أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قصيدة في عيد العنصرة-العنصرة… حين تتكلّم الروح














المزيد.....

قصيدة في عيد العنصرة-العنصرة… حين تتكلّم الروح


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


يا ريحَ الروحِ هبّي من علياءِ النور
وامسحي وجعَ القرونِ عن جبينِ المقهور
عيدُ العنصرةِ أقبلَ والنارُ تلتهبُ
لكنها لا تُفني، بل تُشعلُ القلوبَ وتكتبُ
نزَلَ الروحُ على التلاميذِ بألسنةِ لهبٍ
فصارَ الخائفونَ أنبياءَ، والجبناءُ كَتَبَ
قالوا لكلِّ أمةٍ بلغتها،
أنّ السلامَ ليسَ حُلماً، بل وصيةً وصوتَ نبوءةٍ حيّة
في الرملةِ، في غزةَ، في شفاعمرو الحزينة
تنتظرُ الكنائسُ أن تمسَّها النارُ الإلهيةُ الدفينة
يا ربَّ العنصرةِ، هبنا لغاتِ المحبةِ من جديد
كي نكسرَ صمتَ الموتِ، ونزرعَ الشوكَ ورودَ نشيد
هبنا ألسنةً من نورٍ، لا من نارِ الحروب
وهبنا قلوباً لا تعرفُ الانكسارَ في دربِ الدروب
نحنُ أبناءُ الروحِ، لسنا أبناءَ خنوع
نحملُ صليبَنا لا كرمزِ وجع، بل كصوتِ رجوع
رجوعٍ إلى الإنسانِ، إلى الحقِّ، إلى الكلمةِ الأولى
يومَ قالتْ مريمُ: “ليكن لي كما تريدُ يا ربي، لا كما أقولُ أنا”
فيا كنيسةَ الروحِ، لا تخافي
ففي عيدِكِ يولدُ العالمُ من رمادهِ خرافي
وفي فلسطينَ، كلُّ يومٍ عنصرةٌ
إن سجدنا للحبِّ، لا لسلطانِ القذيفةِ والعنصرة.

العنصرة… حين تتكلّم الروح

في عيد العنصرة، لا نحتفل بذكرى تاريخية فحسب، بل نقف وجهاً لوجه مع سرٍّ لا يُروى، نارٍ لا تحرق بل تنير، ريحٍ لا تدمّر بل تُقيم، كلمةٍ لا تُقال بل تُفهم دون أن تُقال.
العنصرة ليست حدثًا ماضويًّا، بل ولادة مستمرّة لعالمٍ جديد، عالمٍ لا تقوده القوانين البشرية، بل الحضور الإلهي في أضعف القلوب.
في ذلك العليّة في أورشليم، حيث اختبأ التلاميذ خلف الأبواب الموصدة، نزل الروح، لا كنسمةٍ خفيفة، بل كعاصفة تُحرّك الجمود، وتكسّر الأقفال التي نصنعها خوفًا من أنفسنا قبل الآخر.
هناك، لم تعد اللغات تفصل الناس، بل صارت وسيلة لفهم الآخر، للحوار لا للخصام، للوحدة لا للفرقة.
كانت العنصرة لحظة التقاء البشر، لا حول قوميةٍ ولا حدودٍ ولا طوائف، بل حول كلمةٍ واحدة: “الحقّ يحرّركم”.
أفلا نحتاج إلى عنصرةٍ جديدة في هذا الشرق المصلوب؟
ألا نحتاج إلى نزول الروح على هذه الأرض التي أرهقها التجديف باسم الدين، وأتعبتها الحروب التي ترفع راياتٍ مقدّسة وقلوبًا خاوية؟
ألا نحتاج أن نتكلّم لغةً واحدة في هذا الزمن المتصدّع، لغة المحبة لا لغة الدم، لغة التلاقي لا لغة الانقسام؟
العنصرة ليست مناسبة دينية فقط، بل خيار وجودي: أن نختار النار لا كأداة خراب، بل كطريق تنقية، أن نسمح للريح أن تقتلع جذور الخوف المزروع في ذواتنا، وأن نسمح للروح أن يسكننا، لا كضيفٍ عابر، بل كمحرّكٍ أصيل.
في زمنٍ يُحاول فيه العالم أن يُطفئ شعلة الروح، أن يُطفئ نبض القدس وناصرتها ورام اللهها ويافاها وشفاعمروها والرملة، نرفع صلاتنا:
تعال أيها الروح القدس، اجعلنا نتكلّم لغة العدالة، لغة المقاومة بالصلاة، والثبات بالمحبّة، والنبوءة بالرجاء.
العنصرة تبدأ حين نصدّق أن الروح لا زال حاضرًا… في قلب أمّ تبكي ابنها عند حاجزٍ… في قدّاس سرّيّ في كنيسةٍ مهددة… في قُبلة طفلٍ لكتاب الإنجيل قبل أن ينام…
العنصرة تبدأ حين نقول: “ليكن لي بحسب قولك يا رب”، لا مرةً واحدة، بل كلّ يوم.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تنتهي الحرب؟
- الإنسان الحضن… حين يكون التواضع لغة القلوب
- لا تعتذر
- المسرح الفلسطيني في أراضي ال48: من الخشبة إلى الحكاية الجماع ...
- المرأة الأرثوذكسية بين الموروث والحداثة
- غزة… حين تُغني الجراح بصوت البحر
- “العربي الجيّد”… ذلك الذي لا يُسمع له صوت ولا يُرى له وجه
- أنا القدس أنا الناصرة أنا الرملة ورام الله
- كنيستي الأرثوذكسيّة
- جميل السلحوت… راوي الجرح الفلسطيني ومؤرّخ الهامش المقدسي
- حين يبتسم الألم: قراءة نقدية في قصتي -إيش يعني مهرّج طبي؟- و ...
- منار حسن… حين تكتب المرأة الفلسطينية كي لا تُمحى
- المرأة التي تكتب من حبر الرحيل والنار: في حب ووجع مريم نجمه ...
- جبل الزيتون لا ينحني قصة للأطفال
- سليم نزال… سليل القلم المقاوم وأيقونة الفكر المستنير
- في حضرة الغياب.. بعد خمسة وعشرين عامًا على رحيل فيصل الحسيني
- تركي عامر… شاعر الجليل الذي لا يعود إلى المرعى
- مريم نجمة… ابنة الشمس والموقف والقصيدة
- سوزان دبيني… بين دفء القصيدة وصوت الوجدان
- -في انتظار اللحظة المُطلقة-


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قصيدة في عيد العنصرة-العنصرة… حين تتكلّم الروح