مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) يلتقي الجالية الكردية في السويد: تأكيد على الحوار والوحدة الوطنية وتجديد الالتزام بروح كوباني

2025 / 11 / 4

عقد الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، السيد حسن محمد علي، لقاءاً جماهيرياً مع أبناء الجالية الكردية السورية والكردستانية في مدينة أوربرو السويدية، وذلك بمناسبة الأول من نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع كوباني، وبحضور العشرات من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية من مختلف المناطق الكردية وأجزاء كردستان الأربعة.

استهل السيد حسن اللقاء بالتأكيد على الرمزية الوطنية والتاريخية لمقاومة كوباني، موضحاً أن تلك الملحمة البطولية شكّلت نقطة تحوّل استراتيجية في مسار الحرب ضد الإرهاب، وأن انتصار كوباني كان بداية العدّ التنازلي لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي. وأشار إلى أن هذا الانتصار لم يكن محلياً فحسب، بل أسّس لمشروع وطني جامع وفتح الباب أمام حوارات سورية–سورية واتفاقيات سياسية هامة، مثل اتفاق العاشر من آذار الذي تجسّد رؤية قائمة على قيم الحرية والعدالة والمواطنة.

وأكد أن كوباني الصغيرة بحجمها، الكبيرة بفعلها، تحوّلت إلى مدينة لكل السوريين، إذ شاركت مختلف المكونات في الدفاع عنها وضحّت من أجلها، لتصبح رمزاً للوحدة الوطنية والإرادة الشعبية في مواجهة الإرهاب والتطرف.

وفي حديثه عن الواقع السياسي الراهن، تناول السيد محمد علي الصراعات الإقليمية والدولية على الساحة السورية، مبيناً أن سوريا اليوم تحوّلت إلى ميدان لتضارب المصالح بين القوى الإقليمية والدولية، ولا سيما تركيا وإسرائيل، إلى جانب تباين المواقف الدولية بشأن مستقبل البلاد. وشدّد على أن الحل لا يمكن أن يُفرض من الخارج، بل يجب أن ينبع من حوار وطني شامل يضم جميع السوريين، وصولاً إلى جبهة ديمقراطية موحدة تمتد على كامل الجغرافيا السورية.

كما تناول التطورات المتعلقة باتفاق الكرد في سوريا، مشيراً إلى أهمية استمرار الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية الكردية ضمن الإطار السوري الجامع، لما لذلك من أثر في تعزيز التفاهم الداخلي وتحصين مناطق شمال وشرق سوريا في مواجهة التحديات والضغوط الخارجية.

خلال اللقاء، فُتح باب النقاش أمام الحضور، حيث طُرحت أسئلة وقضايا متنوعة شملت دور المكوّن العربي وعلاقته بقوات سوريا الديمقراطية، وسبل تطوير التواصل مع باقي المناطق السورية مثل الساحل والسويداء، إلى جانب تساؤلات حول نتائج كونفرانس 26 نيسان لوحدة الصف والموقف الكردي. كما تناول النقاش الدور الروسي في شمال وشرق سوريا، واحتمالات التصعيد العسكري في حال تعثّر تنفيذ الاتفاقيات.

وتطرقت المداخلات كذلك إلى حقوق الكرد في الدستور السوري المقبل، وضرورة تحديد موقع مناطق شمال وشرق سوريا من المعابر الدولية المزمع فتحها، بالإضافة إلى أوضاع المناطق المحتلة مثل عفرين وتل أبيض ورأس العين، وضرورة إخراج الفصائل المسلحة منها.

كما ناقش الحضور الضغوط التركية على قوات سوريا الديمقراطية، ومحاولات أنقرة فرض التخلي عن السلاح، ودور القرار الأممي 2254 في رسم ملامح المرحلة المقبلة. وشملت النقاشات أيضاً المصطلحات الكردية والكردستانية في الخطاب السياسي، وأهمية تطوير العمل الإعلامي في الساحة الأوروبية بما يعزز التواصل مع الرأي العام الغربي ويُبرز القضايا العادلة لشعوب المنطقة.

وفي ختام اللقاء، عبّر السيد حسن محمد علي عن تقديره للتفاعل البنّاء من أبناء الجالية، مؤكداً أن مجلس سوريا الديمقراطية سيواصل جهوده في تعزيز علاقاته مع الجاليات السورية والكردستانية في الخارج، وترسيخ نهج الحوار الوطني واللامركزية الديمقراطية كخيار واقعي لمستقبل سوريا الموحدة. واختتم بالتأكيد على أهمية التمسك بروح كوباني التي جمعت السوريين حول قيم الحرية والكرامة والمواطنة، داعياً إلى تحويل هذه القيم إلى منهج دائم في بناء سوريا المستقبل.


المصدر : موسى بصراوي
اضافة خبر | مركز الاخبار