|
|
الفنان التشكيلي عبد الأمير الخطيب الهوية الأصيىة
هاشم معتوق
الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 12:29
المحور:
الادب والفن
الفنان التشكيلي عبد الأمير الخطيب الثقافة الثالثة والجذور في الإغتراب
أعماله وإنجازاته، مفهومه لـ«الثقافة الثالثة» ومبدأ «الجذور في الاغتراب»، إضافة إلى نشاطه التشكيلي في أوروبا ودولٍ من العالم، وتطلعاته المستقبلية. وُلِد عبد الامير الخطيب في مدينة النجف بالعراق سنة 1961. يقيم في فنلندا منذ حوالي عام 1990 م، حيث انتقل إلى أوروبا ليواصل مسيرته الفنية ويعيش في مناخٍ جديد. من شخصيته: يجمع بين الاعتزاز بأصله وبلده الأصلي (العراق) وبين الاندماج في المحيط الأوروبي، الأمر الذي أثر كثيراً في رؤيته الفنية والثقافية. الخطيب يعمل في الفن التشكيلي، ويتخصّص في اللوحات الزيتية والمواد المركّبة (mixed media) — أي يجرب استخدام مواد وألوان وزخارف مختلفة على القماشة لتوليف بصري خاص له. يركّز في أعماله على مفهوم المنفى والهُجْر والاغتراب، إذ يرى أن المنفى ليس فقط «سلباً» بل «بحثٌ» عن الهوية، عن الجذر، عن الانتماء. مثال: وصفه “المنفى بالنسبة له هو عملية بحث دائم عن هوية للإنسان المغترب عن بلاده وثقافته”. أسّس، بالتعاون مع فنانين آخرين، شبكة الفنانين المهاجرين في أوروبا (مقرها في هلسنكي) في عام 1997، والتي تصدر مجلة شهرية باللغة الإنجليزية بعنوان “Cosmic Colours” (أو «ألوان كونية») وتضم مئات الفنانين من أكثر من 40 دولة، يشكّل الفنانون العراقيون نسبة كبيرة منهم. من بين إنجازاته: تنظيم العديد من المعارض الفنية المشتركة في نحو عشرة دول أوروبية، ضمن نشاط الشبكة، وكذلك نشاط فني شخصي مع مشاركة في معارض في فنلندا والدول الإسكندنافية. نال جائزة جائزة راسموس السنوية في فنلندا (شبكة منظمات المجتمع المدني الفنلندية المناهضة للعنصرية) تقديراً لـ«جهوده وعمله من أجل مجتمع فنلندي متعدد الثقافات». ضمن شبكة الفنانين المهاجرين، ساهم في تعزيز صورة الفن العراقي خارج الوطن، وهويته وتواجده ضمن المشاركات الأوروبية، ما أكسبه مكانة متميّزة داخل الحراك التشكيلي العراقي المهجَر والمغترب. الثقافة الثالثة: يعتمد الخطيب هذا المفهوم باعتباره ساعة ومنزلة بين ثقافة الأصل (العراق/الشرق) وثقافة المهجر (أوروبا/الغرب). بمعنى أن الفنان المغترب ليس فقط منفتحاً على الثقافة الجديدة، بل يحمل جذوره معه، ويتفاعل معها، وينتج منها هويةً ثالثة : ليست أصليّة بالكامل بمعنى البقاء في الوطن فقط، وليست غربية محضاً، بل تمازج بين الاثنين. • في المقابلة يشير إلى أن الشبكة التي أسّسها «مساهمة فكرية فاعلة في حوارات حضارية تختص بمفهوم الثقافة الثالثة ونشاط الفنانين المنفيين والمغتربين». مبدأ الجذور في الاغتراب: يرى الخطيب أنّ الاغتراب (الهجرة، النفي، الإقامة في بلدٍ آخر) ليس بالضرورة قطعاً للجذور، بل يمكن أن يكون إعادة تعريف للجذور — أي كيف يستعيد الفنان ذاكرته، وطنه، لغته، رموزه، وينقلها أو يعيد صياغتها في بيئة جديدة. في أحد التقارير: «…المعرض الذي شارك فيه واصل فيه أسلوبه في استثمار الرمزي العادي من أجل خلق رمز فني… بما أن المنفى بالنسبة له هو عملية بحث دائم عن هوية للإنسان المغترب عن بلاده وثقافته». من هنا تأتي أهمية الأعمال التي تجمع بين إشارات إلى الوطن الأصلي (العراق) وبين لغة بصرية عامة/عالمية — فتُنتج شيئاً يتجاوز الحدود المحلية ويخاطب الأوسع، ولكنه يحتفظ بالبصمة الأصلية للفنان. نشاطه في الوسط الفني والتشكيلي بأوروبا ودول العالم (بما فيها الدول الإسكندنافية) يقيم في فنلندا منذ نحو الثلاثين سنة، وقد دمج نفسه ضمن المشهد الفني الفنلندي الأوروبي. من خلال شبكة الفنانين المهاجرين، تم تنظيم معارض في ما يقارب عشرة دول أوروبية، منها دول إسكندنافية (فنلندا على وجه الخصوص)، وهذا يدل على تواجده الفني ضمن السياق الإقليمي – وليس فقط كمغترب جزء من الجالية العراقية، بل فعلياً كمشارك في المشهد الفنّي الأوروبي. أعماله تمّ عرضها ضمن معارض دولية مشتركة، وهذا يعكس قدرة على التفاعل مع جمهور متعدد الجنسيات والثقافات، مما يؤكد بوادر «العالمية» في تجربته. ذكر في أحد المقالات أنّ مشاركته في معرض في فنلندا كانت «إشارة كبيرة إلى مكانة الفن العراقي وتقدير واحترام منظّمي المهرجان لذلك». تأسيس شبكة الفنانين المهاجرين في أوروبا (1997) + تحرير وإصدار مجلة شهرية («ألوان كونية / Cosmic Colours») تُعنى بالفنون والمهاجرين. تنفيذ معارض فنية مشتركة بمشاركة فنانين من بلدان متعددة، إسهامه الشخصي في معارض في الفنلندا ـ حيث يعيش ـ وأيضاً مشاركته في حوارات ثقافية متعددة الجنسيات، تناولت موضوعات مثل الهُجْر، الهوية، التعدد الثقافي. من أجله: في المعرض الفني المشترك، قال إن مساهمته «تأتي من جانب السعي لاكتساب الخبرة وتبادل التجارب… ومن اجل التعريف بالحركة الفنية العراقية من خلال اللقاء مع الزوار طيلة أيام المعرض». يبدو أنّ الخطيب يرنو إلى أن يكون جسرًا بين الشرق والغرب، وبين جذوره العراقية وثقافته الأوروبية، ليس فقط كمغترب بل كمبدع يركّب بصريّاً وحضارياً هذا التمازج. يريد أن يستمر في تعميق مفهوم «الثقافة الثالثة» – ربما من خلال معارض أكبر، نشرات أو كتب، وربّما مشاريع تعليمية أو ورش عمل للفنانين المهاجرين/المغرببين. من المحتمل أن يسعى إلى توسيع نشاطه إلى دول إضافية خارج أوروبا، أو أن يزيد تواجده الرقمي لتجاوز الحدود الجغرافية. كما أن الحصول على جوائز مثل “جائزة راسموس السنوية” يمكن أن تكون دفعة له نحو مشاريع أكثر تأثيراً في ميدان حقوق الإنسان، التعدد الثقافي، الفن كمكوّن اجتماعي وليس فقط جمالي. يمثل عبد الامير الخطيب حالة نموذجية للفنان العراقي الذي وجد نفسه في المهجر، لكنه اختار أن لا يفارق جذوره، بل أن يعيد صياغتها ضمن بيئة جديدة. من خلال الشبكة التي أسّسها، ساهم في خلق مجتمع فنانين مهاجرين، وهو أمر مهم لأن الفنان المغترب غالباً ما يعاني من العزلة أو من فقدان الحضور داخل المشهد الفني في وطنه الأصلي أو في بلد المهجر، وهنا جاء عمله ليجسّر هذا الفراغ. كذلك، من خلال نشاطه في أوروبا، ساهم في إظهار أن الفن العراقي ليس محصوراً داخل العراق أو المنفى فقط، بل يمكن أن يكون جزءاً من المشهد العالمي، وهذا يحمل قيمة رمزية وثقافية كبيرة. قدرة على التمازج بين الشرق والغرب، بين الأصل والمهجر، بين المحلي والعالمي. نشاط تنظيمي/facilitator (تأسيس شبكة، إصدار مجلة) وليس فقط كفنان منفرد، ما يوسّع تأثيره. الالتزام بقضايا الثقافة، الهوية، الاغتراب، مما يعطي أعماله عمقاً أيديولوجياً إلى جانب البُعد الجمالي. قد يكون من المفيد توثيق أعماله ومشاريعه بشكل أكبر (كتالوج، مواقع، أرشيف) ليكون أكثر وضوحاً داخل المراجع الأكاديمية أو الجمهور العام. كما أن التحدّي الدائم للفنان المهجَر هو: كيف أن يوازن بين «الهوية الأصلية» و«البيئة الجديدة» بحيث لا يشعر بأنه خارج أي منهما أو أنه مجرد «مهاجر فنان» فقط، بل فنان يمتلك نفسه بذاته يتحول الى قمر ثقافي يعكس الوجود والضياء بكل هدوء وروية. هو الذي يسعى بالفعل نحو هذا التوازن.
#هاشم_معتوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنان علي النجار بين الوطن والمغترب
-
أدونيس أسرف في الشكل حتى أضاع حرارة المودة بينه وبين المتلقي
-
اللوحة
-
جنان الحسن الجمال والفن
-
نجاة عبد الله شاعرة نادرة، بنصوص لا تُشبه إلا ذاتها
-
موزارت عبقري الموسيقى الكلاسيكيةحياة مفعمة بالإبداع والمعانا
...
-
المسؤول وغضب المواطن
-
دولة ضعيفة تهيمن عليها الأعراف لا القوانين
-
محافظة كربلاء قبلة لملاين الزوار تفتقر لحطات تدوير الفايات
-
محافظة كربلاء هي قبلة لملايين الزوار تفتقر لمحطات تدوير النف
...
-
الغجر أمة عريقة لها ثقافتها وهويتها
-
بغداد مدينة السلام
-
الحسين بن علي ابن أبي طالب
-
تروتسكي كرمز للثورة الأممية والنقد الجذري للبيروقراطية والاس
...
-
ملحمة كلكامش ترويض أنكيدو وتحويله من عالم الوحوش إلى عالم ال
...
-
منصور السعيد لوحات تستدعي المفقود لتجعله حضورا متجددا
-
الكالفالا العالم يُبنى باليد كما يُبنى بالكلمة
-
تشايكوفسكي الموسيقى والتجربة الإنسانية العميقة
-
لينين العظيم الإنسان
-
زياد رحباني: موسيقى يرجح أن تبقى
المزيد.....
-
BBC تقدم اعتذرا لترامب بشأن تعديل خطابه في الفيلم الوثائقي
-
مغني الـ-راب- الذي صار عمدة نيويورك.. كيف صنعت الموسيقى نجاح
...
-
أسرة أم كلثوم تتحرك قانونيا بعد إعلان فرقة إسرائيلية إحياء ت
...
-
تحسين مستوى اللغة السويدية في رعاية كبار السن
-
رش النقود على الفنانين في الأعراس.. عادة موريتانية تحظر بموج
...
-
كيف نتحدث عن ليلة 13 نوفمبر 2015 في السينما الفرنسية؟
-
ميريل ستريب تلتقي مجددًا بآن هاثاواي.. إطلاق الإعلان التشويق
...
-
رويترز: أغلب المستمعين لا يميزون الموسيقى المولدة بالذكاء ال
...
-
طلاق كريم محمود عبدالعزيز يشغل الوسط الفني.. وفنانون يتدخلون
...
-
المتحف الوطني بدمشق يواصل نشاطه عقب فقدان قطع أثرية.. والسلط
...
المزيد.....
-
الذين باركوا القتل رواية
...
/ رانية مرجية
-
المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون
...
/ د. محمود محمد حمزة
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية
/ د. أمل درويش
-
مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز.
...
/ السيد حافظ
-
إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
المرجان في سلة خوص كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
بيبي أمّ الجواريب الطويلة
/ استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
-
قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي
/ كارين بوي
-
ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
/ د. خالد زغريت
-
الممالك السبع
/ محمد عبد المرضي منصور
المزيد.....
|