عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 02:51
المحور:
الادب والفن
علال لا يشيخ..( قصة)
_1_ كان علال قد بلغ الستين من عمره قبل أيام، لكن بدل أن يحتفل بعيد ميلاده ، بدأ يتمشى في الحديقة شاردًا، يحدّق في يده التي تحمل بساعة قديمة أكل عليها الزمن وشرب وتغوط…
اقترب منه ابنه وقال ضاحكًا:
— “أبي! ألا زلت ترتدي هذه الساعة؟ أليست أثقل من جدول الحصص؟!”
ردّ علال مبتسمًا:
— “هذه الساعة يا ولدي، ليست لقياس الوقت، بل لتذكيري أن الوقت كنز… إن أحسنت استعماله صار ذهبًا، وإن أضعته صار وهمًا!”...
انضم إليهما الروبوت “ طوطو”، وكان مبرمجًا لقياس نسبة النشاط العقلي والحركي، فقال وهو يومض أضواءه:..
— “تحذير: المستخدم علال تجاوز عتبة الستين. يُنصح بالراحة، وربما… الزر الأزرق للتقاعد.”...
_2_ ضحك علال وقال:
— “أيها الروبوت،.. اللعين أعد برمجتك! الستين ليست نهاية التشغيل، بل ترقية إلى مستوى الحكمة!”...
فهم الروبوت قليلا ولم يفهم كثيرًا، فقال:
— “يرجى التوضيح…!!.. هل الحكمة تحديثٌ جديد؟”
ابتسم علال ساخرا وقال:
— “بل هي نظام تشغيل كامل! راكمتُ ستين سنة من التجارب، الأخطاء، الضحك، والسهو… وأنا الآن جاهز لأشاركها مع هذا الولد الفضولي!”
_3_ نظر علال إلى ابنه ثم أخرج من جيبه دفترًا صغيرًا وناوله له:
— “هذا دفتري الأول، فيه خواطري لما كنت في عمرك… وأفكاري لما كنت أظن أنني أفهم كل شيء.”...!!!
فتح الولد الدفتر وقرأ أول سطر:
“في العشرين ظننت أنني لا أشيخ… في الستين عرفت أن الروح لا تشيخ إن ظلت تتعلّم.”...
_4_ ثم سأله الولد بفضول:
— “هل سأكتب مثلك، أبي؟”
ردّ علال وعيناه تلمعان:
— “ستكتب، وستضحك، وستخطئ، وستعود… المهم أن تظل تكتب، وتظل تحاول، لأن الممكن لا يتقاعد!”...
وهنا قال الروبوت بصوت معدني:
— “تم تحديث القاعدة: الستين = بداية جديدة. تمت البرمجة بنجاح.”...!!!
وانطلقت ثلاثتهم في نزهة جديدة… حيث يقود الحكيم، ويتعلم الابن، ويخزن (طوطو) الروبوت المعطيات تحت عنوان:
“ علال –( نسخة 60: ممكن لا يشيخ. ) ..!!!!
س. عبد الغني
2025
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟