جعفر حاجم البدري
الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 22:47
المحور:
الادب والفن
تتعاضد عدة عوامل لتأثير المشهد الطبيعي في أحداث تقع في رقعة جغرافية معينة. فالتضاريس، المناخ، الكائنات الحية، النباتات، و غيرها تُشكّل إما عاملاً ايجابياً أو سلبياً للتأثير البيئي على ساكني المنطقة الدائمين أو الطارئين عليها.
و شكلت عوامل المشهد الطبيعي في يوم كربلاء عبئاً سلبياً على الامام الحسين عليه السلام و من معه. لقد كان مناخ يوم العاشر من محرم قائظاً جداً بحيث كانت الحاجة ملحةً جداً للماء. بيد أن الماء بَخُلَ على الحسين و من معه بأمرٍ و حصارٍ أموي. لقد شكّل العطشُ تحدياً صعباً حينئذٍ.
من ناحية أخرى، شكّل الوقتُ تحدياً و عبئاً مضافاً بحيث أن شمسَ منتصفِ نهارٍ صيفي تعاضدت به الزمكانية بشقيها.
أضف لذلك، شكلت بعض الموجودات الطبيعية معاناة بنسب محددة. و مثال لا على سبيل الحصر، شكّل ( حسك السعدان ) تحدياً طبيعياً كبيراً لأقدام أطفال المخيم الحافية التي حالما أُرعبت هاربةً من نيران الخيام المستعرة أدمتها تلك النبتة الشوكية القاسية. و يروى أن الامام الحسين قضى ردحاً من ليلة العاشر يجمع حسك السعدان ذاكراً الحالة التي سيكون عليها أطفاله عصر الغد.
لا شك أن هذا الابتلاء بكل مسبباته و تبعياته هو لتقديم القربان الالهي بصورة تليق بالسعي الرباني للاصلاح في أمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
#جعفر_حاجم_البدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟