|
- بنات الخطيئة - او عناقيد الكلام الجزء الثاني
الحبيب حميدي
استاذ
(Hmidi Hbib)
الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 15:03
المحور:
الادب والفن
تابع بنات الخطيئة او عناقيد الكلام الجزء 2 حبيب حميدي
حتى إذا كان التصدير الثالث لسارتر بعبارة " الجحيم هو الأخر "مدخلا خصت به القصيدة "أبناء بروتوس " دون غيرها من القصائد الأخرى أدركنا جانبا أخر للشاعرة قل نزعة فكرية فلسفية متشائمة من وراء هذا الاقتباس هو حجة سارتر على الواقع المليء بالصراعات ولكنه دعم لرأي الشاعرة وموقفها من العالم أيضا فهي تقتبس العبارة و تستدعي تاريخ الحضارة الإنسانية في شكليها المادي والمعنوي في كل من بروتوس وبروكست لتحمل القصيد هذه النزعة المتشائمة كموقف ساخر وغاضب على بؤس الحياة الإنسانية مما نعد ه ثورة أو نقمة بل التزاما من الشاعرة بكشف الواقع البشري مجال الشر والشيطان . بروتوس هو احد رجال السياسة في روما ما قبل الميلاد مثل رمزا عبر التاريخ للخيانة غير المتوقعة واحد أهم قتلة يوليوس قيصر صديقه فقد طعن صديقه القيصر حتى الموت بينما يضع القيصر يده على كتفه ينتظر منه العون ليقول له تلك العبارة المشهورة " حتى أنت يابروتس ." و"أبناء بروتوس" هم لذلك أبناء ا لغدر والخيانة وبائعوا الذمة هم الجحيم الأخر هم هذا العالم الموبوء وقد انعتق فيه لسان الحقد والكره والحسد وأصيبت فيه الإنسانية بفوبيا لدغة الخيانة التالية . فإذا أضفت بروكست أضفت معنى أخر لهذا العالم الذي تحكمه القوة والعنف لا امن ولا سلم ولا حرية عالم لا يصدر فيه الإنسان إلا عن ضوابط وقيود حديدية وقوانين وروابط لا فكاك له منها تماما كما لو قبضه هذا الحداد قاطع الطريق بروكست 111 يمط الأجساد ويقطع الأرجل لتتناسب مع سريره الحديدي . وإذ كان الأمر كذلك وامام ما تمنحنا إياه الرابطة القلمية أو جبران ثم درويش وبما جاء به حمل التجديد شكلا ومضمونا وما استدعت الأذهان من أدب سارتر من الحرية والمسؤولية والالتزام ونظرته للفن والشعر أمكن لنا أن نتقصى بمزيد من التفكيك والتحليل والتركيب اهتمام الشاعرة قل أثار ما شكل وجودها و نظرتها للوجودالانساني بما يمنحنا تعليلا بالقدر الممكن والكافي لهذه المسحة من الحزن الطافية والطاغية في المجموعة الشعرية وهذه الثورة أو النقمة على المدينة ودعوتها إلى نبذ العالم واعتزاله والانكفاء عنه . هو حزن تجاوز ذات الشاعرة روحا وجسدا إلى حزن عن الوضع الإنساني عامة فمنذ البدء منذ الخطيئة الأولى منذ انزل الإنسان إلى الأرض مكرها وسعى مكرها وارتبط بالا خر مضطرا لم يعثر الإنسان بعد على الأمن والسلامة. عذاب للروح وعلل في الجسد وفساد في الأرض.شر مستطير. خيانة وقتل وسفك دماء أو هكذا أورث ادم وقابيل وهابيل أبناء الأرض الخراب المكر والخداع والصراع والدمار حتى ثقلت الموازين بالشجن والدموع والذنوب وصارالانسان إلى ضياع واكتئاب 120وتلف. لقد عسر على الإنسان أن يعيش مع من يشكل أكبر تهديد له حيث لا يمكن أن يحيا بدونه أو يعترف بذاته دون الحاجة إليه وهو لهذا الاضطرار أو فيه وبه مرتبك ومعذب عاطفيا وعقليا.ما حول عيشه إلى جحيم ووجوده إلى الم وبؤس 109 مما اقتضى من الشاعرة أن تحتار وتسال «ما جدوى الحياة." أتسول المعنى المفقود 75" لتكابد أزمة معرفة وجودية اقتضت منها بحثا عن وسيلة تغادر بها هذه الأرض الخراب 114 فأمام الشعور بالدونية والتفاهة وأمام العجز والألم والموت " تصبح الرغبة في ان تعتزله حتى منتهى الحياة 117 ا و تتسلق حطامها وتطير 85 امرا ممكنا ومقبولا .ففي هذا العالم كثير من القبح "114 إلا أن هذا التشاؤم الميتافيزيقي لم يمنع الشاعرة من تفاؤل رومنطيقي ف يتحول هذا التشاؤم العقلي أو هذه الحاسة النقدية التي لديها إلى تفاؤل الإرادة . فتتسلح بالأمل والرجاء و الإرادة الصلبة لتجعل للحياة معنى كان تنظر إلى العالم بعيوبه وتقول نعم للعالم كما هو ثم تمضي فيه بالقبول والمواجهة ف "السعادة ان نسير في الحياة بأقل جرعات من الألم 128" "أغالب الظلام لأرمم تصدع ظلي..".18 "اقارع الخيبات... أهزا من ألمي ..أقارع الصبر ..اعرف كيف اقود النصر بكل وقار 19" .."وان مت يوما لا تصدق موتي . "سأتشكل من رمادي كطائر فينيق وأعود...78". أو كشيء من الرهاب كالهلع كالذعر كالخوف 124 العميق من الموت من الهلاك والاندثار"كالبؤس ينعق فوق راسي 85" كهذا الذي يصطلح عليه بجيراسكوفوبيا حمل كل مشاعر القلق والانزعاج والغضب والاكتئاب وزعزع الثقة بالنفس ما أهال على المجموعة الشعرية حزما من الحزن والغم ل"روح هائمة تحمل وجعا لحمه من أحزان الأرض "مما نلمسه بوضوح ظاهرا وباطنا وقد توزع بين سطور القصائد الممتلئة بالسوداوية و بأشكال شتى تعبر عن ذات منكسرة محبطة مغتربة مخذولة بما يمكن أن يعزى إلى قلق نفسي لعل سببه وعي بعبثية الوجود الإنساني وشعور متجذر بالذنب بالخطيئة الأولى . ولعل "بنات الخطيئة" وهو عنوان المجموعة الشعرية من هذا القلق الوجودي وقد شابه القول بنت شفه . وبنت العين. وبنات الأفكار. وبنات الصدور. والنفس... وحمل معناها جميعا كنايات عن الكلمة والفكرة والآراء والهموم والوساوس وهي جملة مضامين القصائد اللاتي ولدن من ضلع الشاعرة " يسقط ورق التوت على القصيد فتولد من شغفي بنات الخطيئة "55. مجموعة مطهمة بالشعر والسرد والأساطير وإحالات لآيات وقصص قراني وأدب كثير وموسيقى تعبير عن "ذات كادحة تقارع شغف الروح تتجرد من الخراب وبؤس الأفول 55". هي كلام عن "كلمة ولدت من الخطايا فأورثتنا في الأرض المسير" 55. حمل العنوان بعدين أساسين مثل كل منهما رؤية الشاعرة وموقفها من الوجود الإنساني ودور الشعر والشاعر في الحياة أولاهما هذا الكسر الآدمي للقانون الإلهي ومخالفته للشريعة إذ عصى ادم ربه حين انتهك الأمر واخطأ الطريق إذ تعدى الوصية وارتكب الذنب حين أكل من الشجرة التي نهى الله غن الاقتراب منها قيل شجرة الخلد أو شجرة المعرفة المطلقة فكان جرما وكان السقوط وانكشاف العورة "فنسي ولم نجد له عزما.طه 115" وكان الهبوط والتكليف. حاد ادم وضل وانتهك القاعدة وأورث ذلك كله أبناءه وبناته ف "نحن من ذلك " وجه الخراب خنا الخطى واضعنا الطريق123 " . ثانيهما لعلها خطيئة مخالفة الشاعرة لتعاليم القديم فقد عصت قصائد ها طقوس الشكل وشرع التقليد حيث آمنت بالتجديد والتحديث على مستويي الشكل والمضمون .........يتبع الجزء 3
#الحبيب_حميدي (هاشتاغ)
Hmidi_Hbib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- عناقيد الكلام - تحليل ونقد للمجموعة الشعرية - بنات الخطيئة
...
-
-رداء العاقل- قراءة في المثقف العضوي
-
لي هاتان ولكم كل شعر الغزل
-
بغداد في الذاكرة
-
رحلةفي الذاكرة الكلام على الكلام
-
مقتطف من كتابي رحلة في الذاكرة في الكتاب (شد على التاء)
-
ساعة الصفر ساعة الهجوم
-
من بغداد الى القيروان طيب المسك
-
حليمة
-
مقتطف من روايتي رحلة في الذاكرة في ليبيا
-
مقتطف من كتابي رحلة في الذاكرة
-
من الشرفة 2
-
لاتخرج من لظى جنتك
-
ياتونس الخضراء
-
مقتطف من رحلة في الذاكرة
-
مقتطف من كتابي فلسفة الخلاص في اليوم الاخير
-
جلجامش الجديد
-
البابلي القديم
-
رسالة في الادب النظيف
-
من شرفتي
المزيد.....
-
هنا رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة تعيين 20 ألف معلم مساعد ا
...
-
فيلم -مجموعة العشرين-.. أول رئيسة أميركية تواجه تحديات صعبة
...
-
راشد عيسى: الشعر رسالة جمالية تنتصر للفكر الإبداعي وتتساءل ع
...
-
بوتين: روسيا تفتخر بتنظيم مسابقة -إنترفيجن 2025-
-
ترامب يواجه -البؤساء- على المسرح و-الاستهجان- خارجه! (صور)
-
أبناء الشبكة العنكبوتية.. الكافكاوية كما نعيشها اليوم
-
إجراءات إيران الفنية ستدخل حيز التنفيذ فور إصدار الوكالة الد
...
-
بمزانية 40 مليون دولار وأكثر”متى موعد عرض فيلم 7dogs” رئيس ه
...
-
طلاق جديد في الوسط الفني المصري
-
كلاكيت: السينما تاريخ من الموجات والتيارات
المزيد.....
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|