شرفات تطل علی متاهات

نژاد عزیز سورمی

الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 05:48
المحور: الادب والفن
    

شرفات تطل علی متاهات


نژاد عزیز سورمی

الشرفة الاولی



(1)
الاختيار..
أجل الاختيار الاصعب ،
اجتياز الزوبعة
أم اجتياز اليأس..؟
ترى هل لأغنيتنا أمل ؟
اني اخاطبك من ذلك الركن !
مجد يقترب من الضياع ..
ومساءات ليست فيها
سوى ذكريات مكبلة بالهوى ..
ماجدوى تلكم النوافذ يا صاحبي !
ان لم تكن مشرعة بوجه الحرية ،
الاختيار..
ها انني وصلت الضوء والسيف معاً..
(2)
هي ، أخذت تعلق الزوبعة
بأفواه خرساء ..
و أخذ هو بتلابيب الآفاق ..
انه قدر التأريخ
في جغرافيته الشبح ..
الجذور لمن اذن؟
الموت..
الصوت..
ثم هزيمة العنقاء
من على جناح الافق ..
خيوط الصحوة الدامعة ،
تتلألأ في العيون تلك ،
التي بحثت عنها ولم تجد.
لماذا يا أخي؟
ما هكذا تجبر الأجنحة المتكسرة
ما هكذا الرؤيا..
ما هكذا .. يا أخي!


(3)
سوف افشي سر الصمت..
وسأبقى (كما كنت)، مستيقظاً
الى أن أكشف سارق الأمل
فاضحاً ،
مكبلاً بالخجل والهزيمة.
لقد شربتم التأريخ حتى أخر لحظاته..
وقطفتم الثمار في غير أوانه..
والتمستم الزيف التماساً..
وهكذا بكل سهولة ،
اردتم أن تعرض روحنا في كف العفريت..
هكذا بكل سهولة..
عانقنا الأمواج في أوج هيجانها
فاذا بالرؤوس الخاوية
المملوءة حقداً..
تتعلم الاتعرف الهدوء..
الرؤوس الخاوية ، المملوءة فراغاً ..
تتدرب على اغتيال الطريق.
لكن فضاء الهاوية ، آتية لاريب
والوهم سيبقى وهماً..
وسوف نفشي (أنا وانتِ) سر صمتنا
ونكشف سارق الأمل
فاضحاً
مكبلاً بهزيمته الأخيرة .

(4)
ربما نلتقي
وهل للقاء نشوة؟
دون ان نبصر الزمن وهو يمضي؟!
لقد استحال جسدك ترهلاً..
وها جسدي ينوء تحت ثقل الاختزال
الاختزال..
وحيث لايكفيك بحر من الظلمات،
لتقتربين من الشك..
يكفيني خيط من النور،
لأكتساب اليقين..
أنكِ تريدني بمعزل عن ذاتي
أنكِ لا تبصرين الزمن .
اذن ، علام الانعطاف
نحو تلك الآفاق المتلاشية
نحو رغبة بلون السراب
حيث اللقاء يكون ضرباَ من المستحيل؟!

(5)
ها أنني وراء الأمواج
خلف ايقاعات ليلي الطويل
يلاطمني السكون
الصمت..
احدق فيكم..
لكنني لم أعد أرغب بصداقتكم.
لقد سرقتم الطريق والأمل معاً..
ومن خلال اقنعتكم الرثة
اندفعتم في العدم
تنشدون اللاشئ ..
انني أرثي لكم محدقاَ، صامتاً
وراء ايقاعات ليلي الطويل..
لم أعد أرغب بصداقتكم..
فلقد وجدت من يصبح نديمي هذا المساء
وكل المساء..
انه (حمد)
هل تعرفون (حمد)؟
الحارس الأمين ذو القلب الناصع
الذي يتراءى لبعضهم
انه لايعرف من أمور الدنيا شيئاً
مع هذا
كان يسألني يومياً
بصوته الجهوري المعهود:
وما الجديد عن البوسنة والهرسك يا نذاد؟
انه حمد
تعلم في عالمه
ان لايعرف غير الحب والوفاء..
وعلمني ان أرثي لكم.
ولكروشكم..
واقداحكم المليئة بالرذالة..
التي غدت فيكم الغاية والوسيلة..
بهذا النبض،
أتوهج خلف ايقاعات ليلي الطويل..
وبهذه الاستراتيجية ،
سأحاول أن أنقذكم من أنفسكم .

#نژاد_عزیز_سورمی (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات