خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 19:37
المحور:
كتابات ساخرة
في زمنٍ تذوب فيه الحدود بين العبقرية والجنون كما يذوب الجليد في نعل بطةٍ إلكترونية من صنع “تسلا”، نقف حائرين بين رجلين: أحدهما يُطلق الصواريخ، والآخر يُطلق التصريحات كأنها نُكاتٌ كُتبت بقدمٍ سكرانة.
إيلون ماسك، الرجل الذي قرر أن المريخ هو الحلّ الوحيد بعد أن أصبح كوكب الأرض أشبه بتغريدة غير موفّقة لترامب. يدخل ماسك اجتماعات ناسا كما يدخل طفل متجر حلوى: مبهور، مندفع، ويطالب بصاروخ لكل فرد. لا يهم إن كانت خطته للاستيطان في المريخ تقوم على بطاريات “ليثيوم” أو على خيالٍ علميٍّ سكران، المهم أنه يقول بثقة: “سنذهب”، ولا يهم إن لم نعد.
ثم ننتقل إلى ترامب، الذي إن دخل التاريخ فسيكون ذلك من باب “الطرائف والغرائب”، جنبًا إلى جنب مع من ظنّ الأرض مسطّحة، أو أن الجدران حلّ للهجرة. رجل يلبس ربطات عنق أطول من ظلاله الفكرية، ويتحدث كما لو أن الحقيقة أمرٌ قابل للتفاوض، بشرط أن يُمدح في النهاية.
الفرق بينهما؟
إيلون ماسك إذا صمتَ، فكّر في مستعمرات الفضاء. ترامب إذا صمت، فربما نسي لماذا كان يتحدث.
ماسك يزرع الرقائق في الدماغ، وترامب يزرع الحيرة في العقول. الأول يؤمن بالتكنولوجيا كمنقذ، والثاني يؤمن بأن كل مشكلة تُحلّ بجدار، أو بتغريدة من ثلاث كلمات، إحداها خاطئة إملائيًا.
لكن، لنعترف…
كلاهما يملك تلك الجرأة العجيبة: ماسك في تحدي المستحيل، وترامب في تحدي المنطق.
في النهاية، ربما يجتمعان يومًا ما: ماسك في بزّته الفضائية، وترامب في بزّته البرتقالية (من السجن طبعًا)، يتجادلان حول من يجب أن يكون أول من يُنفى إلى المريخ.
ونحن؟ سنجلس نعدّ الصواريخ… أو نعدّ التغريدات. أيهما أقرب للعقل
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟