عببر خالد يحيي
الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 05:25
المحور:
الادب والفن
بالإمكان اعتبار قصيدة "بحرٌ للحرية" نموذجًا متفرّدًا للشعر العربي المقاوم في زمنٍ يتكاثر فيه الصمت وتتراجع فيه القيم الجماعية أمام منطق المصلحة والخضوع. هي قصيدة تؤسس لفعل شعري جديد يتجاوز التنديد السياسي إلى بناء أسطورة إنسانية للبطولة والفداء، من خلال توظيف البحر كرمزٍ كونيٍّ للتحرّر والانعتاق.
ينطلق النص من حادثة واقعية تمثلّت في رحلة مجموعة من البحرينيين لكسر حصار غزة حاملين المساعدات الإنسانية، فاعتقلهم الكيان الصهيوني، لتتحوّل الحادثة في وجدان الشاعر إلى ملحمة شعرية إنسانية تكرّس قيم التضحية والإخاء العربي.
في ضوء المنهج الذرائعي العربي الذي يقوم على التكامل بين الجمال والأخلاق، واللغة والفكر، تتبدّى القصيدة ككيان فنيٍّ وأخلاقيٍّ متكامل. إذ تتفاعل فيها المستويات السبعة:
البؤرة الفكرية، الخلفية الأخلاقية، المستوى البصري، اللساني، الديناميكي، النفسي، والإيحائي، لتكشف جميعها عن تصعيدٍ دلالي من الواقعة إلى الرمز، ومن الحدث إلى الفكرة، ومن الفكرة إلى المعنى الكوني للحرية.
إنّ البحر في القصيدة ليس مجرّد فضاءٍ مكانيٍّ، بل حقل رمزيّ يحمل دلالات الخلاص والموت والنقاء، ويصبح مرآةً لضمير الأمة العربية ووجدانها الجمعي.
وبذلك تتحول القصيدة إلى وثيقة شعرية تشهد على زمنٍ تُخاض فيه المعارك الإنسانية بالكلمة والموقف، لا بالسلاح وحده.
#عببر_خالد_يحيي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟