرة الأنفرادية (للثقب الأسود) هي منتجة عن حركة مغايرة (بذاتها) في خضم آليات أعتيادية تجري في الفضاء – فالتصادمات والإنهيارات في الكون هو أمر مألوف ، ولكن لا ينتج عنها دوماً تكوُّن الثقوب السوداء – والتي تنشئ مسلكاً تفاعلياً نوعياً مغايراً ، يولد على أساسه هذا المكون الفضائي المنفرد طبيعياً بنوعه عن غيره ، والعبقرية – المعجزة كظاهره منفردة بطبيعتها في فرد (من عموم وخواص البشر)، مبكراً – وفق فهم العلماء للعبقرية – لا يمكن أداراكها أو التعرف عليها – من بين أنواع البشر – إلا بالصدفة التخمينية – التقديرية في تتبع درجة الشذوذ الحاد للشخصية ومتجلياتها الطباعية أو السلوكية أو الرئوية ، بينما غالباً ما يكون ذلك الأعتقاد التصوري خاطئاً ، لكونه يعتمد أسقاط صفات الشذوذ المخالف لما هو مألوف في الأنسان عند فرد ما ، وكأنه تميزاً مبكراً لشخصية إستثنائية تمثل العبقرية ، بينما وفيما نعتقده يمكن تخليق – قياسات تصورية جديدة (أي تنبؤية) ، تمثل علامات أستقرائية (فاحصة) في درجات الغرابة للشخصية – تفكيرياً ونفسياً وسلوكياً – توصلنا إلى تقليل نسبة الخطأ التخميني الفاصل لغرابة الشخصية بين العبقرية وغيرها من أنماط الذكاء ودرجاته ، وبينها وبين النماذج البشرية الموسومة بغرابة السلوك والطباع كغير مرضي . كما ونعتقد بإمكانية تطوير أجهزة الكشف والقياس لنشاط وعمل وتكوين الدماغ ، بما يقربنا صحة لأدراك ما إذا كان الدماغ المستقرأ يحمل خصائص العبقرية أم التميز الخاص – لنوع من الأفراد – عن العامة ، وذلك بشكل مبكر – وهو ما سنكشفه في مسار طروحتنا النظرية – القادمة . إلحاقاً إلى ما سبق ، فإن العبقرية لا تكتشف إلاًّ مع نشوء اللحظات المستجدة من نوع الحركة المغايرة في فاعلية نشاط الدماغ – وهو ما لا يمكن أكتشافه في التقنيات الراهنة ؟، المصممة وفقا فهم أعتقادي – نظري خاطئ عند عموم العلماء حول مسألة العبقرية والإنسان العبقري – هذه المغايرة في حركية نشاط الدماغ تفرز نظامية تفاعلية (نوعية) جديدة مفارقة للدماغ الذي تعرفه ، والتي يتحول معها الدماغ إل طبيعة ووتيرة متنامية من التعقيد على الصعيد البيولوجي – الدماغي (الوظيفي الفسلجي والهيكلي النسيجي لبنية المخ ومتصلاته الدماغية المتعلقة في اتجاهات طبيعة الانشغال الذهني المفرط على صعيد التفكير المبدع – أي التخليق الابداعي المنفرد في التوليد الذهني للتفكير ، ومثل ذلك ينعكس على حده ما توسم به الشخصية من الطباع والنزوع والسلوك – هنا نقدر على تمييز العبقرية كظاهرة منفردة بذاتها عن عموم البشر ، وأيظاً القدرة على تمييز تلك الفوارق بين أفراد مختلفين (من العباقرة) ، فمنهم سنجد من يكون رغم غرابة شخصية ، إلاّ أنه لا يعاني من اختلال عال في أتزان الشخصية أو تكيفه الاجتماعي ، ومنهم من الغرابة أن تنعكس سمات العبقرية عليه ليكون مدهشاً للآخرين – أي شخصية ساحرة سيكولوجياً .. أي معشوقة ، ومنهم في غرابتهم العبقرية أن يغرقون في أتفه الأمور (التي هي بالنسبة عند العامة) ، أو يطبعون في عفوية طفولية – كما لو كان أشبه بتخلف عقلي أو نفسي للشخصية ، وهو ليس كذلك – أو تعلق في شخصيته النزق أو الأنفعال أو الغضب أو الضيق النفسي .. تجاه الأمور البسيطة ، حتى منهم قد يعاني من لزمات صوتية أو حركية أو لفظية ، وهو لا يعاني من أي خلل فسلجي عضوي – دماغي ، أو اضطراب في تاريخ نشوئه النفسي العائلي أو الاجتماعي ، ومنهم الأخير تكون طابع عبقرية ووتيرة نمائها التعقدي تفتح مسارات مرضية (فلسجية أو نفسيه أو عصابية) متنوعة ، تختلف نوعاً وموضعاً من عبقري إلى آخر من هذا النمط ، ويكون النمط الأخير – وفق ما نعتقده- أنه موسوماً منذ بدء التحول النوعي لآليات عمل الدماغ المركزي – خصوصاً قشرة الدماغ – أي تحوله من النشاط الأعتيادي إلى تخلق وتيرة التنامي التعقدي للنشاط الوظيفي ، يحمل معه طابعاً مضاداً على الصعيد البيولوجي – الجسدي سلباً ، أي يقابل درجة نماء تكثفي وتعقدي لنشاط وعمل الدماغ وبنيته النسيجية ، يقابله تنازلاً اضعافياً للبنية الجسدية الأخرى – أي كلية بنية الجسد أو إختلال جهازي أو أكثر نسيجياً ووظيفةً أو في التفاعلية الايضية – والذي وفق هذا الأعتقاد لهذا النمط الأخير من العبقرية ، فإن الشخص العبقري هذا للأسف يمتاز بتنامي غير طبيعي لتعقد النمائية – الدماغية (الوظيفية والنسيجية) ، وهو ما ينتج قدرات عقلية شديدة الادهاش ، وتفكير خارق غير مألوف من أي انسان آخر – ممكن يصل لتاريخ طويل لم يظهر انسان لا مثيل له ، وكل ذلك في زمن قياسي محدود من العمر ، لكنه وفق القاعدة التي أشرنا إليها سابقاً فإن ذلك التنامي التعقيدي الصاعق لتعقد بنية الدماغ وعملة يكون على حساب العمر الجسدي – البيولوجي له كنوع انسان ، بمعنى آخر أن هذا النمط الأخير من يكون موسماً جبراً بعمر حياة قصيرة جداً – كطفرة ذهنية في التاريخ – وقد تعبر مثل هذه العبقرية دون أكتشاف لها مجتمعياً – حيث ينظر أليها في غرابتها أنها حالة فردية شاذة خلقياً – كحالة معاقة – ولذا يتم النظر لها كحالة مرضية مستعصية بإعاقة خلقية لن يكتب لها العيش طويلاً ، وحين يعلن موتها – يعتقدون وهماً بأن ذلك يؤكد ما كان الجميع يجمع عليه بأن مثله لا يعتمر طبيعياً ، أو يموت سريعاً في سقوطه في أمراض قاتله بسبب ضعفه الجسدي . أنتهاءً لموضوعتنا تحت باب عنواننا الأخير المعنون سلفاً ، نختزل القول بأن العبقرية – المعجزة إن كانت بذاتها ظاهرة منعزلة مستقلة بذاتها – عن غيرها من أنماط البشر – فأنها ليس من السهولة أن تنكشف كذلك سوى حيث تباغت الشخصية (في نفسها وعند الآخرين) تحولاً نوعياً مغايراً في النظامية التشغيلية للدماغ وبشكل غير مسبوق ، والتي يكون عندها بدء عمر تخلق أو ولادة العبقرية عند انسان أعتيادي بعمر سابق .
2,2 – العبقرية ، نظرة مغايرة في البيولوجيا (النظرية) البحته : 2,2,1- العبقرية – المعجزة ، ظاهرة استثنائية منفردة ، أم هي ظاهرة خاصة (نوع الأذكياء) ، تمثل أعلى قياس التفوق لنشاط الدماغ ، وفق مبدأ الفروق بين الأفراد : البيولوجيا النظرية كأسس قاعدية معرفية – في جانبها العضيي ، الحيواني – لم تضع منطلقات مفهومية أو حتى إشارات لظاهرة استثنائية قائمة بذاتها – المسماة بالعبقرية – المعجزة – وهو ما ترتب فقداً لوجود أية معارف (خاصة) بمثل هذه الظاهرة في كافة المجالات المتعلقة بدراسة الكائنات الحية العضوية العضيية كعلوم الفسيولوجيا ، التشريح ، الهسيتولوجيا ... ألخ – وذات الأمر أنعكس على كافة المجالات التجريبية المعاصرة الدقيقة إلى الآن ، حيث أن المسار التطوري للحقول التجريبية الناشئة تحدداً ، تظل معتمدة على الأصل المعرفة – النظري الأول ، الذي المتسمر في دراسة الكائنات الحية – العضوية على أساسين (شبه ثابتين) ، الأساس الأستاتيكي في التكشف المعرفي لبنائية جسم الحيوان والانسان – بما فيه الدماغ – والذي هو ذاته في دراسة المقارنات (الشكل التركيبي النسيجي ، الجانب الوراثي ، التشريحي ... ألخ) بين الأنواع (الحية من المملكة الحيوانية ، وما أكتشفت من محاثات لأسلاف منقرضة) ، وأيظاً بين التراكيب الداخلية ومؤلفاتها الكيميائية للكائن الحي الواحد ذاته – أما الأساس الثاني ، تمحور على الأساس الوظيفي – أما المقارنة الأستاتيكية الوظيفية بين الأنواع ، أو التتبع الأكتشافي للوظائف الحية والحيوية داخل الكائن الحي – أي وفق نهج ميكانيكي تتبعي لمعرفة الآليات والأنظمة والتفاعلات الداخلية العاملة لأعطاء الكائن الحي مظاهره وسماته المعبرة عنها بالحياة . أن هذا الانحصار – الممثل عيب قصور جوهري غير مدرك وسم فيه تاريخ تطور العلوم البيولوجية التجريبية الدقيقة الحديثه حتى الآن – حصر جملة التطورات الهائلة في أكتشاف تسلسلي لما هو لم يكن معروفاً من قبل من الأنواع ، والبنائية الكيميائية والنسيجية – استاتيكية التصوير أو التخيل – وأيظاً ما لم يكن معروفاً من آليات أو وظائف أو تفاعلات حيوية ، أو التي من خلالها مُيزت معرفياً الحالات السوية من الأضطرابية والمرضية ، فأعتمدت عشوائية التجريب كالتلاعب بالجينات أو التدخل الجراحي أو العقاري على نظامية نسيجية مختلفة – لمواضع في الدماغ أو في أعضاء أو أجهزة أو خلايا غدية مختلفة بحثاً معتمدة توهمات تخمينية تقف وراء محاولات البحث الفجائي لتخليق حيوات أو آليات وظيفية مغايرة للمألوف الطبيعي ، كما وتنشق أتجاهات تجريبية (نظامية موجهة الهدف) لإكتشاف طرق العلاج للحالات المرضية – غير السوية – أو تخفيف الآثار السلبية للأمراض المختلفة على المصابين – وهو ذات النهج الميكانيكي في التجربة – هذا غير الوصول لمعارف أستاتيكية (أساسية) للوقاية ... فعلى صعيد موضوعنا (العبقرية – المعجزة) ، أن النهجين سابقا الذكر فرضا جموداً على ذهن علماء التجريب ، بحيث لا تتحرر عقولهم العلمية – حتى في التخيل – خارج استاتيكية وميكانيكية ما هو قائم أو حادث – في الأنسان أو الحيوان الحي – أو ما هو حادث متغير ميكانيكي عائد لتدخل الأنسان – من هنا فالبنائية النظامية الطبيعية (نسيجياً ووظيفياً) لدماغ الأنسان أصبح معروفاً , ولأن الأنسان موسوم بوجود الفوارق بين الأفراد – رغم واحدية النظامية البيولوجية لهم جميعاً – بعائد لأثر جيني مورث أو عائد لمرجعية اكتسابيه لبيئة اجتماعية أو أسرية ، أو عائد لأمور متعلقة بالموهبة أو الاستعدادات الأولية للشخصية ، أو الميول أو الاهتمام ، والذي على أساسه دمغ تاريخ تطور العلوم (الحية) – التجريبية والتطبيقية ، بدراسة تلك السوية غير المرضية – لفروق درجات النشاط الوظيفي للدماغ ، وتعقد بنهائيته التركيبية والنسيجية (المنتجة لتلك الفروق بين الأفراد) – كتمييز فروق الذكاء بين الأفراد ، وفروق نشاط الدماغ وعمله ، بل وفارق التعقيد البنائي الهيكلي والوظيفي لأجزاء أو مواضع بعينها من الدماغ ، وفق اتجاهات وزوايا البحث لدراسة ظاهرة بعينها من هذا إلى ذلك ، وهو ما فرض عدم وجود مفهوم خاصاً لمسمى (العبقرية – المعجزة) كظاهرة استثنائية مستقلة بذاتها ، وهو ما أرجع ويرجع حكم العلماء كحكم العامة ، بإطلاق مسمى العبقرية لكل أنسان عالي الذكاء أو المعرفة أو الخبرة المهاراتية المهنية الدقيقة أو المبدع أو المخترع أو النبيه أو البليغ أو القائد أو المفكر ... الخ ، وهو حكم لما هو ملموس الأثر كعائد منتج من ذهنية متفوقة عن تلك لدى الآخرين ، وهو ما تصل إليه القياسات الاستقرائية لفارق الذكاء ، أو الأجهزة التصويرية للتعقد البنائية الوظيفية لنشاط الدماغ ، أو ما تصل إليه التشريحية لمح أو دماغ الفرد المعلم بالتميز (التفوقي) بعد موته . وحسب ما نعتقد ، أن العلماء التجريبيين سيظلون رغم دراساتهم الراهنة والمستقبلية حول مبحث العبقرية – المعجزة لن يصلوا إلى ناتج سوى متكرر ما وصلوا إليه قبلاً – وأن كانت بقراءات جديدة – فجميعها تظل منحصرة في خانة دراسة الفوارق بين الأفراد ، لن يعرفوا من أين أتى الاستثناء (الدماغي) ، ولن يعرفوا – إلاّ تخميناً أو صدفةً – إذا كان أصل الدماغ ذاته عند هذا الفرد (النوعي) كان استثنائياً منذ طفولته أم أنه قد وُسم بتحول (بنيوي) لاحق عن أصل اعتيادي سابق ، ولن يعرفوا إن كان ممكناً التدخل العلمي لصناعة أو تخليق أفراد عباقرة بعينهم ... أم لا – وهو ما كانت تتحنط فيه النازية الهتلرية هماً ، لأشاعه وهم التفوق العرقي الألماني النازي عن بقية أنسان الشعوب الأخرى – وللأسف ما لم يعلن في مراكز الابحاث السرية لبلدان التفوق العالمي ، في أن جميعها تستغل في كيفية خلف الأنسان (السوبرمان) ، ليس على أسس لتثبيت السيطرة المستقبلية على العالم ، وهو ما يفرض – وفق هذه النزعة الأخيرة إلى جانب جموديه العقل في منحصر نهج المعرفة النظرية – يقود على الدوام نحو تخليق مختبري (تعديلي) لجزئيات وظيفة يجري أنماءها قدراتي ، تكون على حساب جزئيات وظيفية أخرى ينتج تضررها – لا يهتم بها – طالما أن تلك الأنمائية الوظيفية من الجزئيات تحقق تطوراً لفرض واقع التفوق لامتلاك المنفعة مقارنة بغيرها من البلدان – بينما حقيقة العبقرية –المعجزة (طبيعياً) ، تكون أنسانية عامة العطاء والموقف لا يمكن امتلاك حامل ذلك العقل أو توجيهه أو تحيزه ، ولا يمكن لذات الدماغ أبداً أن يعكس نفسه سلباً أو ضرراً عل المجتمع ، حتى في أشد حالات غرابة الانسان الفرد العبقري ، حتى في أهوائه وتقلباته على صعيد الشخصية الحاملة لهذا الدماغ ، عند الدراسة الفاحصة المحايدة موضوعياً ، نجد أن ما تظهره غرابة السلوك والطباع والأمزجة (عند هذا النموذج) ، والتي يعتقد ظاهراً (بسطحية) أنها تؤثر في الأخرين سلباً كأخطاء مرتكبة بسبب (غرائبية الشخصية) ، سنجد أنها لم تكن مضرة أو مؤثرة سلباً على الآخرين ، بقدر أن الآخرين غير مستوعبين (استثنائية طبيعية هذه الشخصية) ، فيسلكون دون دراية بموقف مسبق عدائي أو استهجاني بخروجها عن القواعد والنظم والأعراف والمنطق الذي يحكم السلوك والتعامل والمسلك ، وهو ما يقاس من خلاله أن غرابة الشخصية تخلق ضرراً أو أثراً سلبياً على الآخرين – كحكم ظالم جاهل بذاته (اجتماعياً) أو في نظر متخصصي مجالات علم النفس .
كما ونجد هناك ضرورة لطرح شاردة أخرى من (الخواء) في الأساس النظري لعلوم البيولوجيا – حتى التجريبية المعاصرة .. في حدود عالمنا ، والذي نحتسبه طرحاً نوعياً جديداً (مضافاً لعلم البيولوجيا النظرية) – بأن فروق الفردية لا توجد سوى بين أفراد (نوع الأنسان) فقط دون ع سواه من حيوات المملكة الحيوانية حتى الرئيسيات ، من حيث أنها مرجعة للوعي الانساني – المفكر الغائي- عند الأفراد ، والتي هي وظيفة دماغية مُعلمة فقط لنوع الانسان – وكما نراه اعتقادا خطاءً جسيماً وقع ويقع فيه العلماء دوماً بجمودهم الرؤيوي – النظري هذا كقاعدة تعميمية بافتراض أنها الحقيقة المطلقة – بينما الحقيقة (وفقاً لما نعتقد) أن الفروق الفردية قائمة بين أفراد النوع الواحد من المملكة الحيوانية – أي أنها ليست خاصة استثناءاً بالإنسان لوحده كنوع – حيث أن الحقائق البيولوجية المكتشفة – وغير المستوعبة عند العلماء ، بأن النوع البيولوجي البشري لما قبل مسمى الانسان (بوعيه الانساني) ، كان يغلب عليه بشبه أطلاق بطبيعة (الوعي البيولوجي) – أي الحيواني بعملها الدماغي – ومع تكشف استثنائية الوظيفة الدماغية عند الانسان بقدرته على التنظيمية الاستدعائية للمعرفة المخزنة بصورة مدركة ، والتخطيطية الهادفة بالاتكاء على تلك المعرفة المكتسبة سابقاً لبناء ممارسة أكثر تطوراً ونفعية مما كانت تحققه ممارسته السابقة – نشاُ وعياً دماغياً – نوعياً - جديداً يتحكم تدريجياً بالسيطرة على نوع الوعي البيولوجي (الحيواني) .. تهذيباً ، فنشأت عنها القيم الأخلاقية والمفاهيم الممثلة قواعد معرفية تنظم حياة الأنسان مجتمعياً وتوجه نزعاته ومسالكه وقياسها ، لتصبح قيماً عليا للتمثل ، أما مقابلها الإنقاصي أو المضاد ، فتعد قياساً بالحيوانية . مما سبق ، يمكننا الطرح بكل ثقة أن الفوارق الفردية بين أفراد النوع الواحد ، هي مسألة قائمة حقيقة في الأنواع الحيوانية المختلفة (المتطورة منها) ، والتي أصبحت موسومة بامتلاكها دماغاً مركزياً – وبالتحديد وفق ما نراه بدءاً من الفقاريات – وكلما ذهبنا في اتجاه التطور الدماغي (وظيفياً) بين الأنواع ، تزداد الفروق الفردية بين أفراد النوع الواحد ، وصولاً الى نوع الانسان بيولوجياً ، تزداد الفروق الفردية بين الأفراد ، ومع تقدم وعي الانسان ، ينعكس ذلك في تزايد الفروق بين الأفراد – بمسمى الشخصية – على صعيدي بنائية الدماغ أو معبرات ما تسمى بالسمات أو الأبعاد النفسية أو الطباع – وهنا تحديداً لم يلتفت العلماء لمسألة حقيقة وجود الفروق الفردية في كل نوع من أنواع المملكة الحيوانية ، وتم حصرها في الانسان فقط ، كون أن دماغه الاستثنائي وظيفياً – طابع التفكير الحر الإرادي الهادف – بقدر ما مثل نوعاً جديداً في هرم المملكة الحيوانية ، ومعكوساً وراثياً ، إلاّ أنه ما خلق السمات النفسية ومسألة الشخصية ، والراجع إليهما مسألة وجود الفروق بين الأفراد لنوع الانسان أو محددة به .. فقط .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنت وطني - نص شعر نثري
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الحلقة ( 12 )
-
رواية ( هروب . . بين مضيقين ) / الحلقة ( 11 )
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / حلقة ( 10 )
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الحلقة ( 9 )
-
رواية . . بين المضيقين / الحلقة ( 8 )
-
أسير . . في متاهة لا تنتهي
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الحلقة ( 7 )
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الحلقــــــة ( 6 )
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الحلقة ( 5 )
-
من قصيدة ( للشحاري . . يوسف عن أبي )
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الحلقة ( 3 & 4 )
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الحلقة ( 2 )
-
كشف مترائيات العلمية والنقد العلمي (2- ج)
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الحلقـــــــة ( 1 )
-
كشف مترائيات العلمية والنقد العلمي (2- ب)
-
حنين . . في زمن مبكر / أغسطس 1984م.
-
كشف مترائيات العلمية والنقد العلمي (2-أ)
-
مترائيات العلمية والنقد العلمي - الانتهازيات وقيم السوق
-
النخب العربية واوهام تحرير العقل ( 3 )
المزيد.....
-
هتخلصي من زن الولاد .. تردد قناة كراميش الجديد 2025 علي جميع
...
-
بلاش تحتفظ بـ الريسيت.. دراسات تحذر من أضرار غير متوقعة لحمل
...
-
فى اليوم العالمى للملاريا.. 10 علامات شائعة للمرض لا تتجاهله
...
-
قطاع غزة.. وفاة 50 طفلا بسبب الجوع و60 ألفا آخرون يعانون سوء
...
-
عقار قد يغير كل شيء.. حل جديد للإقلاع عن التدخين الإلكتروني
...
-
للنساء.. نصائح فعالة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدى
-
محيطات الأرض بالكامل كانت خضراء يوما ما
-
من النوم إلى النظام الغذائى.. 5 علاجات فعالة لتخفيف آلام الص
...
-
اكتشاف هياكل عظمية لنساء تُظهر حياتهن الصعبة خلال العصور الو
...
-
3 مشروبات تناولها يوميا لتعزيز صحة الأمعاء والكبد
المزيد.....
-
هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟
/ جواد بشارة
-
المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
-
-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط
...
/ هيثم الفقى
-
بعض الحقائق العلمية الحديثة
/ جواد بشارة
-
هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟
/ مصعب قاسم عزاوي
-
المادة البيضاء والمرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت
...
/ عاهد جمعة الخطيب
-
المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين
/ عاهد جمعة الخطيب
-
دور المايكروبات في المناعة الذاتية
/ عاهد جمعة الخطيب
المزيد.....
|