سلمى حداد
أ-شاعرة وكاتبه سوريه تعيش في المغترب لديها مجموعه دوواوين شعريه ورايه
الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 15:03
المحور:
الادب والفن
على طريقة السموأل
أهفو لأن أموتَ في كِنفِ القُرى
في كوخِ أهلي، بينَ طيبِ حِنانِ
حيثُ الزُّهورُ تفيضُ طيبًا عاطرًا
ويغنِّي الطيرُ فوقَ أغصانِ
لا نعشَ يلفُّ جنازتي، بل أرتضي
ثوبَ التُّرابِ وسَندسَ الرّيحانِ
متجرِّدًا من كلِّ زيفٍ زائلٍ
حُرًّا، كأنِّي من صدى الأكوانِ
يُشيِّعُني زهرُ الرُّبى وجداولٌ
ونقيقُ ضفدعِها، وهمسُ جَنانِ
لا واعظٌ يُتلى على جثمانِه
ما قد رواهُ جُهالةَ الخُطبانِ
فأنا ابنُ فِطرةِ خالقي، ما بيننا
حُجُبُ الطُّقوسِ، وسَطوةُ السُّلطانِ
ما قد رأيتُ الصدقَ في أفواهِهم
بل قد وجدتُ الوهمَ في التَّبيانِ
فالعقلُ تاجُ المرءِ، إنْ هو اهتدى
وتدبّرَ الآياتِ في الأكوانِ
ما ضرّ من أحبَّ خالقَه إذا
لم يُلقِ سمعًا لِسَجَعِ الكُهّانِ
إني علمتُ بأنّ ربّيَ عادلٌ
لا يُرتجى إلا بصالحِ شانِ
يرضى القلوبَ إذا سمتْ بأمانةٍ
ويثيبُها بالسعيِ والإيمانِ
أفعالهُ في النورِ، ليست رهبةً
من نارِ وعظٍ أو وعيدِ هوانِ
بل مَن سعى بالخيرِ يُبعثُ ناعماً
ويُخلّدُ المعروفَ في الأزمانِ
لا قربَ في صومٍ بلا إخلاصِهِ
ولا صلاةٍ دونَ طُهرِ جنانِ
ما قد يُنيرُ الدربَ غيرُ بصيرةٍ
تسمو وتَزهرُ بالعقلِ المصانِ
#سلمى_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟