أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - هل يترك ChatGPT أثرا أو بصمة واضحة في كتابات الباحثين الذين يستعينون به؟ وهل لهذه البصمة صبغة مميزة يمكن تعقبها أو نسبها إليه؟ وما خطورة ذلك حال إثباته من الناحية القانونية ؟














المزيد.....

هل يترك ChatGPT أثرا أو بصمة واضحة في كتابات الباحثين الذين يستعينون به؟ وهل لهذه البصمة صبغة مميزة يمكن تعقبها أو نسبها إليه؟ وما خطورة ذلك حال إثباته من الناحية القانونية ؟


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 14:36
المحور: الصحافة والاعلام
    


يطلب الكثير من الباحثين من منصات الذكاء الاصطناعي المتعددة منها chat gpt المساعدة من أجل تطوير أفكارهم وإغنائها وجعلها محتويات جذابة وذائعة الانتشار . وقد لا يكتفي هذا المارد الرجيم بتقديم المطلوب في رمشة عين ،وعلى الرحب والسعة فحسب، بل يبدو سخيا حد الترف، وهو يعرض ويقترح تقديم المزيد في أحسن عرض وأجمل توضيب بل وإنشاء صيغ جاهزة ومضمونة وفائقة الجودة وفق الطلب و المنهجية التي يحبون . لكن هل يترك chat gpt الشات جي بي تي "أثرا في كتاباتهم؟ وهل هناك من بصمة ل chat gpt في هذه الكتابات والتحاليل المنشورة ؟ وهل من فرضيات في المتابعة القانونية على المديين القريب والبعيد؟ وهل من تبخيس لجهود الباحثين لمجرد اعتمادهم على الذكاء الاصطناعي في إنتاج المعرفة وتقاسمها ؟ أسئلة عميقة تستحق تحليلًا دقيقًا من منظور معرفي قانوني ومنهجي. سأقوم بتحليلها ليس دفاعا عن دور “ChatGPT” في مساعدة الباحثين، وإنما سأقتفي في السياق ذاته مسألة الأثر والبصمة في الكتابات والمواضيع المنشورة التي قد تكون نتاجا لهذه المساعدة. ويبقى المسعى نبيل وجميل بعيدا عن التبخيس أوالتقليل من الأهمية .
أولاً: عن الأثر من الناحية القانونية والمعرفية، يمكن القول إن لــChatGPT أثرا غير مباشر في كتابات الباحثين يتمثل في تيسير البناء الفكري حيث يساعد الباحث على ترتيب الأفكار، توليد الفرضيات صياغة الإشكاليات، وتقديم مقترحات منهجية. وهو هنا يشبه دور الأستاذ المشرف أو المستشار العلمي الذي لا يكتب نيابة عن الباحث ، لكنه يساعده على إثراء المشروع البحثي معرفيا في قالب منهجي بديع . وللوهلة الأولى يجد الباحث نفسه أمام محتوى معرفي يتوفر على الحد الأقصى من المنهجية العلمية في التقديم والتحليل والعرض . فصاحبنا الرقمي يوفر محتوى أولي مرن ويقدم صياغات أولية يمكن للباحث تعديلها، تطويرها أو تفكيكها حسب أسلوبه الخاص. الأثر هنا أشبه بـــاللبنة الأولى وليس البناء أو الصياغة النهائية للمشروع . وهذا في حذ ذاته أمر بالغ الأهمية من حيث توسيع الأفق المعرفي للباحث . لان الشات جي بي تي لا يكتفي إثارة أسئلة لم يكن الباحث منتبهاً لها، بل ويقترح مصادر مفاهيم أو مقاربات منهجية بديلة.
الاستنتاج الأول : من الناحية القانونية نستنتج أن يوجد أثر حقيقي لهذا التفاعل ، لكنه ليس أثرا ينسب إلى الشات جي بي تي أي المؤلف الآلي وحده ، بل إلى التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والباحث.

ثانياً: عن البصمة هل لــChatGPT بصمة أسلوبية أو معرفية يمكن تعقبها؟
من الناحية الأسلوبيةChatGPT يستعمل غالباً لغة دقيقة، معتدلة النبرة، أكاديمية الطابع. بناء منطقي واضح مقدمة – عرض – خاتمة. تكرار عبارات مثل: من جهة أخرى، يمكن القول، يبقى من المهم، ليس مجرد ..إلخ.
لكن هذه السمات ليست حصرية له، بل موجودة في الكتابات الأكاديمية عامة. وبالتالي، يصعب اعتبارها بصمة فريدة يمكن إثباتها أمام “محكمة علمية”.على سبيل التوضيح .
من الناحية الفكرية يحرص ChatGPT على الحياد، التوازن، والابتعاد عن الآراء المتطرفة. تجنب التأكيد دون سند أو مرجعية. احترام حقوق الملكية الفكرية وتفادي السرقة الأدبية.
يبقى السؤال الأخير :هل يمكن تعقب البصمة تقنيا؟ الجواب ببساطة لا يترك ChatGPT توقيعا رقميا أو مشفرا في النصوص التي يقدمها للباحثين . إنما يمكن لبعض الخبراء أو برامج الذكاء الاصطناعي الأخرى محاولة التنبؤ بوجود مساهمة ذكاء اصطناعي بناء على تحليل الأسلوب.
الخلاصة القانونية: لا توجد بصمة مؤكدة تثبت تورط ChatGPT في النص، لكن يمكن الشك في الأمر والاشتباه في المشروع المعرفي أو الفكري المقدم في حال ظهور المساهمة بشكل مطروز ومصقول وعلى قدر من المنهجية العلمية . وهو ما يحيل مباشرة أن المشروع المعرفي أكثر من قدرات الطالب أو الباحث المعتادة.
على صعيد المسؤولية العلمية يعتبر الباحث هو المسؤول الأول عن مضمون ما ينشره، سواء ساعده برنامج أو تطبيق رقمي أو مشرف ومؤطر أكاديمي. فالذكاء الاصطناعي أداة، وليس مؤلفا قانونيا أو علميا. غير أن الاستخدام غير المعلن في هوامش البحث . وتجاهل مساعدات الذكاء الاصطناعي في بعض الجامعات والمعاهد التي تتوفر على آليات التمحيص والحماية قد يعتبر تضليلا أو إخلالا بأخلاقيات البحث.
على سبيل الختم نخلص في هذه المقاربة القانونية أن ChatGPT يترك أثرا ملموساً في بناء الأفكار وتوجيه الباحث، لكن أثره يبقى في إطار التعاون لا الاستحواذ، وفي حقل الإلهام لا الانتحال. لا توجد له بصمة تقنية أو قانونية قاطعة، لكنه يفرض مسؤولية أخلاقية وعلمية على من يستعين به.”



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة الناقد الذي يفتقر إلى معرفة بعلم الجمال سقوطه الحتمي ف ...
- حينما يصبح الذكاء الاصطناعي عاجزا أمام المخطوط التراثي العرب ...
- من أجل انبعاث فاس واستدامتها مؤسسة يوم فاس ترفع شعار - تفعيل ...
- الذاكرة والاعتقال السياسي في السينما المغربية: فيلم «كيليكيس ...
- رواية -الفتاة التي لا تحب اسمها-لإليف شافاك أو ساردونيا أنجع ...
- رواية -أزهار عباد الشمس العمياء - للكاتب الإسباني ألبيرتو من ...
- - تازة بعين صحفية -للإعلامي المغربي عبد الإله بسكمار عمق تار ...
- رواية الخبز الأسود للدكتور عمر الصديقي أو دعوة مفتوحة لكتاب ...
- مهرجان أكورا للسينما والفلسفة بفاس - المغرب أو حوار الدهشتين
- رواية - حلم العم- للشاهق الشامخ دوتويفسكي أو قصة الأمير وما ...
- أثر التقنيات الرقمية على مستقبل صناعة المحتوى الإعلامي بالمغ ...
- -معاً من أجل فاس: تأريخا للماضي، وتقويماً للحاضر، واستشرافاً ...
- البروفيسور أحمد شراك : ثورة رقمية بأربع مقاربات
- قراءة في كتاب -السينما والفكر النقدي - لخليل الدامون - سينما ...
- الغرافيتيا من المادي إلى الرقمي –أسئلة سوسيولوجية حول الكتاب ...
- الفيلم المغربي - تباين- DISPARITY- يفوز بالجائزة الكبرى للنس ...
- مركز الجزيرة للدراسات وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس مؤتم ...
- التربية الإعلامية والرقمية، ومستقبل التعليم محور ندوة وطنية ...
- إطلالة على منظومة الأجور في مجال السينما والتلفزيون في المغر ...
- التصوير من الجو عربيا لم ينضج بعد


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - هل يترك ChatGPT أثرا أو بصمة واضحة في كتابات الباحثين الذين يستعينون به؟ وهل لهذه البصمة صبغة مميزة يمكن تعقبها أو نسبها إليه؟ وما خطورة ذلك حال إثباته من الناحية القانونية ؟