|
«مادلين».. سفينة الحرية التي كسرت حاجز الصمت وفضحت قرصنة الاحتلال
وسام فتحي زغبر
الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 19:37
المحور:
القضية الفلسطينية
في مشهد يعيد إنتاج التاريخ الاستعماري القائم على القمع والعدوان، أقدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي على قرصنة بحرية مكتملة الأركان، باعتراض واحتجاز سفينة "مادلين"، إحدى سفن "أسطول الحرية"، في عرض المياه الدولية. هذه السفينة، التي أبحرت من موانئ الضمير العالمي محمّلة بالمساعدات الإنسانية والأمل، لم تكن تحمل سوى رسالة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.
إن اعتقال المتضامنين الدوليين، ومن بينهم نواب برلمانيون وفنانون ونشطاء من مختلف الجنسيات، لمجرد أنهم حملوا مساعدات غذائية وطبية لأطفال يموتون جوعًا وعطشًا، يكشف مدى توحش الاحتلال واستهتاره بكل الأعراف والمواثيق الدولية. هذه الجريمة ليست سوى امتداد مباشر لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من 600 يوم على القطاع، والتي أودت بحياة ما يزيد عن 55 ألف شهيد، وأكثر من 115 ألف جريح، وخلّفت أكثر من 15 ألف مفقود تحت الأنقاض، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
القرصنة الإسرائيلية بحق "مادلين" تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتعبّر عن الطبيعة الاستعمارية العنصرية لهذا الكيان، الذي لا يقيم اعتبارًا للقانون أو للضمير العالمي. إن استهداف سفينة إنسانية بهذا الشكل، عبر الحصار والتشويش الجوي والهجوم البحري المباشر، وصولًا إلى الترهيب والاختطاف، يُعدّ جريمة دولية موصوفة، لا يجب أن تمرّ دون رد ومساءلة.
إننا في مواجهة جريمة مركّبة، تبدأ من حصار شعب وتجويعه، وتمتد إلى تجريم كل من يحاول مدّ يد العون له. والمطلوب اليوم ليس فقط إطلاق سراح أبطال "مادلين" وسفينتهم، بل تحرك دولي عاجل لعزل دولة الاحتلال ومحاسبتها على جرائمها، ورفع الحصار الظالم عن غزة بشكل كامل وفوري. كما أننا ندعو إلى تصعيد التحرك الشعبي العالمي وتسيير المزيد من سفن الحرية، لأن رسالة "مادلين" لا يمكن أن تُغرقها آلة القمع.
في المقابل، لا يسعنا إلا أن نحيي أحرار العالم الذين خاطروا بأرواحهم من أجل كسر الحصار، وفي مقدمتهم النائبة الأوروبية ريما حسن، وكل من رافقها في هذه الرحلة الإنسانية. لقد وصلت رسالتهم إلى قلوب أبناء شعبنا، وإن لم تصل إلى موانئه، وسيسجّل التاريخ أسماءهم في سجلّ نضالنا، إلى جانب شهدائنا وأسرانا ومقاومينا.
"مادلين" لم تكن مجرد سفينة، بل كانت صوتًا للحرية في وجه الظلم، وصرخة عالمية في وجه الإبادة. وإن اختطافها لن يُسكت هذا الصوت، بل سيزيده صدى. لأن الشعوب الحرة لا تُهزم، ولأن إرادة الحياة أقوى من سطوة الحصار.
ستُكسر القيود، سينكسر الحصار، وستنتصر فلسطين.
#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مراكز الإغاثة تتحوّل إلى ميادين إعدام: واشنطن تقود المجازر ف
...
-
إما وقف العدوان أو استمرار الإبادة: غزة في مواجهة فخ المساوم
...
-
صرخة من تحت الركام بعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة في غزة
-
يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة
...
-
بأوامر عليا: إسرائيل تحوّل الفلسطينيين إلى أدوات موت في مياد
...
-
«ركيفت».. الجريمة المستترة تحت الأرض
-
المقاطعة تتقدّم... وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
-
من التهجير إلى الوصاية: المشروع الاستعماري يُستكمل في غزة
-
الصحافة تحت النار: حين تصبح الكاميرا شاهدة على الرحيل الأخير
-
التهجير تحت نار الحرب: -ليس مجرد قصف... بل اقتلاع للإنسان-
-
غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف
...
-
الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟
-
القاتل الصامت: كيف حوّلت إسرائيل الذكاء الاصطناعي إلى سلاح ف
...
-
حين تتحول السجون إلى مقابر للأحياء: معتقلو غزة بين وحشية الا
...
-
حسام أبو صفية.. طبيب فلسطيني هز أركان «كيان إسرائيل»
-
الاختفاء القسري والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين جرائم حرب
-
مجرمو الإبادة في غزة دون عقاب
-
ما بين حرب أكتوبر ومسار التطبيع.. المطلوب فلسطينياً؟
-
غزة تُجلد من ساستها
-
احتجاز جثامين الشهداء في زنازين الموت.. جريمة عنصرية
المزيد.....
-
خبير شؤون طيران لـCNN عن تحطم الطائرة الهندية: -جاء بعد احتف
...
-
الهند: مقتل أكثر من 200 شخص في تحطم طائرة بعد إقلاعها من مطا
...
-
هلوسات مرعبة وأصوات غريبة… ماذا يفعل الفصام بالعقل؟
-
ستة من ركاب السفينة -مادلين- بينهم النائبة الأوروبية ريما حس
...
-
السعودية تحبط تهريب 2,756,806 أقراص إمفيتامين و1,944,230 قرص
...
-
وزارة الدفاع الألمانية: لا ندرس إرسال صواريخ -توروس- إلى أوك
...
-
مصر -ترحل- عشرات الأجانب المشاركين في -المسيرة العالمية إلى
...
-
مصر.. القبض على تشكيل عصابي من رجال الأعمال يهربون المخدرات
...
-
القوات الروسية تدمر قافلة آليات عسكرية أوكرانية في مقاطعة سو
...
-
السيسي يدعو إلى توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية
المزيد.....
-
1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت
...
/ كمال احمد هماش
-
في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ محمود خلف
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ فتحي الكليب
-
سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية
...
/ سمير أبو مدللة
-
تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل
/ غازي الصوراني
-
حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية
/ فتحي كليب و محمود خلف
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
المزيد.....
|