خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 11:50
المحور:
الادب والفن
ازدجرني الألم،
لا كضربة، بل ككَشْف،
كأنّ باباً لا يُفتح إلا بالموت الصغير،
قد فُتح في صدري.
غير أني ألوذ بك،
لا لأنك المنجاة،
بل لأنك التيه الأجمل.
•
أنا لستُ أنا حين أذكرك،
أنا نَفَسٌ تاه في نَفَسك،
ورجع، لا كما خرج.
أصير ريحاً بين أصابعك،
سؤالاً تمضغه عيناك،
ولا يذوب.
•
كلّ الطرق التي سرتُها إليك،
أخذتني بعيداً عني،
حتى عرفت:
أنك تسكن في المسافة بين الخطوة والنظر،
في الشكّ الذي لا يجرؤ على أن يكون يقيناً.
•
كيف تكون في العدم
وتصير كثيفاً كالحضور؟
كيف تذوب في أوردتي
ولا أراك إلا حين أنزفك؟
•
يا أنت،
الذي تُنطق أسماؤه في ليل الصمت،
والذي لا يُعرف إلا من آثار التجلّي،
يا وجه اللاوجه،
يا صوت اللاصوت،
يا كثافة الضوء حين يمسّ الجرح.
•
كلّ سجدة لا تُميت شيئاً فيّ
هي انحناءة فارغة.
كلّ صلاة لا تُفزع روحي
هي طقسٌ للعادة، لا للمحبّة.
•
ما نفع الاسم؟
حين أكون اسماً، أضيع.
وحين أنسى اسمي،
تهمس لي بأنك كنت أنا
قبل أن يُقال: “كن”.
•
لا تحدثني عن الجنة،
إن كانت بعيدة عنك.
ولا تخيفني بالنار،
إن كانت تحرق سواي.
فكلّ الجحيم أن أغيب عنك،
وكلّ النعيم أن أشهقك داخلي
كأوّل نشيد.
•
خذني من يقيني،
واسكني في الشكّ،
خذني من شكّي،
واسكني في الذوبان.
•
زدني وجداً،
ولا تقل كفى.
زدني عطشاً،
ولا تسقِني إلا حين أنسى ما هو الماء.
•
فيك أضيع،
وفيك أُوجد،
وفيك أقول:
“ما أحببتُ سواك،
ولا كنتُ أنا إلا حين فنيت.”
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟