أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 12:08
المحور:
الادب والفن
صباحٌ غائمٌ
تسكن الارض
برودةٌ وشاحٍ أبيض،
تلفّ الروح
، تسكب عليها سكينةً غامضة
كأنَّ الهواء قرَّر الهدوء
. . يصغي لنبضه الداخل
- - في عدن
ينهض البحر متثاقلًا
يرسل أمواجه البعيدة
رسائل طفولةٍ لم تغادر،
تركضُ في حاراتٍ ضيّقة
تتبعُ صدى الباعة وألوان المراكب
تخبئ في الجيوب قطعَ حصى
. . وأسرارًا صغيرة
لا يعرفها سوى الغيم
وحيث تقف الجبالُ شاهقةً
- - تعز
تغسلها غيوم معلّقة عند السفوح،
كأنها أمهاتٌ غافياتٌ
. . على وسائدٍ من حجر
كانت هناك مراهقةٌ صاخبة
تكتب على جدران البيوت اشعارا سرية
نبضات قلب يبحث
عن أبوابٍ للحرية
. . ولا يسأم
يتأمل المدن البحرية
حالما بالرحيل والعود منتصرا
على حصان طائر يجنه الشوق
لوطن اجبره على الرحيل
- - في تعز
- هذا الصباح
يوقظ ذاكرةً ناعمة
أصواتُ المدارس عند الفجر،
ضحكاتُ الرفاق في الميناء العتيق
خطواتٌ أولى في دروبٍ لم تعد كما كانت
محفورة كالنقش في حجر
لزمن قد رحل
. . في البعيد
- - صباح من الذكريات
تغمر الروحَ سيلٍ من الصورٍ
متداخلة بومض عتيق
يحيل الغيم مرآةً
بين مدن توزع فيها العمر
وقلب لم يكفّ لوعة
وجنون من الحنين .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟